الحكاية يشير إلى تنسيق بين الدوحة وطهران وواشنطن خلال الهجوم على قاعدة العديد ويتوقع استمرار الهجمات الأمريكية على إيران وينفي استهداف تل أبيب للقاهرة حال توقف الحرب

التاريخ : الثلاثاء 24 يونيو 2025 . القسم : الفضائيات

 

مضامين الفقرة الأولى: هجوم إيران على قاعدة العديد الأمريكية في قطر

أعرب الإعلامي عمرو أديب، عن دهشته من الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، مشيرًا إلى أن الدوحة حليف لطهران في المنطقة، مؤكدًا أن فكرة شن هجوم صاروخي إيراني على قطر كانت مستبعدة تمامًا في السابق، مما يجعل الواقعة الحالية حدثًا بالغ الأهمية.

وشدد "أديب"، على أن الهجوم كان مؤلمًا ومحزنًا، خاصة وأن الدوحة قدمت لإيران دعمًا كبيرًا في مفاوضاتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية، معتبرًا الهجوم بمثابة اعتداء صارخ على السيادة القطرية، بغض النظر عن الأنباء المتداولة حول وجود تحذيرات مسبقة، مشيرًا إلى تقارير من بينها ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، تفيد بأن الإيرانيين أبلغوا الجانبين القطري والأمريكي بالضربة المرتقبة، مما دفع القوات الأمريكية لإخلاء المعدات والجنود من القاعدة تحسبًا لذلك.

وحذر من أن أي صاروخ قد يسقط خطًا في الدوحة يمكن أن يتسبب في كارثة إنسانية، لافتًا إلى أن الصواريخ الأولية سقطت خارج القاعدة الأمريكية على الأراضي القطرية، لافتًا إلى أن القصف سبب حالة من الفزع والرعب بين المواطنين القطريين واضطراب كبير أصاب حركة الطيران، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي في المنطقة وتحويل مسار عدد كبير من الطائرات للهبوط في مطارات مصرية.

ولفت عمرو أديب، إلى أن مصر أدانت بشدة الهجمات الإيرانية على قطر، مؤكدةً تضامنها الكامل مع الدوحة ورفضها المطلق المساس بسيادة الدول. ونقل "أديب" عن وزارة الخارجية المصرية دعوتها إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار، وتضافر الجهود الدولية لاحتواء التوتر المتصاعد، كاشفًا عن اتصالات مكثفة أجراها وزير الخارجية المصري مع نظرائه في قطر والسعودية والبحرين والكويت والعراق والأردن، لمناقشة تداعيات الهجمات على المنطقة.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تابع الأحداث من غرفة العمليات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان، مشيرًا إلى سعادته الواضحة خلال المتابعة، مشيرًا إلى تأكيد مسؤولون أمريكيون عدم وقوع خسائر في القوات الأمريكية بالقاعدة.

فيما يرى العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، بأن الضربة الإيرانية على قاعدة العِديد في قطر كانت شكلية فقط، مؤكدًا أن جميع الأطراف المعنية كانت على عِلم مُسبق بها، ولن تحدث أي ضربات أخرى على قطر أو أي دولة خليجية أخرى.

وأوضح، أن الإشارات الأولية كانت واضحة بوجود تنسيق مسبق بين الأطراف، مشيرًا إلى أن إخلاء قاعدة العديد كانت معروفة قبل الهجوم، لافتًا إلى تصريحه بهذا الأمر بالأمس، مضيفًا أن فكرة إغلاق المجال الجوي دليل على أن هناك معرفة بالتوقيت، وهو ما يشير إلى أن الجانب الأمريكي كان على علم بالهجوم، حتى لو لم يتم إبلاغه بشكل مباشر.

