الحكاية يتحدث عن تبرع رجل أعمال بـ 38 مليون جنيه لعائلات فتيات المنوفية ويرفض المصالحة مع الإخوان ويشير إلى استغلال جبهة صلاح عبد الحق للنقابات لإدماج أعضاء الجماعة في المجتمع

التاريخ : الثلاثاء 01 يوليو 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: حادثة الطريق الإقليمي بالمنوفية
قال الإعلامي عمرو أديب، إن الشعب المصري يتمتع بالروح الأصيلة وكرمه الفطري، مشددًا في الوقت ذاته على الحاجة الملحة للمساءلة والشفافية فيما يخص قضايا البنية التحتية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
وأشاد "أديب"، بالنموذج المشرّف للتكافل الاجتماعي بين المصريين، مبرزًا المبادرة الكريمة من رجل أعمال مصري تبرع بمبلغ 38 مليون جنيه مصري لعائلات شهداء المنوفية، بواقع مليوني جنيه لكل أسرة، مؤكدًا أن هذا المبلغ سيُودع في وزارة التضامن الاجتماعي لضمان وصوله إلى مستحقيه.
وشدد على أن هذه ليست حالة فردية، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المصري، حيث تتجلى روح العطاء والمساعدة في كل الأوقات، مؤكدًا أن هذا التضامن ليس بجديد على المصريين، بل هو سمة أصيلة توارثتها الأجيال.
ودعا إلى وقفة جادة للتعلم من هذه الفاجعة وتفادي تكرارها، مطالبًا بضرورة مراجعة شاملة لإجراءات السلامة على الطرق، من صيانة الأسفلت إلى التزام السائقين باللوائح، بما في ذلك مكافحة تعاطي المخدرات وتطبيق صارم لقوانين التراخيص ومنع الحمولة الزائدة للشاحنات، معربًا عن استيائه من ظاهرة إنكار المشكلات، داعيًا إلى مواجهتها بشجاعة والبحث عن حلول جذرية بدلًا من التهرب منها.
وأشار عمرو أديب، إلى أن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، قد أقر بوجود مشكلات في الطرق والصيانة، ووجّه بضرورة معالجتها، مؤكدًا حق المواطن في المساءلة والاستفسار عن جودة الخدمات العامة والبنية التحتية، مشيدًا بما تشهده الساحة المصرية مؤخرًا من مساحة لحرية التعبير.
وأكد المذيع على حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المسؤولين العموميين، وخاصة من يشرفون على مشاريع البنية التحتية الضخمة، مطالبًا بمساءلة واضحة داخل الوزارات المعنية، مشيدًا بالدعم المقدم للمجتمعات المتضررة، مستشهدًا بسرعة استجابة وزارة التربية والتعليم لبناء مدرسة ثانوية في قرية سنابسة لتجنيب الطلاب مشقة السفر على طرق غير آمنة.
وأضاف عمرو أديب، أن وزير الصحة اطمأن على الرعاية الصحية المقدمة للمصابين، حيث أعرب أحد أولياء الأمور عن بالغ شكره للرعاية الطبية الممتازة التي حظيت بها ابنته في المستشفى.
مضامين الفقرة الثانية: استراتيجية الإخوان لإسقاط الدولة
كشف ماهر فرغلي، الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، عن استمرار جماعة الإخوان المسلمين في مساعيها الحثيثة، مبرزًا استراتيجياتها الجديدة بعد مرور 12 عامًا على أحداث 30 يونيو، مؤكدًا على أن الجماعة لا تزال تحمل طموحًا لإسقاط الدولة.
وأشار "فرغلي"، إلى وثائق جديدة تحت عنوان "رؤية مسبقة" أصدرها صلاح عبد الحق، القائم بأعمال مرشد الجماعة في لندن، موضحًا أن هذه الاستراتيجية الجديدة تحل محل نهجهم القديم "نقاط الألم".
وذكر أن استراتيجية الإخوان الجديدة تركز على أربعة محاور رئيسية: المحور الاجتماعي الذي يستغل منظمات حقوق الإنسان وشبكاتها على الأرض، والمحور الإعلامي الذي يوظف إعلاميين وينتج مقاطع فيديو قصيرة لتسليط الضوء على ما يعتبرونه إخفاقات للاقتصاد المصري، والمحور الاقتصادي الذي يهدف إلى زعزعة استقرار الدولة اقتصاديًا، ويستعين بخبراء لإنتاج مقاطع فيديو قصيرة حول فشل الاقتصاد المصري، وأخيرًا المحور الفكري الذي يعمل على نشر أفكار محددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودورات التنمية البشرية لتوجيه أفكار الناس.
