حديث القاهرة ينتقد تدني أجور المعلمين ويدّعي تسلط الإخوان والسلفيين على التعليم في مصر ويحذر من انهيار السلم الاجتماعي نتيجة الأزمات الاقتصادية وانتشار حوادث الانتحار والقتل

التاريخ : الثلاثاء 05 مارس 2024 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: وفاة طالبة العريش

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن الخطر الاجتماعي ظهر بشكل هائل ورهيب، والمزعج أيضًا أنه لا يلقى اهتمامًا كافيًا، رغم أن الغرفة تكاد تمتلئ بالبنزين، مبينًا أن المجتمع مليء بعوامل تجعل أي اشتعال سواء كان ذاتيًا أو غير ذاتي يمكن أن يؤدي إلى أزمة اجتماعية ونفسية كبيرة، وبالتأكيد الأزمات الاقتصادية والسياسية، مضيفًا: «يبدو أننا لا ندرك خطورة الأمور أو نقلل منها عند وقوع حوادث، مثل حادثة الشابة نيرة». وأضاف: "هذا الإنذار يعتبر تحذيرًا متجددًا للخطر القائم، وفي الوقت نفسه يجب أن يدركه المجتمع والدولة ومؤسسات الدولة. يبدو أن هناك بطء في الفهم وعدم الإدراك للخطر الشديد، وهذا جزء من الأولويات المفقودة في جدول أعمال الدولة المصرية."

وتابع: "نحن نبدأ في حل المشاكل بطريقة غير دقيقة، إذ يعتقد البعض أن حل المشكلة الاقتصادية يمكن أن يحل كل شيء. لكن التحديات تتعدى الجوانب الاقتصادية، والانتقال إلى الحياة المنظمة يتطلب وعيًا وثقافة وتخطيطًا عمرانيًا، وليس فقط نقل السكان من الأحياء العشوائية". وأشار إلى أهمية الوعي الاجتماعي، قائلًا: "الأولوية يجب أن تكون للوعي في المجتمع، فالانتقال للحياة المنظمة يتطلب وعيًا ووعيًا، والعقل والوعي يشكلان الجزء الأساسي في التطور والتحسين، وليس فقط الانتقال المكاني."

وحذر المذيع من أن المجتمع المصري يسير على حافة الزجاج، كما أعرب عن تخوفه من أن يقع الجيل في فخ الفراغ. ودعا إلى ضرورة النظر بعناية فيما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي وفهم الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى أهمية التعليم والتربية في تشكيل أفكار الأفراد وتوجيههم نحو فهم سليم للأمور واتخاذ قرارات ناجحة.

وبيَّن أن هناك توترًا واضحًا في المجتمع، حيث يظهر الانزعاج والغضب بسبب التطرف، سواء كان ذلك التطرف العاطفي أو النفسي. قائلًا: «نحن معرضون أيضًا للتطرف الديني لا سيما أننا نتعامل بشكل غير تقليدي مع الأجيال السابقة، في ظل أن الجيل الحالي أكثر ذكاءً بطريقة فريدة، ومع ذلك، لا يمكن أن نعتبر أن هناك طفرة جينية للذكاء، بل العالم لم يصبح أكثر ذكاءً، بل على العكس، أصبح العالم أكثر فوضى وشعبوية».

وأضاف: "نعيش في مجتمع تقني تطور منذ عقود، حيث يؤكد أن الأجيال السابقة كانت تتعامل مع التكنولوجيا بشكل مختلف". وأشار إلى أن التحديات التي نواجهها اليوم ليست بسبب طفرة جينية، بل تعتمد على النظام المعرفي والعلمي الذي شكل المجتمع منذ عقود. وحذر من التهديدات المتزايدة على المجتمع، وأشار إلى ضرورة فهم الواقع ومحاولة التصدي للتحديات الاجتماعية والتكنولوجية. وبيَّن أن الشباب يلعب دورًا حاسمًا في توجيه المستقبل، ويجب أن نستمع إلى آرائهم وأصواتهم.

