كلمة أخيرة – لميس الحديدي – حلقة السبت 15-07-2023
التاريخ : الأحد 16 يوليو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: ارتفاع درجات الحرارة
أكدت الإعلامية لميس الحديدي أن موجة الحرارة القاسية مستمرة، في ظل تحذيرات من التعرض للشمس، مشيرة إلى أن هناك تحذيرات من وصول الجفاف في منقطة الأنف مما قد يؤدي للنزيف، محذرة مرضى الجيوب الأنفية من الطقس.
قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن كل العالم يشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة ومصر جزء من العالم. ولفتت إلى أن مصر تشهد حالة من عدم الاستقرار التي تؤدي لدرجات الحرارة بكبر من معدلاتها الطبيعية حيث تشهد البلاد وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا يؤدي إلى زيادة سطوع الشمس لفترات طويلة وتركز الرطوبة في طبقات قريبة من الأرض وهي سمة من سمات المرتفع الجوي ويترافق ذلك مع منخفض الهند الموسمي، الأمر الذي يؤدي لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مع ارتفاع معدلات الرطوبة غير المسبوقة. وتحدثت عن أن الموجة الحارة الحالية ستستمر لفترة طويلة بعض الشيء، وقد تستمر على الأقل لآخر الأسبوع.
وتوقعت أن تبلغ متوسطات درجة الحرارة في المتوسط حتى نهاية الأسبوع في الظل 37-38 درجة مئوية تصل إلى 41 درجة مئوية كدرجة محسوسة بزيادة ما بين درجتين إلى ثلاثة، بينما تبلغ في جنوب الصعيد 44-45 درجة مئوية في الظل، ولكن نسب الرطوبة أقل هناك، وتبلغ الدرجة المحسوسة هناك إلى 46 درجة مئوية في الأقصر وأسوان وهي أجواء شديدة الحرارة. ولفتت إلى أن السواحل المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط ستبلغ فيها درجات الحرارة في المتوسط ما بين 32-34 درجة مئوية مع وجود ارتفاع في الرطوبة. ونصحت بتجنب التعرض لأشعة الشمس مباشرة مع ضرورة وجود غطاء للرأس وتناول كميات من المياه.
وقال مجدي علام، الخبير البيئي، إن الموجة الحارة التي تضرب بقاع العالم ومنها المنطقة العربية، نتيجة موروث خلال 500 سنة متتالية من ظاهرة تسخين الأرض بسبب حرق الوقود والفحم، الأمر الذي أدى لزيادة سخونة الأرض بشكل كبير. وأضاف أن ما يتعرض له العالم والمنطقة العربية من موجات حرارة، نتيجة كمية حرق الوقود والبترول، مشددًا على أنه لم يحدث في تاريخ الكرة الأرضية هذا القدر من التسخين على مدار 500 سنة.
وتابع بأن هناك حالة من الغليان في الكرة الأرضية، عن طريق تسخين سطح الكرة الأرضية، قائلًا: «نتحدث عن درجة حرارة الأرض كانت 16.8 في يوليو 2016 ووصلت إلى 17.2 الآن»، مبينًا أن هذه الفروق كانت تتحدث كل 100 عام، مستغربًا أن تحدث هذه الفروق في عامين، مبينًا أن التسخين بات أكبر من قدرة الأرض على السيطرة، وتبريد هذه الحرارة. وأشار إلى أنه مع هذه المستويات القياسية تزداد درجة حموضة المياه والمحيطات التي كانت تعتبر مبردة لهذه الحرارة، وتابع بأن ارتفاع درجة حرارة المحيطات أدى لظهور ظاهرة المياه الحامضية، وبدأت تتآكل جزء من جلد الأسماك الكبيرة مثل الحيتان، التي تحاول الهروب من الجوع وتموت، وأثرت في الكائنات الحية كلها من سطح الكرة الأرضية، والكائنات حتى في المياه كافة.