وكشف ماهر فرغلي، عن وجود فصيلين رئيسيين داخل جماعة الإخوان، الفصيل الأول يمثله صلاح عبد الحق، ويمثل المدرسة الفكرية الأقدم التي تسعى إلى إعادة الاندماج في المجتمع عبر التسلل إلى النقابات والبرلمانات والمجتمعات، بدلًا من التنافس المباشر على السلطة، أما الفصيل الثاني، والذي وصفه بأنه أكثر ثورية، فيسعى إلى تغيير الوضع بالقوة، يهدف هذا الفصيل إلى زعزعة استقرار الاقتصاد والنظام السياسي للدولة واستغلال الشباب والطلاب والمزارعين لتحريضهم على الثورة، باحثين عن شرارة صغيرة لإشعال فوضى واسعة النطاق.
وأوضح أن جماعة الإخوان تزدهر في بيئة الفوضى، آملةً من خلالها التفاوض عودتها إلى المشهد السياسي، ومع ذلك، هناك قطاع كبير داخل الجماعة يسعى أيضًا للمصالحة.
وقدم "فرغلي"، تحليلًا أسبوعيًا لفضائيات الإخوان وأهدافهم الرئيسية، مشيرًا إلى أن استهداف رئيس الدولة يأتي على رأس هذه الأهداف ويعتبر الهدف الأول في برامجهم الحوارية، يليه الإعلاميون، الذين يتم استهدافهم لدورهم المزعوم في أحداث 30 يونيو، ثم تأتي مؤسسات الدولة والحكومة كأهداف رئيسية لخطابهم الإعلامي.
وبين أن جماعة الإخوان تعمل عبر قنوات فضائية، وبرامج فيديو قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، كاشفًا عن شخصيات رئيسية في عمليات الإخوان الإعلامية والمالية، مثل أحمد زينهم، الذي وصفه بأنه تنفيذي كبير ومسؤول عن 20 شركة تابعة للإخوان في أوروبا؛ وعامر أبودية، نائب الرئيس، وهو فلسطيني مقيم في لندن ويعتبر محركًا وممولًا رئيسيًا؛ وعبادة البغدادي، شاب مصري وعضو سابق في حركة حسم الإرهابية، يمتلك "نون فيلم" وينتج أفلامًا ومسلسلات؛ وعبد الرحمن أبودية، الممول الرئيسي الذي يطلق عليه أعضاء الإخوان المنشقون "اليد الخفية"؛ وأحمد الشناف، المنسق الرئيسي للقنوات، الذي يوجه إعلاميين مثل محمد ناصر ومعتز مطر وأسامة جاويش وأحمد سمير.
وعرض فرغلي وثائق تظهر أسماء شخصيات منهم إسلام لطفي، وجلال عبد السميع، ومحمد علي، وصور تحويلات مالية ضخمة، وكذلك قيم الأسهم في إحدى قنوات الإخوان وتحويلات أموال إلى شركات في لندن، مشيرًا إلى تمويل بملايين الدولارات.
وشرح مفهوم ما سماه "غرف المواجهة" لدى جماعة الإخوان، وهي مجموعات مكلفة بمواجهة أي نجاح للدولة من خلال نشر معلومات سلبية وخلق صراعات عبر الإنترنت باستخدام حسابات وهمية وصفحات دينية.
وتابع الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، أن استراتيجية الإخوان تتضمن أيضًا خمسة أركان: الركن الاقتصادي، الذي يعمل سرًا ويؤسس الشركات؛ والركن الفكري، الذي ينشئ مؤسسات دينية ومنظمات تنمية بشرية ودعاة مستقلين؛ واستغلال الشخصيات المستقلة والمعارضة؛ ونقطة الدخول الفكرية؛ والحفاظ على التنظيم القديم التقليدي.
