كلمة أخيرة يحذر من كارثة إشعاعية تطال دول الخليج بعد تدخل «ترامب» في الحرب ويناقش استقرار احتياطيات السلع الاستراتيجية والتحول للدعم النقدي

التاريخ : الأحد 22 يونيو 2025 . القسم : الفضائيات

 

مضامين الفقرة الأولى: الحرب الإسرائيلية الإيرانية

قالت الإعلامية لميس الحديدي، إن فترة الهدنة التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مجرد خداعًا استراتيجيًا، وأن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإسرائيليين تؤكد أن هناك قرار نهائي بشأن التدخل الأمريكي في الحرب، حيث يشير امتنان بنيامين نتنياهو العلني لترمب إلى قرار أمريكي مسبق بالتدخل.

وقال العميد محمود محيي الدين، الباحث السياسي في الأمن الإقليمي، إن كل من إيران وإسرائيل شنتا ضربات مؤثرة في عمق أراضي بعضهما البعض، مؤكدًا أن إيران ما زالت تحافظ على قدرتها على تهديد الأهداف الإسرائيلية، باستخدام ضربات تكتيكية تشمل طائرات شاهد المسيرة وصواريخ فرط صوتية تستهدف مناطق في النقب وحيفا وتل أبيب الكبرى.

وأضاف العميد "محيي الدين"، أن إسرائيل تستهدف على وجه التحديد معسكرات الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يُنظر إليه على أنه تصعيد يهدف إلى تحييد الأصول القادرة على الردع أو المنع في حال غزو بري محتمل.

ولفت العميد محمود محيي الدين، إلى أن الولايات المتحدة نقلت أصولًا عسكرية، بما في ذلك قاذفات B2 الشبح وقاذفات B52 الاستراتيجية، إلى دييغو غارسيا في المحيط الهندي وغوام في المحيط الهادئ، وهو تمهيد إلى ضرب فوردو، وهو منشأة نووية إيرانية محصنة، بقنابل GBU-57 "أم القنابل".

وأوضح أن قاذفات بي-52، القادرة على حمل أسلحة مختلفة، تشير إلى عملية جوية مشتركة لتدمير هذه مواقع فوردو، مضيفًا أن أمريكا نشرت أيضًا ثلاث حاملات طائرات وأسراب من طائرات F-22 رابتور، حيث أفادت التقارير بهبوط طائرات F-22 في إسرائيل، وهذا يدل على تصميم أمريكي على عمل عسكري كبير إذا لم تستسلم إيران.

وتابع أن إسرائيل استهدفت عدة مواقع في إيران، بينما لم يتم استهداف بوشهر، وهي محطة نووية تديرها روسيا، بسبب وجود مهندسين روس ومخاوف عربية بشأن تلوث مياه الخليج، معتقدًا أن إسرائيل لا يمكنها ضرب فوردو بشكل مستقل بسبب موقعها العميق تحت الأرض والتضاريس الصعبة.

وذكر أن إيران قدمت صواريخ جديدة ومتطورة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، منها صاروخ سجيل الباليستي، الذي تسبب في أضرار واسعة النطاق في جنوب إسرائيل، لا سيما بالقرب من مراكز القيادة العسكرية حول مستشفى سوروكا.

وأكد العميد "محيي الدين"، أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المكون من أربع طبقات (القبة الحديدية، مقلاع داوود، آرو، ثاد)، يعاني في مواجهة الصواريخ الإيرانية، بينما تتولى أنظمة الدفاع الأمريكية، وخاصة ثاد اعتراض الصواريخ الإيرانية بشكل أساسي، مما يكلف الولايات المتحدة مبالغ كبيرة يوميًا.

وبيَّن أن الولايات المتحدة إذا لم تتدخل بشكل مباشر في الحرب، فمن المرجح أن تتحمل إيران الصراع، مؤكدًا أن التدخل الأمريكي المباشر سيهدف إلى تفكيك النظام الإيراني ومؤسساته الحكومية بالكامل، وقد يؤدي غطرسة إيران وفشلها في الاستفادة من التعاون مع الصين وروسيا إلى عزلتها.