مضامين الفقرة الثانية: السلام الاجتماعي في مصر

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن المجتمع يشهد انخفاضًا ملحوظًا في مستواه الاجتماعي والاقتصادي بما يثير القلق، قائلًا: «الخوف من البنزين الذي يمكن أن يشتعل في أي لحظة، ويجب علينا كدولة العمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية، والتي يُشار إليها في القوانين بمصطلح "السلام الاجتماعي"». وتساءل: "كيف يمكننا بناء هذا الجيل وتحفيزه للتغيير بدلًا من الانفجار؟ بالطبع لن يشبه ما حدث في 25 يناير و30 يونيو".

وأكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن الانتقال ليس من المكان فقط ولكن الانتقال يكون بالوعي والثقافة، موضحًا أن الحي العشوائي في حالة تنظيمه ووضع الأشخاص العشوائية في حي منظم من الممكن أن يتم تحويله لعشوائيات. وأوضح أن الأولوية هو من يحافظ على أكل العيش هو العقل والوعي، من خلال عقل إدارة المجتمع، مشددًا على أنه تم تنحية أولوية وعي المجتمع جانبًا وهو سبب في ظهور العديد من الحوادث خلال الفترة الأخيرة، موضحًا أن الحوادث الأخيرة لا تنبه ولا تحذر ويجب الأخذ بها.

وأشار إبراهيم عيسى، إلى أن المشهد الحالي يحتاج إبداع حقيقي في تبديد الثروة البشرية في مصر، مؤكدًا أنه لابد من قراءة المجتمع سليمًا، موضحًا أن لغة الدولة وأجهزتها مختلفة عن لغة الشعب والمواطنين، متابعًا: "الدولة وأجهزة الدولة من المريخ و60% من الشعب من كوكب الزهرة".

أكدت الدكتورة رضوى فرغلي، محللة نفسية واستشارية علاج نفسي، أن المجتمع يصل لاضطراب نفسي في حالة ضغط أكبر من المجتمع وانعكاسات على مستوى مجموع وتأثيرها يمتد بداية من الأسرة أو عائلات ومن ثم مجتمع أكبر وتظهر وكأنها ظاهرة. وشددت على أن الاضطراب النفسي لأفراد الأسرة ينتج عنه عنف داخلي للفرد ينعكس على العنف الخارجي، مؤكدة أن العنف الأسري والعائلي شهد زيادة كبيرة بسبب الضغوطات النفسية، منوهة بأنه من الممكن الضغوطات والاضطرابات المجتمعية أن تبدأ من ضغط نفسي على فرد. وأضافت أن هناك مقولة بأن القلق أبو الأمراض، سواء من القلق من المستقبل أو عدم توفير موارد للحفاظ على اتزان الأسرة الاجتماعي له تأثير ويسبب اهتزاز نفسي داخل الأسرة، ووجود مرونة النفسية والمناعة تحفظ من الانهيارات على مستوى العنف.

مضامين الفقرة الثالثة: التعليم في مصر

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إنه يجب علينا النظر أيضًا إلى الأزمة في المدارس، حيث يواجه التعليم نقصًا في البنية التحتية ونقصًا في عدد المعلمين، مبينًا أن الطلاب يعانون من غياب كبير، ويظهر العجز في تنظيم الفصول وتوفير البيئة التعليمية الملائمة. وأضاف: «على الرغم من هذه التحديات، يفتقر التعليم إلى المكانة المناسبة في المجتمع. الطلاب يغيبون عن المدرسة بشكل غير مسبوق، ويعيشون في بيئة تعليمية ضعيفة، مما يؤثر على تكوينهم الاجتماعي والفكري». وأكد: "نحن نتحدث عن أكثر من 28 مليون طالب، وهم 34% من سكان مصر تحت سن 15 سنة، و61 مليون مصري تحت 29 سنة، لذلك يجب تحسين جودة التعليم وتعزيز الوعي، وتشجيع الطلاب على التفكير وتقديم الحلول». وأكد أن المدرسة هي الركيزة الأساسية لتكوين الشخصية وبناء المجتمع، ولا يمكن للمجتمع التقدم بدون تعليم قوي ومعلمين مؤهلين، مضيفًا: «علينا أن نتحدث عن هذا الغياب الشامل ونضع خطة عاجلة لتحسين واقع التعليم في مصر».