وأكد على أن فكرة المصالحة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين غير واردة نهائيًا، مشيرًا إلى أن مجرد طرح كلمة "مصالحة" يثير حساسية بالغة لدى الدولة، نظرًا لما تمثله الجماعة من تهديد أمني وفكري متجذر.
وأوضح أن المصطلح الذي يمكن استخدامه هو "الصلح" وليس "المصالحة"، مشيرًا إلى أن المفهوم الإخواني للمصالحة يتضمن الجلوس إلى طاولة تفاوض، والإفراج عن السجناء، وهو أمر مرفوض تمامًا من الدولة، في المقابل، يُطرح ما يُعرف بـ "المراجعة الفكرية" كسيناريو محتمل، وهي عملية تُعنى بتفكيك الأفكار المتطرفة لدى بعض الشباب داخل السجون، دون الاعتراف بالتنظيم ككيان شرعي يمكن التفاوض معه.
وأشار إلى أن الدولة تميز بوضوح بين الأفراد والتنظيم، مؤكدًا أنه لا عودة لجمعية الإخوان ككيان سياسي أو اجتماعي، لكن في المقابل، يمكن العمل على إعادة تأهيل بعض الأفراد داخل أو خارج مصر ليعودوا كمواطنين صالحين وليس كـ "قنابل موقوتة".
وذكر أن هناك حالات فعلية لأشخاص تخلوا عن أفكارهم المتطرفة، فيما فشلت إعادة تأهيل آخرين، موضحًا أن السجون المصرية أظهرت نمطين رئيسيين بين معتقلي الإخوان: إما تحول إلى تطرف أكبر وانضمام إلى تيارات أكثر تشددًا مثل "التكفير والهجرة"، أو تفكك وانهيار في القناعة الفكرية، مؤكدًا أن نحو 70% من أفراد الجماعة قد انتهوا فعليًا، بما في ذلك عدد كبير من القيادات.
ولفت "فرغلي" إلى أن عددًا من عناصر الإخوان في الخارج أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى مصر وكتبوا شهادات نقدية ضد الجماعة، إلا أن الدولة لا تزال ترفض عودتهم، موضحًا أنه لا يمكن الثقة في أيٍّ منهم، حتى لو ادعوا التوبة أو رغبوا في العودة لحياتهم الطبيعية.
وشدد على أن المشكلة الأساسية تكمن في سلوكيات الجماعة المتأصلة، مثل "التُقية" –أي إظهار شيء وإخفاء آخر– والعمل في تنظيمات سرية موازية للعلنية، مؤكدًا أن هذه العقلية لا يمكن دمجها في المجتمع دون مخاطرة كبيرة.
ووصف بعض المتحدثين باسم الجماعة في الخارج بأنهم "جواسيس"، مؤكدًا على أن التجسس لم يعد مجرد تسريب معلومات، بل تطور إلى محاولات لهدم الدولة من الداخل، واعتبر أن أجهزة الأمن المصرية أدت دورًا محوريًا في التصدي لمحاولات إعادة تموضع الجماعة خلال السنوات الأخيرة.
وأكد أن الجماعة تعاني انقسامًا داخل صفوفها، بين تيار متمسك بالبنية التنظيمية التقليدية، وآخر يروج للتخلي عن العمل السياسي والعودة للدعوة، وثالث يسوّق لخطاب مزيّف معتدل بهدف كسب الثقة والعودة للمشهد، مضيفًا: "لا نريد لا معتدلين ولا متطرفين، من لم ينفع معنا لن يعود، هذه دولة 120 مليون مواطن".
وذكر أن الشخصيات الإعلامية التي تعمل من الخارج مثل محمد ناصر ومعتز مطر وأسامة جاويش، لا يعلنون انتماءهم لتنظيم الإخوان رغم ما هو معروف عن توجهاتهم، موضحًا أن "الإخواني الحقيقي" في التنظيم لا يصرّح بانتمائه بشكل علني، لافتًا إلى أن من يظهر بذلك عادة ما يكون ضمن مجموعة اختارها التنظيم بعناية لتكون واجهته المحترقة إعلاميًا.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان تأسس منذ عام 1937 على يد حسن البنا ليكون تنظيمًا سريًا ذا هيكل مزدوج، فيه شق علني وآخر سري موازٍ، مضيفًا أن البنا كتب ذلك صراحة في "رسالة المؤتمر الخامس"، ومن بعده استمر النهج ذاته في عهد المرشد حسن الهضيبي، تلاه مرشدون علنيون مثل عمر التلمساني، وفي الوقت ذاته كانت هناك قيادات موازية تعمل في الظل مثل حلمي عبد المجيد، ثم محمد بديع، وصلاح عبد الحق، وآخرون.