وتوقع الباحث السياسي في الأمن الإقليمي، أن التدخل العسكري الأمريكي محتمل للغاية مع استمرار إيران في المقاومة، مؤكدًا على أن انهيار إيران أن يضعف المنطقة العربية لقرون.

وعقبت الإعلامية لميس الحديدي بالقول: «نختلف مع إيران ولكن لا نتمنى انهيارها».

وأكد الدكتور علي إسلام، الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية، أن أي استهداف لمنشأة نووية يمكن أن يتسبب في أضرار تتوقف على عوامل مثل نوع المواد المستخدمة وقدرة المنشأة، مشيرًا إلى أنه بينما حدث تدهور حاد في السلامة والأمن النوويين في إيران، لم يحدث حتى الآن تسرب إشعاعي كارثي يؤثر على الجمهور.

وأضاف أن الضربة ستصبح كارثية إذا استُهدفت محطة طاقة نووية، خاصة تلك المصممة لإنتاج الكهرباء، وذلك بسبب الكمية الكبيرة والطبيعة الخطرة للمواد الموجودة، مشددًا أن محطة بوشهر للطاقة النووية هي المنشأة الأكثر أهمية، وأي هجوم عليها سيكون غير مسبوق وخطير للغاية.

وذكر أنه بالرغم من الصراع بين أوكرانيا وروسيا، لم يتم استهداف محطة زاباروجيا نفسها، بل المناطق المحيطة بها فقط، محذرًا من أنه إذا جرى استهداف مفاعل أثناء التشغيل قد يؤدي إلى فقدان التبريد، مما يتسبب في انصهار المفاعل وإطلاق مواد نووية في سحابة يمكن أن تنتشر لآلاف الكيلومترات.

وأوضح أن مثل هذا الحدث سيكون له تأثيرات صحية خطيرة، قد تؤدي إلى وفيات للمقربين، ويؤثر على الزراعة.

وحول التأثير لانصهار المفاعل، أكد الدكتور علي إسلام، على أن المناطق البعيدة عن إيران قد لا تتأثر بشكل كبير، بينما دول الخليج التي تقع على بُعد 200-300 كيلومتر من بوشهر، ستواجه مخاطر جدية على مياهها الجوفية وجودة الهواء، مما يستلزم اتخاذ إجراءات طارئة مثل الإخلاء والملاجئ.

وعن المنشآت الإيرانية الأخرى، أوضح الدكتور علي إسلام، أن الضربات على منشآت مثل فوردو، أراك أو أصفهان قد تسبب انبعاثات ولكن من غير المرجح أن تكون كارثية، مضيفًا أن تأثيرها سيكون أكثر محلية، وقد يؤثر على المياه الجوفية، مع وجود عوامل مختلفة يمكن أن تحد من انتشار المواد النووية.

وبين الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية، أن الهجوم على ديمونا من المرجح أن تكون له عواقب أقل خطورة من الهجوم على محطة طاقة نووية، لافتًا إلى الغموض الاستراتيجي المحيط بديمونا، التي بنيت بمساعدة فرنسية في الستينيات.

 

مضامين الفقرة الثانية: الاحتياطي الاستراتيجي للسلع

أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، جاهزية مصر واستعدادها لمواجهة أي تأثيرات ناتجة على الصراعات الإقليمية، مشددًا على قوة الاحتياطيات الاستراتيجية للسلع الأساسية واستقرار الأسعار.

وصرح، بأن احتياطيات مصر الاستراتيجية من كافة السلع مؤمنة وفي مستويات تاريخية مرتفعة، موضحًا أن هذا الأمر كان محور اهتمام خلال العام الماضي، من خلال إجراءات متنوعة مثل التحوط والاتفاقيات التعاقدية والاستفادة من الإنتاج المحلي.