وتساءل: «كيف يمكن للدولة أن تحقق التقدم بينما تعاني من نقص في عدد المدرسين؟ هذا يشبه حكاية جيش يرغب في الانتصار ولديه نقص في الضباط والجنود والأسلحة، كيف يمكن تحقيق الانتصار في مثل هذه الظروف؟ الواقع أننا نعيش في حقيقة قاسية». وأضاف: «دعونا نلقي نظرة على الوضع الاقتصادي للمعلم، الذي يعاني من ضغط اقتصادي هائل، مع دخل وراتب يعتبران زهيدين ولا يكفيان لتأمين حياة كريمة، ولنُلقِ نظرة أخرى على مستوى الأجور في الدولة، حيث يظهر أن المعلم لا يحصل على أعلى راتب حكومي، وبالتالي، كيف يمكن تحقيق التقدم المرجو».

وأضاف: «إذا كنت تنظر إلى الوظائف الحكومية الأخرى مثل الرياضة، فستجد أن لاعبي الكرة يحصلون على أجور ضخمة، بينما يعاني المعلمون رغم براعتهم لا يحصلون على ذلك، ولا يُعتبر التدريس وظيفة تعتمد على المواهب، بل هو اكتساب للمهارات وتعلمها، ولذا يجب أن يُقدّر المعلمون على تفانيهم في التدريس وتحسين مستوى التعليم».

وأشار إلى أن الجماعات الإسلامية والإخوان والسلفيين عملوا جاهدين على التأثير في نظام التعليم، حيث تسلَّطوا على كليات التربية ونجحوا في تعيين معلمين ذوي توجهاتهم الفكرية، وبدورهم، اخترقوا نقابة المعلمين، مما أدى إلى تسلط مدرسين ذوي تلك التوجهات، وأشار إلى أنه يتعين علينا أن نركز على تربية الأجيال على أسس المساواة والعدالة، وعدم التسامح مع التفرقة بين الجنسين، محملًا التربية السلفية الأصولية، التي تسلط على العنصرية والتفرقة بين الجنسين، جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن التفاقم في مشاكلنا الاجتماعية والثقافية.

وذكر أن الإعلام والتعليم أدوات حيوية في بناء المجتمع وتوجيهه نحو التقدم؛ لذا، يتعين علينا أن نركز على تأهيل المدرسين وتطوير مناهج تعليمية تعزز القيم الإنسانية وتقوي الروح التواصلية في المجتمع، مبينًا أن هناك جهودًا فردية تُبذل في إطار المسرح المدرسي وفرق الجوالة لنقل تراث مصر وتاريخها، ورغم أن هذه الجهود تعتبر محترمة، إلا أنها ليست بما يكفي لتحقيق التغيير الجوهري في نظام التعليم وفي المجتمع بشكل عام.

أكد الدكتور حسام بدراوي، المفكر السياسي، أن تذوق الفني يصفي النفس ويعطي طاقة تفاؤل، مشددًا على أنه أخذ قرارًا على نفسه ألا يشيع حوله بين الناس إلا التفاؤل، منوهًا بأنه يستغل الحوار مع الأخرين في أنه يلقي ضوء على الجوانب العديدة للشخصية. وأوضح أنه راجع نفسه سياسيًا فيما يخص التعليم والصحة والسكان والمواصلات العامة، مشددًا على أن كان يرى أن هذه خدمات ولكنه تطور تفكيره ويرى أن هذه حقوق وليست خدمات، وأشار إلى أن موقف الأبطال في رواياته من الممكن أن يكون موقفه الشخصي وغير مقصود ولكنه في المنطوق الفكري له، موضحًا أن المعلومات المذكورة في القصص بعضها مرجعية ويمكن الاطمئنان لصحتها، وبعضها الأخر خيال.

أبرز تصريحات إبراهيم عيسى:

الجماعات الإسلامية والإخوان والسلفيين عملوا جاهدين على التأثير في نظام التعليم، حيث تسلَّطوا على كليات التربية ونجحوا في تعيين معلمين ذوي توجهاتهم الفكرية.