وذكر أن حساباتنا في المناخ وتأثيرات التغيرات تكون كل 100 سنة، ووفقًا للحسابات نسبة ارتفاع درجة حرارة الأرض كان بحلول عام 2050 ولن تتخطى 1.5 درجة، وآخر تقرير في قمة المناخ قال إن درجة الحرارة ستصل 2.5 درجة مئوية وفقًا لهذه المعدلات، إذا وصلنا لهذا الرقم بحلول 2050 سنرى حجم ضخم من الأعاصير، واختفاء ثلث الغابات، مؤكدًا أن الثورة الصناعية كان لها ثمن والثمن هو القضاء على رئة الأكسجين في العالم، ونشوء ظواهر بيئية متطرفة غير مسبوقة.
مضامين الفقرة الثانية: الاسبارتام
أشارت الإعلامية لميس الحديدي إلى تقرير منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق باحتمالية تسبب مادة "الاسبارتام" في مرض السرطان. وذكرت أن منظمة الصحة العالمية قالت إن النسب الموجودة في المنتجات المختلفة من الاسبارتام آمنة، ورأت أن هذا خبر سعيد لكل من يحب شرب المياه الغازية الدايت، لافتة إلى أن الاسبارتام مادة محلي صناعي وتدخل في 600 منتج منها المياه الغازية.
وقال الدكتور أيوب جوالدة، المستشار الإقليمي للتغذية بمنظمة الصحة العالمية، إنه لا يزال هناك مستويات مسموح باستخدامها تبلغ 40 مل جرام لكل كيلو جرام في اليوم للشخص من هذه المادة. وأوضح أن الأبحاث العلمية أشارت إلى احتمالية تسببها في السرطان، لذلك تنصح منظمة الصحة العالمية بتجنب استخدام المحليات الصناعية كبديل للسكر، على اعتبار أنه من الممكن تخفيف الوزن لحماية الجسم من الأمراض المزمنة بطريقة آمنة.
وأشار إلى أن مادة الاسبارتام غير مقتصر استخدامها على المشروبات الغازية فقط، بلا توجد في صناعات عدة، مثل العلكة ومنتجات الألبان ومادة الجلاتين، منوهًا بأنه لا يوجد أي دليل علمي حتى الآن على أن المحليات الصناعية قد تسهم في ضبط الوزن، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من الأبحاث التي ستجريها المنظمة حتى يكون هناك أدلة أكثر قوة في هذا الشأن.
ودعا هيئات السلامة الغذائية المحلية في كل بلد حول العالم، إلى ضرورة وضعها لرقابة صارمة على الشركات المنتجة لسلع غذائية تدخل فيها مادة الاسبارتام، ووضع بطاقة بيانات حتى يعرف المستهلك مكونات المنتجات التي يتناولها، خاصة أنها تكون غير واضحة في بعض الأحيان بمنتجات كثير من الشركات، بشكل مقصود في محاولة لإخفاء المعلومات الغذائية عن المستهلك.
وشددت الدكتور إيناس شلتوت أستاذ أمراض السكري بقصر العيني على ضرورة مراعاة الجرعات التي نحصل منها على مادة الاسبارتام الموجودة في منتجات التخسيس. ولفتت إلى أنه محظور على الأطفال تحت سن سنتين استخدام المحليات الصناعية. وأضافت أننا لو استخدمنا جرعة صغيرة من الاسبارتام قدرها 18 مليجرام لن يحدث مشكلة، قائلة: «ينبغي أن ينتبه المستهلك مما يأكله أو يشربه».
مضامين الفقرة الثالثة: المقابر التاريخية
تقدم الدكتور مصطفى الصادق، خبير شئون التراث، بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لانتصاره للحق واحترامه لحرمة الأموات والحفاظ على تاريخ مصر وتراثها، بعد قراره بتشكيل لجنة لتطوير مدافن السيدة نفيسة والإمام الشافعي. وذكر أن هناك قرارات جيدة اتخذتها اللجنة ولكن تتوقف على التنفيذ في ظل وجود اتجاه إيجابي لدى أعضائها، مشيرًا إلى أنه من الممكن استغلال هذه المقابر سياحيًا بشكل كبير، ومعالجتها من المياه الجوفية، وعمل مسارات خضراء بها. ولفت إلى أن اللجنة المُشكلة تضم مهندسين ولا يوجد بها متخصصين من التراث والآثار، إلا أنها رأت نفس ما يراه أهل التخصص، فيما يتعلق بأنها أماكن تاريخية وتراثية ومسجلة في منطقة التراث بمنظمة اليونسكو، منوهًا بأن هناك مقابر مهمة من ناحية التراث والتاريخ والنسيج العمراني والتنوع الاجتماعي، نظرًا لضمها جميع الفئات من الشعب المصري.