وشدد العميد راغب على الدور المحوري لقطر في هذه الأحداث، موضحًا أن إيران مالت على قطر لتاريخ العلاقات بينهما، مشيرًا إلى الشراكة بين قطر وإيران في حقل غاز "برس" وعلاقاتهما التاريخية التي تعود إلى التسعينيات. وتوقع أن تكون قطر هي الوسيط في الجولة التاريخية لتبريد الصراع، مما سيمثل "رد جميل" لقطر على تحملها لهذا الحدث، مضيفًا أن إيران ستفضل التفاوض من خلال قطر لجهودها وتحملها.

ووصف الصواريخ المستخدمة بأنها قصيرة ومتوسطة المدى، وليست الصواريخ الثقيلة ذات الرؤوس الحربية الكبيرة، مشيرًا إلى أنها بالستية عادية جدًا واعتراضها سهل، مبينًا أنها كانت استعراضية أكثر منها تدميرية، مؤكدًا أن إيران لم تكن جادة في إحداث تدمير حقيقي، مستدلًا بإبلاغ الأطراف وإخلاء القاعدة.

وانتقد العميد سمير راغب، ما أسماه "آفة الخطاب الشعبوي" الذي يحكم إسرائيل وأمريكا وإيران، مشيرًا إلى أن أمريكا التي نعرفها ليست موجودة الآن، وأن الخطاب الإعلامي في إيران يسوق هذه الأحداث للبيئة الحاضنة للنظام على أنها انتصار، محذرًا من أن هذا الخطاب قد يؤدي إلى كارثة، مؤكدًا أن هذه العمليات ليس لها أي تأثير تدميري حقيقي.

واستعرض العميد راغب، خرائط لقاعدة العديد، موضحًا "الممرات الطويلة" التي تسمح بإقلاع الطائرات الثقيلة مثل B-52، وكيف كانت القاعدة مليئة بالطائرات قبل أن تصبح بلا طائرات بعد الإخلاء، مؤكدًا أن الصواريخ "لم تصل إلى القاعدة" وجرى اعتراضها على مسافة.

وأعرب عن قلقه من تأثير هذه الأحداث على المنطقة، مشيرًا إلى الفزع الذي ساد شوارع الدوحة ومناطق مدنية، وأن مثل هذه الأحداث تؤثر في السياحة والاقتصاد، متسائلًا عن مدى استعداد الدول الخليجية، خاصة تلك التي لم تعتد على مثل هذه التهديدات مثل قطر، لأنظمة الإنذار والملاجئ.

وأكد رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، أن إيران أمام خيارين: إما أن تتحول لدولة فاشلة، أو تتحول لدولة طبيعية أكثر انفتاحًا، معتبرًا أن احتواء قطر للأمور يمثل خيارًا أفضل، لتباين البنية التحتية والمجتمعية في الخليج عن إسرائيل، وصعوبة توفير شبكات دفاع جوي متطورة تغطي مساحات واسعة أو مناطق قريبة جدًا من إيران.

ويرى أن الضربة الأمريكية كانت ضرورية ليسجل الرئيس دونالد ترامب اسمه في التاريخ وإرضاء نتنياهو والرأي العام الإسرائيلي، واصفًا تبادل الضربات بين أمريكا وإيران بأنها غير مؤثرة و"مسرحية في فصلين غير موجودين"، مما يشير إلى أنها كانت مُرتبة مسبقًا وليست مدمرة. وأكد على تصريح ترامب بأن رد إيران كان "ضعيفًا جدًا"، وأن العالم وصل إلى نقطة توازن وسلام.

وأشار إلى أن موافقة اللجنة البرلمانية الإيرانية على خطة لتعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية هو خطوة نحو إعلان امتلاك رؤوس حربية أو قنابل نووية. ويرى أن إيران تتعمد التلميح إلى مسارها نحو القدرة النووية، وليس خلق غموض استراتيجي.

وأضاف أنه إذا انتهى الصراع وبدأت المفاوضات، فسيدعي كلا الجانبين النصر، لافتًا إلى أن إيران ستدَّعي النجاح في جعل إسرائيل تدعو إلى وقف الصراع، وترامب سيصف نفسه بأنه رجل الحرب والسلام.

