الحكاية ينتقد عدم تقديم المسؤولين العزاء في ضحايا حادثة المنوفية وينفي وجود ديون بقيمة 2 تريليون جنيه على العاصمة الإدارية ويتحدث عن الحرية الدينية لليهود والكفار في ذكرى الهجرة

التاريخ : الأحد 29 يونيو 2025 . القسم : الفضائيات

 

مضامين الفقرة الأولى: حادثة الطريق الإقليمي بالمنوفية

استنكر الإعلامي عمرو أديب، عدم تقديم المسؤولين في مصر، وعلى رأسهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير النقل كامل الوزير، واجب العزاء في ضحايا حادثة المنوفية المأساوية، مشيرًا إلى أن برقية عزاء وزير النقل وصلت بطريقة غير مباشرة عبر زميل في المحطة.

وتساءل "أديب"، عن سبب غياب بيان رسمي أو رسالة تعزية مباشرة من الوزارة، منتقدًا صمت رئيس الوزراء وعدم تقديمه التعازي حتى اللحظة، على الرغم من أن جهات أخرى متعددة، مثل وزارة الخارجية الأردنية، ورئاسة الجمهورية، والنيابة العامة، وحرم الرئيس، وشيخ الأزهر، والمفتي، قد قاموا بواجب العزاء.

وشدد المذيع على الأهمية البالغة للتوقيت في تقديم التعازي، مؤكدًا أن أي تعزية متأخرة تفقد قيمتها وتأثيرها. مشيرًا إلى أن عدم تقديم التعازي يترك علامة استفهام كبيرة حول اهتمام المسؤولين بمعاناة المواطنين، ويصف ظهور رئيس الوزراء في مناسبات أخرى، مثل افتتاح المصانع، دون التطرق إلى حادثة المنوفية أو تقديم العزاء، بأنه يعطي انطباعًا سلبيًا للغاية.

واعتبر واجب العزاء ليست مجرد "كلام" بل هي واجب أخلاقي وإنساني تجاه الشعب المصري، ومواساة ضرورية للناس المتألمة، مؤكدًا أن هذا التصرف لا يشبه رئيس الوزراء الذي عرفه الشعب، والذي كان دائمًا يقف بجانب الناس في الأزمات والمصائب، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الصمت غير المعتاد.

 

مضامين الفقرة الثانية: حقيقة ديون العاصمة الإدارية

أكد المهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، أن العاصمة الإدارية "صفر ديون"، نافيًا الشائعات المتداولة والتي تتحدث عن ديون تصل إلى 2 تريليون جنيه.

وأشار المهندس "عباس"، إلى أن الشركة تتمتع بسيولة مالية كافية لتغطية التزاماتها، موضحًا أن توقف بيع الأراضي لمدة عامين ونصف كان قرارًا استراتيجيًا، وأن البيع قد استُئنف مؤخرًا استجابة للطلب، ولتعزيز الشفافية والموثوقية، صرح عباس بأن الشركة تتعامل مع واحدة من أكبر أربع شركات مراجعة في العالم لمراجعة أرقامها المالية.

وفيما يخص الحياة داخل العاصمة الإدارية، قدم المهندس عباس أرقامًا تفصيلية توضح النمو السكاني والخدمي، حيث كشف عن وجود 25 ألف شخص يعيشون حاليًا في العاصمة الإدارية، منهم أكثر من 5 إلى 6 آلاف أسرة، مؤكدًا على أن هذا العدد في تزايد مستمر، مشيرًا إلى تركيب أكثر من 11 ألف عداد مياه وكهرباء في الوحدات السكنية، مما يؤشر إلى انتقال وشيك للمزيد من السكان.