مضامين الفقرة الرابعة: رسوب طلاب طب أسيوط
تحدث الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب بجامعة أسيوط، عن رسوب 60% من طلاب الفرقة الأولى بالكلية لهذا العام، مؤكدًا أن هذه النسبة صحيحة. وأوضح أن عدد الطلاب بالفرقة الأولى هو 1207 رسب منهم 720 طالبًا. وعزا ارتفاع نسبة الرسوب هذا العام إلى الالتحاق المتأخر لعدد كبير من الطلبة الوافدين من السودان ويبلغ عددهم 339 طالبًا، بالإضافة إلى أن العدد الباقي والبالغ 380 من الراسبين ضمن دفعة الثانوية العامة العام الماضي، التي شابها عدم دقة في النتائج ووجود تسريب للامتحانات، منوهًا بأن نسبة النجاح بالفرقة الأولى بكلية الطب بالجامعة العام الماضي بلغت 81%. وذكر أن الكلية وضعت نفس الامتحانات والتقييمات أيضًا هذا العام ولم تحدث أي تغيرات عليها، مبينًا أن الإدارة تضع على كاهلها الرسالة العلمية ولا مكان للغش داخل الكلية، مشددًا على أهمية تقديم كوادر طبية ماهرة وذات احترافية عالية، لتقديم خدمة طبية متميزة وعلى أعلى مستوى للمجتمع المصري. ولفت إلى أن هؤلاء الطلاب لهم الحق في الدخول بالدور الثاني، موضحًا أن الحد الأدنى للطالب من أجل الصعود للمرحلة التالية هو رسوبه في مادتين، كما أن الكلية تعتبر الطالب راسبًا لأنه سيدخل اختبارات الدور الثاني.
مضامين الفقرة الخامسة: التعليم الفني
قال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التعليم لشئون التعليم الفني، إن المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بمدينة الضبعة، تعد طفرة بالتعليم الفني بمصر، وإطلاقها هذا العام الدراسي يؤكد على خطى الوزارة نحو إعداد فنين مؤهلين للعمل في جميع مجالات الصناعة. وذكر أن استراتيجية التعليم الفني تطبق في المدارس، مشيرًا إلى أن المدارس التكنولوجية التطبيقية تخطت 50 مدرسة هذا العام. وأشار إلى أن الدول الأوروبية مثل ألمانيا طلبت عدد من خريجي التعليم الفني لسد العجز في العمالة في هذه الدول. ولفت إلى أنه يُسمح بالتقدم للطلاب المصريين الناجحين في شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي في نفس العام، وقبول الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية على ألا يقل مجموع الطالب عن 260 درجة وألا تقل درجات الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية عن 95%.
مضامين الفقرة السادسة: خسارة البطلة أنس جابر
قالت الإعلامية لميس الحديدي إن التونسية أنس جابر خسرت نهائي ويمبلدون أمام التشيكية ماركيتا فوندروسوفا لكنها حصلت من الجمهور على تحية لم تحصل عليها الفائزة بالنهائي. وأضافت أن أنس كان يظهر عليها كثير من التوتر منذ بداية المباراة، وبدا عليها الارتباك، مقارنة بالتشيكية، التي كانت وجهًا لوجه بدون ملامح، بخلاف الإرهاق، لكن أنس كانت متوترة منذ الجولة الثانية رغم تقدمها في المجموعة الأولى. وتابعت أن رسالتها لها بأن الطريق لا زال طويلًا والمنافسة طريقها طويل وأنتِ لا زلتِ صغيرة ولا زال هناك أمل في المرات القادمة أن ترفعين رأس كل امرأة عربية، قائلة: «ننتظرك في كافة بطولات العالم المقبلة».