وأوضح أن التنظيم في مصر تلاشى بنسبة كبيرة بعد عام 2013، قائلًا إن 90% من الأعضاء المنظمين في المكاتب الإدارية هربوا إلى الخارج، مضيفًا أن هذا الشتات توزّع على دول عديدة، من بينها الفلبين، والبوسنة، والبرازيل، وأمريكا اللاتينية، وجنوب أفريقيا.
ولفت إلى أن من تبقى داخل مصر من القيادات إما مسجونون، أو تحت رقابة شديدة، وبعضهم غيّر محل إقامته للتمويه، مضيفًا أن بعض القيادات داخل السجون تنكر انتماءها للجماعة رغم معرفة الجميع بتاريخهم التنظيمي، مشيرًا إلى أن هناك حالات من الانشقاق الفعلي حدثت بين عدد من كبار قيادات الصف الأول داخل السجون.
وأكد ماهر فرغلي، على أن التنظيم كان يضم ما بين 100 إلى 150 ألف عضو منتظم فقط، وليس بالملايين كما يُشاع، مبينًا أن القاعدة الأكبر كانت من المتعاطفين والمحبين، من بينهم موظفون في مصالح حكومية وقطاعات أخرى، مضيفًا أن هؤلاء المتعاطفين قد لا ينتمون رسميًا، لكن عقولهم تخضع للدعاية الإخوانية، وحين تأتي لحظة تعبئة، ينضمون للفعل التنظيمي بشكل تلقائي.
وأشار إلى أن هذا النوع من التأثير اللاواعي جعل من بعض الأشخاص إخوانيًا بالمعنى الثقافي أو النفسي، حتى وإن لم يكن عضوًا فعليًا، لافتًا إلى أن هناك فئة تؤمن بأن الإخوان يمثلون التدين والصدق، فينحازون لهم حين يشعرون بظلم أو خيبة أمل.
وحول العلاقات الخارجية، قال المتحدث إن العلاقات بين مصر وكل من تركيا وقطر شهدت تحسنًا كبيرًا، موضحًا أن تركيا الآن تمنع أي أنشطة إعلامية تهاجم الدولة المصرية من أراضيها، لكنها لا تسلّم المطلوبين، ما يجعل بعض قيادات الإخوان يعيشون هناك دون نشاط سياسي معلن.
كما أشار إلى أن قطر أوقفت الدعم المباشر للإخوان، لافتًا إلى إغلاق جمعيات كانت تدعم الجماعة مثل "جمعية قطر الخيرية"، لكنها عادت للعمل من خلال واجهات جديدة في أوروبا، موضحًا أن هذا التحول لا يعني التخلي عن فكرة "الإسلام السياسي"، بل تغيّر طريقة الرعاية والدعم.
وأكد أن هناك تمدد إخواني في أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى أنه زار البرازيل وشاهد كيف تحوّلت إلى مركز رئيسي لنشاط الجماعة، لافتًا إلى أن تجارة اللحوم الحلال وحدها تدر على الإخوان نحو 200 مليون دولار سنويًا، حيث يتم وضع أختام "الحلال" التابعة للتنظيم مقابل رسوم تصل إلى 5 دولارات للصفقة الواحدة، منوهًا بأن البرازيل أصبحت من الدول الرئيسية لإدارة التنظيم الدولي للإخوان، لافتًا إلى إدارة شبكة رصد من البرازيل.
وأضاف أن هناك أنشطة اقتصادية أخرى مثل تجارة الأخشاب، وأسماء معروفة متورطة فيها مثل عبد الله بن ماضي، متسائلًا: «إذا كانت هذه القيادات تعيش في بلدان مستقرة، ولديها جنسيات جديدة وأعمال ناجحة، فلماذا لا يعيشون حياتهم بهدوء؟»، مجيبًا بأن الإخواني لا يستطيع أن يكون فردًا طبيعيًا في المجتمع؛ هو كائن تربّى على أن يعيش خارج الإطار المجتمعي والسياسي التقليدي.