نظرة يدعي أن ثورة يناير كانت تحرك من شرائح اجتماعية لديها فوائض مالية ترغب في المشاركة في الحكم ويرى أن استدعاء القوات المسلحة في 30 يونيو كان هاماً بعد وصول الإخوان للسلطة

التاريخ : السبت 02 مارس 2024 . القسم : ديني

مضامين الفقرة الأولى: المجتمع المصري

وصف الدكتور سمير مرقص الكاتب والمفكر السياسي، تركيبة الشخصية المصرية تاريخيًا بأنها أقرب لمزيج من خليط دنيوي ورباني، قائلًا: «الحالة المصرية خلطة ساعة لربك وساعة لقلبك». ورأى أن هناك ما يسمى بـ إسلام الخبرة المصرية ومسيحية الخبرة المصرية في المجتمع، موضحا أنه على الرغم أن الإسلام والمسيحية واحد، لكن أيضًا هناك لمسة مصرية مميزة في الحياة اليومية على الصعيد الديني.

وقال سمير مرقص، المفكر السياسي، أن الهوية المصرية مترابطة بين كافة أطياف المجتمع وهناك ترابط ونسيج واحد بين المواطنين. وأضاف أن مقولة الشعب المصري متدين بطبعه غير مناسبة، ويمكن القول إن الشعب المصري متدين على طريقته أفضل من طبعه. وتابع بأن المؤسسات الدينية شكلت الكثير من حياة وهوية المصريين، كما أن الدولة الحديثة ساعدت أبناء المؤسسات الدينية للخروج للحياة العامة ومشاركة كافة أطياف المجتمع. وأوضح أنه لا بد أن يكون هناك نوعا من التضامن الإنساني، وتسخير العولمة وفقا لبيئة كل مجتمع، مشيرًا إلى أن كتابه أحلام فترة العزلة تحدث فيه عن تطوير آلية الإنتاج وتحقيق أفضل النتائج.

وقال المفكر الكبير سمير مرقص أن مصر انقطعت عن فكرة الذمة أو الطائفية، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن تتبنى المؤسسات الدينية فكرة المواطنة، ويجب تنقية المجتمع من الأفكار المغلوطة والشوائب الشعبية. وتابع أننا نعيش حياة القرن الماضي بفكر الاستنساخ وليس الاستلهام. وواصل قائلا إن مصر ستمر من الأزمة كما حدث على مر التاريخ منذ عصر البطالمة، ومحاولة مقاومة الإرهاب أمر مهم نتج عنه الحفاظ على تماسك وتجديد الدولة الحديثة بما يتناسب مع التغييرات الفكرية.

مضامين الفقرة الثانية: الفكر الديني

قال الدكتور سمير مرقص الكاتب والمفكر السياسي، إنه يميل لتجديد الفكر الديني ليتماشى مع معطيات كل عصر، موضحًا أن هناك مجموعة من العوائق كانت تقف أمام تجديد الفكر الديني، أبرزها الحركات الداخلية داخل المؤسسات الدينية. وأشار مرقص إلى أن المواطن المصري الذي عرف طريق الميدان المجال العام، يجد صعوبة في العودة إلى الخلف، موضحًا أن السياق المجتمعي عادة ما يفرض نفسه. 

مضامين الفقرة الثالثة: ثورة يناير

قال الدكتور سمير مرقص الكاتب والمفكر السياسي، إنه ينتمي إلى المدرسة التي تعتبر 25 يناير حراكًا وليست ثورة تامة، موضحا أن هذا الحراك كان مدفوعًا بشرائح اجتماعية لديها فوائض مالية ترغب في المشاركة في السلطة والثروة.

وأشار إلى أنه في عام 2010، نشأت شريحة اجتماعية جديدة تمتلك فوائض مالية داخل وخارج مصر ضمت جيلًا شبابًا جديدًا متعلمًا يرغب في المشاركة في الحياة العامة وفك ما وصفه بشبكة الامتيازات المغلقة على السلطة الحاكمة؛ من أجل السماح بدخول شرائح جديدة في الشراكة السياسية والثروة، قائلًا: «اكتشفنا أن هناك شريحة متشكلة في مصر تريد الاشتراك في الثروة والسياسة، و30 يونيو مكملة لـ 25 يناير من الناحية الثقافية».

واستكمل قائلًا: «مصر يجب أن تعود للتعددية الطائفية دون الاعتماد على فصيل واحد، ودور القوات المسلحة منذ 2011 حتى اليوم بمثابة العماد والأساس في تشكيل الدولة الحديثة، وعندما هددت جماعة الإخوان مؤسسات الدولة المصرية كان يجب استدعاء وتدخل القوات المسلحة حتى لا نصل لمرحلة «الميليشيات». وبيَّن أن حملة تمرد كانت إعلان لرفض تغيير الهوية المصرية. وأكد أن الجيش في 30 يونيو حمي الدولة من تغيير هويتها.

مضامين الفقرة الرابعة: الليبرالية والعلمانية

قال المفكر الكبير سمير مرقص ان الرأسمالية أثرت على إدارة شئون الكوكب، منوها أن وهم الليبرالية الجديدة فشلت فيما وعدت به البشرية، حول سقوط الشركات الكبرى من إدارة العالم وإنهاء الأنظمة الاستبدادية. وتابع أن هناك تهديدات مناخية وبيئية وانتهاك للثروات والموارد من القوى الصناعية الدولية، مستشهدا بالصين التي تشارك في الاستعمارية الإمبريالية. وأضاف أن جائحة كورونا هي حدث أيا كانت مصنوعة أم طبيعية، لكنها خلقت قلقا على الوجود البشري، مضيفا: «في فترة العزلة كنت خائفا وأتجنب التجمعات بحرص شديد جدا لمدة 8 شهور تقريبا».

وأكد أن العلمانية ليست مشكلة في الدولة، وهناك تعددية في المنهج العلماني بكل دولة، والمجال العام يجب أن يكون مفتوحا أمام كل الفئات؛ ومصر أقرب للمنهج الألماني في إشراك الدين في الحياة العامة.

وأضاف سمير مرقص أن حرب غزة أظهرت قوى عالمية تنافس وتوازي القوة الأمريكية، والعالم الجديد يشهد تغيرات جذرية في كل مجال، في ظل التطور التكنولوجي الجديد.