عقب تهديدات أمريكية.. كوريا الشمالية تطلق صاروخا باليستيا عابرا للقارات

التاريخ : الأربعاء 12 يوليو 2023 . القسم : سياسية

أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات، حسبما أفاد مسؤولون في اليابان وكوريا الجنوبية.

وحلق الصاروخ بعيد المدى لأكثر من ساعة، قبل أن يهبط قبالة المياه الإقليمية لليابان صباح الأربعاء.

يأتي ذلك بعد أن هددت بيونغ يانغ بالانتقام مما قالت إنه اقتحام لطائرة تجسس أمريكية لأجواء كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة.

وهددت في وقت سابق هذا الأسبوع بإسقاط مثل هذه الطائرات.

ونفت واشنطن الاتهامات قائلة إن دورياتها العسكرية لا تخالف القانون الدولي.

وتصاعدت المخاوف الأمنية في شبه الجزيرة هذا العام، بعد أن اختبرت كوريا الشمالية أسلحة جديدة. كما أطلقت عددا قياسيا من الصواريخ في عام 2022، تشمل صواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية.

وردا على ذلك، كثفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناوراتهما العسكرية المشتركة حول شبه الجزيرة الكورية.

وتواصل بيونغ يانغ حتى الآن إطلاق صواريخها، فقد اختبرت صاروخا باليستيا عابرا للقارات جديدا في أبريل/نيسان، وصفته بأنه "أقوى" صاروخ حتى الآن. كما حاولت إطلاق قمر صناعي للتجسس في مايو/أيار لكنها فشلت.

وحلق صاروخ كوريا الشمالية يوم الأربعاء باتجاه الشرق من بيونغ يانغ لأكثر من ساعة، قبل أن يهبط في البحر غرب اليابان حوالي الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي (02:15 بتوقيت غرينتش)، حسبما أفاد خفر السواحل الياباني. وقطعت الرحلة مسافة 1000 كيلومتر، حسبما أفاد جيش كوريا الجنوبية.

وفور إطلاق الصاروخ الأربعاء، التقى مسؤولون من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وأصدروا بيانا يعيدون تأكيد دفاعهم المشترك "المعزز".

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية: "ندين بشدة إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا بعيد المدى، ونعده عملا استفزازيا خطيرا يضر بالسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمجتمع الدولي، وانتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن الدولي".

كما عقد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي، وأداره من ليتوانيا، حيث يحضر قمة دول حلف شمال الأطسي "الناتو".

وكانت آخر عملية إطلاق صواريخ من جانب كوريا الشمالية في منتصف يونيو/حزيران، عندما أطلقت صاروخين باليستيين قصيري المدى، ردا على مناورات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وكانت آخر مرة اختبرت فيها إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في فبراير/ شباط.

والصواريخ الباليستية العابرة للقارات مثيرة للقلق بشكل خاص بسبب مداها البعيد، الذي قد يصل إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وعندما أجرت بيونغ يانغ اختبارا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أطلقت الصاروخ في مسار قصير المدى بزاوية مرتفعة. لكن الحكومة اليابانية قالت في ذلك الوقت إن الصاروخ من الممكن أن يصل إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة إذا أُطلق في مسار أدنى.

ويأتي إطلاق الصاروخ الأربعاء بعد أيام من تصريحات حماسية ساخنة لبيونغ يانغ، حذرت فيها الولايات المتحدة ودعتها لوقف دورياتها الجوية، واقتراح إرسال غواصة نووية لزيارة المياه الكورية.

وفي يوم الاثنين، اتهمت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، طائرة استطلاع أمريكية بانتهاك المجال الجوي لكوريا الشمالية. وقالت إنه إذا استمرت مثل هذه الرحلات، فستكون هناك عواقب "وخيمة".

وقال البروفيسور ليف إريك إيسلي، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة إيها في سيول، إن مثل هذا الخطاب يندرج ضمن أسلوب بيونغ يانغ المتمثل في "تضخيم التهديدات الخارجية لحشد الدعم المحلي وتسويغ تجارب الأسلحة".

وأضاف أن بيونغ يانغ غالبا ما تحدد توقيت إطلاق الصواريخ "للتشويش على ما تعده تنسيقا دبلوماسيا ضدها"، في إشارة إلى قمة الناتو، حيث كان من المقرر أن يجتمع زعماء كوريا الجنوبية واليابان على هامش القمة.

وعلى الرغم من عقوبات الأمم المتحدة، تعهد كيم جونغ أون مرارا وتكرارا بزيادة إنتاج بلاده من الرؤوس الحربية النووية وتطوير أسلحة أكثر قوة.

ويتوقع المحللون أن تُعرض أحدث الأسلحة الكورية الشمالية في أواخر يوليو/تموز عندما تحتفل البلاد بالذكرى السنوية لهدنة الحرب الكورية، المعروفة في البلاد باسم يوم النصر.