وأكد أن معظم السلع الأساسية لديها احتياطيات تكفي لأكثر من ستة أشهر، وبعضها يتجاوز العام، مضيفًا أن الإنتاج المحلي من القمح للموسم الحالي استثنائي، متجاوزًا 4 ملايين طن بزيادة قدرها 17% عن العام السابق، مشيرًا إلى أن مصر قامت بتنويع مصادر استيراد القمح للحفاظ على الاحتياطيات وزيادتها.

وتابع أن مصر أضافت 22 منشأ جديدًا هذا العام لمصادر استيراد القمح، بما في ذلك بلغاريا وفرنسا ورومانيا، متجاوزة بذلك المصادر التقليدية مثل روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أن الخطوات الاستباقية، مثل الإعلان المبكر عن أسعار القمح للمزارعين بقيم أعلى من الأسعار العالمية، حفز زيادة الزراعة المحلية.

وأضاف وزير التموين، أن واردات القمح في النصف الأول من العام بلغت 3 ملايين طن، ومع أن إجمالي الواردات السنوية أقل بـ 500 ألف طن عن العام السابق، إلا أن إجمالي المعروض يفوق العام الماضي.

وبشأن المخاوف من ارتفاع الأسعار بسبب تكاليف الشحن أو عوامل أخرى، أكد الدكتور شريف فاروق أنه لا يوجد سبب حقيقي لزيادة الأسعار، لافتًا إلى أن اجتماعات عقدت مع الغرف التجارية، وأن التعاون الحكومي مع البنك المركزي أدى إلى استقرار سعر الصرف.

وأوضح أن أسعار السلع ظلت مستقرة، وكان تأثيرها على التضخم ضئيلًا، حيث لم تكن المواد الغذائية المساهم الرئيسي في التضخم، مضيفًا أن الحكومة بالتعاون مع أجهزة حماية المستهلك، تتخذ إجراءات ضد الاحتكار، حيث لا يصب ذلك في مصلحة التجار نظرًا لسيولة السوق الحالية.

وتوقع أن الآفاق المستقبلية تشير إلى أن الدول والمصادر التي تتعامل معها مصر من المرجح ألا تتأثر بالصراع، مبينًا أن البنك المركزي يخصص أكثر من 2.5 مليار دولار سنويًا لواردات السلع الأساسية، موضحًا أن هذا المبلغ يستهدف الانخفاض مع زيادة الإنتاج المحلي، خاصة للقمح.

وأفاد "فاروق"، بأن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من السكر والأرز، مما يلغي الحاجة إلى الواردات في هاتين الفئتين هذا العام، على عكس العام السابق عندما جرى استيراد حوالي مليون طن من الأرز، مؤكدًا أن هذا الإجراء يُقلل الاعتماد على العملة الأجنبية.

 

مضامين الفقرة الثالثة: سعر الخبز المدعم

أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أنه لا توجد نية لتغيير سعر الخبز المدعم، والذي يظل عند 20 قرشًا، موضحًا أن المناقشات مع المخابز كانت مثمرة، وتمت تلبية طلباتهم المنطقية، وقد استوعبت الدولة الزيادة الأخيرة في تكاليف الديزل دون التأثير على أسعار الخبز.

 

مضامين الفقرة الرابعة: التحول للدعم النقدي

أشار الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، إلى أن المناقشة حول التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي مستمرة، مضيفًا أن إصدار بطاقة موحدة للدعم العيني قد بدأ في بورسعيد، مما يساعد في تنقية بيانات المستفيدين لضمان وصول الدعم لمن يستحقه، ويمهد الطريق لدعم نقدي محتمل في المستقبل إذا اتفقت عليه القوى السياسية والحكومة.

وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية، أن جميع السلع متوفرة، ولا يوجد مبرر لأي زيادات في الأسعار حيث لم تصل تأثيرات الصراع إلى مصر.