وأكد على وجود ست جامعات دولية تستقبل أكثر من 10 آلاف طالب، وقد تخرجت منها ثلاث دفعات بالفعل، كما توجد 12 مدرسة تضم ما بين 4 و5 آلاف طالب، مع استمرار افتتاح مدارس وجامعات جديدة، معلنًا عن أنه بحلول شهر يوليو 2023، ستعمل الحكومة المصرية بالكامل من العاصمة الإدارية، حيث يتواجد يوميًا 48 ألف موظف، إلى جانب مقري مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

 

مضامين الفقرة الثالثة: ذكرى الهجرة النبوية

تحدث الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن فقه الهجرة ودروسها، موضحًا الفرق بين حدث الهجرة والتقويم الهجري، مشيرًا إلى أن حدث الهجرة هو خروج النبي محمد من مكة إلى يثرب ووقع في شهر ربيع الأول، أما التقويم الهجري، فقد وضعه الخليفة عمر بن الخطاب في السنة الخامسة عشرة أو السابعة عشرة للهجرة، بعد أن واجهته مشكلة في تحديد تواريخ الرسائل بسبب عدم وجود نظام تقويمي موحد.

وأوضح "الهلالي"، أن التقويمات لم تكن جزءً من الأديان، بل كانت أمورًا حضارية، مستعرضًا تاريخ التقويمات المسيحية واليهودية. وربط الهجرة بأحداث عالمية معاصرة لها، مثل حرب الفرس والروم المذكورة في القرآن. وتطرق إلى حادثة ذهاب النبي إلى الطائف في عام الحزن (619 ميلادي)، وكيف رفض أهلها دعوته واعتداء الأطفال والسفهاء عليه.

وأشار إلى أن المطعم بن عدي، رغم كونه كافرًا، كان صاحب مروءة، مؤكدًا أن المروءة والأخلاق الحميدة لا ترتبطان بالدين، موضحًا أن هذه التجربة جعلت النبي يفكر في الاعتماد على قوته الذاتية بدلًا من الاستجارة بالآخرين.

وقدم الدكتور سعد الدين الهلالي، تحليلًا لدروس مستفادة من الهجرة النبوية الشريفة، مركزًا على مفاهيم الحرية الدينية ومرونة الفقه في الإسلام، ويرى أن رد الرسول بقوله المأثور: "لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته"، بأنه يرمز إلى الحرية الدينية.

وأكد الهلالي أن من أهم دروس الهجرة النبوية أنها كانت تهدف إلى بناء دولة تقوم على حرية الشعب، وليس على مبدأ ولاية الفقيه أو الدولة الدينية. ودلل على ذلك بعدة أمثلة تاريخية، منها ترك تسع قبائل يهودية على دينها وعقيدتها في المدينة المنورة بعد الهجرة، وكتابة وثيقة المدينة المنورة التي أعطت اليهود والمقيمين نفس الحقوق والواجبات.

وأشار إلى أن مرور النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وتسليمه على أخلاط من اليهود والمسلمين والمشركين، ورفض أهل مكة لدعوته إلى "لا إله إلا الله"، التي تعني حرية الاعتقاد الشخصي، بينما كانوا يرغبون في أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم صنمًا إضافيًا من أصنامهم.

وزعم سعد الهلالي، أن النبي "صلى الله عليه وسلم" سهّل أمر الدين في المدينة المنورة، وفتح باب الفقه للجميع، ولم يحصره على فئة معينة. وقدم أمثلة عديدة على ذلك، منها سؤال الأعرابي عن فرائض الدين واكتفاؤه بالفرائض الخمس دون زيادة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قل آمنت بالله ثم استقم".

وأشار إلى مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وعدم تفضيل فئة على أخرى في المناصب الدينية، لأن الأخوة إنسانية -بحسب تعبيره-، كما ذكر دعاء إبراهيم عليه السلام في المسجد الحرام للآمنين والرزق من الثمرات للمؤمنين، ورد الله عليه: "ومن كفر"، مما يدل على أن الإيمان علاقة بين العبد وربه، ولا يمنع الآخرين من الرزق والعيش بأمان.

واختتم الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حديثه بقصة السيدة أسماء بنت عميس عندما عادت من الحبشة إلى المدينة، وكيف رد النبي صلى الله عليه وسلم بأن لأسماء أجر هجرتين، وقصة أم سنان التي لم تحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها: "عمرة في رمضان تعدل حجة معي"، معقبًا أن هذين الموقفين يدلان على حرية الاختيار في العبادة.