المشهد – نشأت الديهي – حلقة الأربعاء 12-07-2023
التاريخ : الخميس 13 يوليو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: السياسة الخارجية المصرية
أكد الإعلامي نشأت الديهي، أنه هناك طفرات تحققت في ملف العلاقات الدولية والسياسة الخارجية المصرية إقليميًا ودوليًا. وأضاف أن هناك مشروع وطني داخلي ينبغي أن يكتمل. وأضاف أن من ينظر إلى تحركات مصر الخارجية عربيًا وإفريقيًا ودوليًا لا بد أن يرى أن القيادة السياسة الحالية تبحث عن إكمال المشروع الوطني المصري. وتابع أن الدبلوماسية المصرية والعلاقات المصرية الخارجية تم إعادة هندستها بشكل جيد. وذكر أنه جرى تحقيق الكثير في ملف السياسة الخارجية والعلاقات الدولية مع مختلف الدول، متسائلًا: «هل يكون التاريخ منصفا أم قاسيا ويشهد علينا الأجيال القادمة بما قدمناه للدولة المصرية؟».
وقال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك قدر كبير من التشويش في ذهن النخبة قبل العامة فيما يتعلق بأسُس السياسة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أن النخبة المصرية لديها تشويش حول عدد من المفاهيم الكبرى والحاكمة لمحددات السياسة الخارجية، وعلى رأس هذه المفاهيم مفهوم المصلحة الوطنية. وأضاف أن المصلحة الوطنية مرتبطة بالوطن ونطاقه الجغرافي، ومصالح مواطني هذا البلد، مشيرًا إلى أن مفهوم المصلحة الوطنية تعرض لتشويش كبير في مصر منذ الستينيات، حيث اتسع هذا المفهوم لكي يشمل الوطن العربي بكامله، وهذا الأمر محل مراجعة ليس في مصر فقط؛ ولكن في كل الدول العربية.
ونوه بأن التيار الإسلامي أخذ مفهوم المصلحة الوطنية إلى مفهوم أكبر يدور حول الأممية الإسلامية، مشيرًا إلى أن مفهوم المصلحة الوطنية في حاجة إلى اهتمام خلال الفترة الحالية. ولفت إلى أن مفهوم السياسة الخارجية متبلور في عمل الدولة المصرية، وهو خدمة المصلحة الوطنية أولًا، مشيرًا إلى أن الاهتمام الأمريكي تحول لآسيا مع تصاعد الصين اقتصاديًا، وهذا أثر في وجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ورأى أن قضايا السياسة الخارجية المصرية بها حالة من التوافق بشكل كبير، وتتطلب إلى تفكير طويل المدى، ولا تحتاج إلى مواقف انفعالية عاطفية.
وقال الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن مصر قامت بتغيير أشكال أدوات السياسة الخارجية، ولم تتخل عن دورها الإقليمي مثلما يدعي البعض. وأضاف أن القاهرة قامت بالانفتاح على كافة الأطراف الليبية، وبذلك أصبحت لدى مصر علاقات مع الجميع، ودفعتهم إلى عمليات المصالحة، وهذا يجري بعيدًا عن الإعلام أو الشو الإعلامي، مثلما تفعل بعض الدول، لأن الهدف في المقام الأول هو مصلحة هذه الدول وليس شيئًا آخر.
وأضاف، أن مصر تعمل أيضًا على حل الأزمة السودانية، وهذا واضح في مؤتمر دول الجوار الذي ينظم في الفترة المقبلة، كما أن الدور المصري فاعل في إيقاف الانتهاكات الإسرائيلية، ووقف أي عمليات تصعيد ما بين الاحتلال الإسرائيلي والمكون الفلسطيني أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة. وأشار إلى أن مصر دائمًا ما تتحدث على ضرورة تعزيز مؤسسات الدولة المدنية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وكانت مصر من الدول النادرة التي تعاملت مع التنظيمات الإرهابية بجهودها الذاتية، ولم تستعن ببعض الدول الخارجية مثلما فعلت بعض الدول، وبعدما نجحت مصر في محاربة الإرهابية وتطهير الأراضي بنسب جيدة للغاية.
وأكد المفكر السياسي عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ، أن السياسة الخارجية المصرية لها تأثير على الداخل المصري. وقال إن المشروع الوطني المصري مرتبط بالسياسة الخارجية المصرية. وتابع أن المحيط الإقليمي المباشر لمصر بالغ الأهمية لأنه مرتبط بالأمن القومي المصري، مؤكدًا أن السياسة الخارجية ليست شو أو بزنس؛ لكنها لها أهداف خاصة بمصلحة الداخل المصري، لافتًا إلى أن مصر تُراقب قضايا المنطقة وتتعامل حاليًا مع ملف السودان، وذلك يظهر في استضافة مصر لمؤتمر وقمة دول جوار السودان من أجل وضع حلول للأزمة السودانية. ولفت إلى أننا أمام أزمة سودانية عميقة بدأت مع انقسام السودان إلى دولتين.