وأكد العميد سمير راغب، أن مصر تلعب دورًا إيجابيًا وفعالًا في جهود خفض التصعيد. ونفى أن تكون مصر هي الهدف التالي بعد إيران، مؤكدًا أن إسرائيل لا تستهدف مصر، بل ترغب في سلام دافئ وعلاقات جيدة مع المصريين، قائلًا: "مصر ورت الإسرائيلي اللي ماشافهوش في حرب أكتوبر 1973".

وقالت ناديا بلبيسي، مديرة مكتب قناة العربية في واشنطن، إن الإدارة الأمريكية قد تلجأ إلى ضربات عسكرية مفاجئة بعد تصريحات التهدئة، مبديةً تشككها في التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية.

وأوضحت "بلبيسي"، أن المواطن الأمريكي قد لا يكون على دراية كاملة بتفاصيل الضربة، لكن الأخبار العاجلة تشير إلى استهداف قاعدة أمريكية في الخليج، مؤكدةً أن الرأي العام الأمريكي يعارض بشكل عام أي ضربات عسكرية، ويرفض انخراط الولايات المتحدة في حرب مع إيران، حيث يعتبرها البعض حربًا إسرائيلية إيرانية وليست أمريكية إيرانية.

واستشهدت ناديا بلبيسي، باستطلاع لموقع "أبسوس" يُظهر أن حوالي 70% من الأمريكيين يعارضون هذه الضربات، وأن الغالبية قلقة جدًا من أي ضربات انتقامية إيرانية، متوقعةً أن يؤثر هذا القرار بشكل كبير في انتخابات الكونغرس النصفية، وقد يؤدي إلى فقدان الرئيس للأغلبية في مجلس النواب.

وشددت على تركيز الجميع على انخراط الولايات المتحدة في حرب في منطقة بعيدة، مع التذكير بأن الشرق الأوسط قد أرهق الولايات المتحدة ماليًا، مشيرةً إلى تناقض آخر في تصريحات الرئيس ترامب، فبينما كان يقول إنه لا يريد إسقاط النظام في إيران، صرح وزير الخارجية بعد ساعات بأنه لا يريد سوى تدمير القدرات النووية الإيرانية، مشيرةً إلى تصريح لترامب: "إذا لم يستطع قادة إيران جعلها عظيمة مرة أخرى فلماذا لا يتم إسقاطهم؟"، مما يدل على التغير المستمر في موقفه.

 

مضامين الفقرة الثانية: أزمة الغاز

أكد معتز عاطف، وكيل وزارة البترول والمتحدث باسمها، أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن الاحتياطي الموجود حاليًا يكفي لمدة 10 سنوات قادمة، موضحًا أن مصر لا تستورد الغاز، بل لديها فائض للتصدير وأنها تصدر الغاز إلى دول مختلفة.

وأشار "عاطف"، إلى أن الغاز المصري يُغطي كافة احتياجات محطات الكهرباء والصناعة، مؤكدًا أن مصر لديها خطط لزيادة إنتاج الغاز في المستقبل، وتصدر الغاز إلى الأردن وإلى أوروبا، مشيرًا إلى أن مصر لديها بنية تحتية قوية لتصدير الغاز، وأنها تسعى لزيادة صادراتها من الغاز في الفترة القادمة.

وأوضح معتز عاطف، أن مصر تتعاون مع شركات عالمية في مجال استكشاف وإنتاج الغاز، وأن هذه الشركات لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، لافتًا إلى أن مصر تسعى لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع الغاز.

وأكد وكيل وزارة البترول والمتحدث باسمها، أن مصر تسعى لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة، وأنها لديها كافة المقومات التي تؤهلها لذلك، مثل موقعها المتميز وبنيتها التحتية القوية، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على تطوير شبكة خطوط أنابيب الغاز لربطها بدول الجوار.