وقال الدكتور أحمد عبد الدايم الأستاذ بكلية الدراسات الإفريقية، إن السياسة الخارجية المصرية في قارة إفريقيا مطلوبة ومرغوبة لا سيما أن قارة إفريقيا تتعلم من المدرسة الوطنية المصرية في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن إفريقيا مرَّت بأزمة في سياساتها الخارجية حينما علّقت عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي بعد ثورة يونيو 2013، ولأن مصر كانت مشغولة بوضعها الداخلي لم تكن تهتم بهذا الوضع، بينما إفريقيا هي من أعادت مصر مجددًا حينما اقتنعت أن ما حدث في يونيو 2013 لم يكن انقلابًا عسكريًا، كما أن إفريقيا لم تتحمل بعد مصر عنها. وأشار إلى أن مصر إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت تمتع بزخم سياسي واقتصادي، لكنه لا يصل إلى مستويات السياسة الخارجية في عهد السيسي، مستدلًا بأن المبادلات التجارية في عهد عبد الناصر لا تصل إلى %10 من نظيرتها في عهد السيسي.
وقال السيد هاني المتخصص في الشؤون الدولية، إن كثير من مؤسسات الإعلام في مصر طاردة للكفاءات من أبنائها؛ ولذلك وجدنا أقلامًا مهمة فرَّت من الصحف القومية إلى صحف أخرى في داخل مصر أو خارجها. وشدد على ضرورة أن تتيح المؤسسات الصحفية الفرصة للكفاءات من أبنائها خاصة المتخصصين في الشأن الدولي والخارجي.
وذكر أن السياسة الخارجية لأي دولة ينبغي أن ترتكز على مصلحتها السياسية، مبينًا أن مصر لديها مسؤوليات على الصعيدين الإقليمي الدولي، ولا ينبغي في سياساتها الخارجية التخلي عن هذه المسؤوليات، لذلك الرئيس السيسي يعلن دائمًا أن أمن الخليج من أمن مصر، ما يُثبت أن تتحمل مصر مسؤولية الدول العربية، مستدلًا بصدور إساءات من فلسطينيين في عقود مختلفة لكن مصر لم تلق اهتمامًا لهذه الإساءات وظلت تساند وتدعم الفلسطينية، حتى أنها تفتح معبر رفح وتستقبل الفلسطينيين في مستشفياتها.
ولفت إلى أن مصر رائدة على مستوى العالم الإسلامي لا سيما أن على أرضها مراقد آل البيت وعلى أرضها الأزهر الشريف، ولذلك لا تستطيع مصر أن تدير ظهرها لحادثة حرق القرآن الكريم في السويد وأصدرت بيانات منددة من مؤسسات مختلفة سواء الأزهر أو وزارة الخارجية.
ورأى أن تقسيم السودان على إقليمين حدث بسبب ضعف السلطة المركزية، وشدد على ضرورة أن تقبض السلطة على مفاصل الدولة لاستقرارها وفرض هيبتها. وعقب المذيع بأن عمر البشير كادر إخواني ومن المعلوم أن الإخوان لا تريد الدولة الوطنية؛ ولذلك فإن أي فصيل إسلامي تولى لحكم دولة انتهى الحكم بتقسيم الدولة.
ورأى علاقة المواطن بالرئيس ينبغي أن تكون مثل النسر الموجود في العلم المصري، حتى ولو كان لا يؤيد الخطوط الحمراء والأسود الموجودة في العلم أو حجم النسر، وإنما يظل يؤدي التحية العسكرية لرئيس الدولة، لكي يحافظ على هيبة الرئيس لأنه الممثل الأول للأمة.
ولفت إلى أنه لم تحدث ثورة في السودان، ولفت إلى أن عمر البشير حينما رأى ضعف السلطة، في ظل ضغوط دولية عليه جعلته يفكر في تسليم السلطة، مبينًا أن البشير هو من سلم الحكم طواعية وبمحض إرادته إلى وزير الدفاع أحمد عوض بن عوف، ثم بعدها 24 ساعة، جرى تسليم السلطة إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني. ورأى أنه لا يوجد وزير دفاع في العالم سينقلب على رئيسه ثم يسلم السلطة إلى شخص آخر.