وقال الدكتور محمد فكري أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن الإعداد النفسي عامل مهم ويمثل فارقًا بين بطل وبطل وفريق وآخر وأنس وضعت تحت ضغط هائل كونها أول عربية تصل لهذه البطولة خاصة أنها المرة الثانية التي تصل للنهائي. وتابع بأن هناك كلام نفسي دائر كأفكار داخل اللاعب في مثل هذه المناسبات والخوف من تكرار تجارب بما يؤدي إلى تقليل التركيز والأداء والثقة في النفس، مطالبًا بضرورة مرافقة معد نفسي متخصص للأبطال في مثل هذه المناسبات قائلًا إن وجود معد نفسي ضروري للتأهيل وهي ثقافة في العالم كله في الألعاب سواء الفردية أو الجماعية ولا زالت تحتاج إلى تنميتها في المجتمعات الشرق أوسطية.
وشدد على أن عامل التأهيل النفسي مهم جدًا، مبينًا أن الألعاب الفردية أكبر من الجماعية؛ لأن المسئولية أكبر في هذه النوعية من الألعاب قائلًا إن أبطال الألعاب الفردية من قبل المباراة بيوم يعاني من وجود أفكار كثيرة في رأسه، مبينًا أن التأهيل ليس قبل المباراة بيوم ولكن بفترة ويبدأ الإعداد بتجهيزه بتقبل وامتصاص كافة الضغوطات وألا تؤثر على الأداء.
ورأى شادي نبيل الناقد الرياضي المتخصص في الألعاب الفردية إنه لا خلاف على قدرات ومهارات أنس جابر في التنس، ولكن خطأ البطلة التونسية أنس جابر كان نفسيًا ما تسبب في هزيمتها.
مضامين الفقرة السابعة: سد النهضة
قالت الإعلامية لميس الحديدي، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بعد زيارته إلى مصر أشاد بحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأكد أن بلاده لا تخون الأمانة ولا تضر بلاده، مضيفة أن طبقًا لبيانات وزارة الخارجية المصرية فإن إثيوبيا كانت تعرقل المفاوضات، والناس الآن تسأل ماذا سيحدث في المفاوضات بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد؟
وقرأت المذيعة بيان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد باللغة العربية، قال فيه: «تعتبر الأمانة والوفاء بالعهود من سمات الإثيوبيين الحميدة والمعروفة، وهي جزء أصيل من تراث الشعب الإثيوبي، وأيضًا من ركائز السياسة الخارجية للحكومة الإثيوبية، وانطلاقًا من هذه القيم، نؤكد بأن إثيوبيا لا تفرط في الأمانة، ولا تنوي أبدًا الإضرار بجيرانها؛ لحكمة ربانية، اختار الله -سبحانه وتعالى- أرض الحبشة لتكون منبعًا لنهر النيل العظيم، الذي يعتبر هبة وأمانة في آن واحد، وستظل إثيوبيا تراعي هذه الأمانة وتشارك جيرنها هذه الهبة الربانية، وقد ظل نهر النيل يربط دول المصب والمنبع منذ آلاف السنين باعتباره شريان حياة تجسدت فيه قوة العلاقات الإنسانية بين شعوب المنطقة".
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي في بيانه: «ومنذ القدم، ظلت إثيوبيا تشارك نهر النيل مع دول المصب بروح من الثقة والأمانة، ونؤكد لإخواننا بأن هذا الالتزام قد تعزز أكثر من أي وقت مضى، وأن هذه الهبة التي منحنا الله إياها لم تكن سُدى، بل لأننا نستطيع شعبًا وحكومة، بأن نتحمل المسؤولية المنوطة بنا، وأن هذه الهبة الربانية ستكون فائدتها للجميع، إن قيم المسؤولية والعدالة التي تميز بها إثيوبيا، قد وجدت اعترافًا وتقديرًا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال للصحابة: "اذهبوا إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكا لا يُظلم عنده أحد"، وهو ما يتم تأكيده اليوم بأن إثيوبيا شعبا وحكومة لن تلحق ضررًا بأشقائها». وأكد قائلًا: «احتياجاتنا للتنمية في دول المنبع والمصب تتضاعف، نظرًا للتزايد السكاني، مما يدعو مصر وإثيوبيا للعمل معًا من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإقامة شراكة حقيقية لتحقيق طموحات شعبينا في التنمية المستدامة والحياة الكريمة، إن تواصلنا الدائم مع دول المصب وقياداتها، هو انعكاس حقيقي لرغبتنا في تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بيننا».
وقال: «ونشيد بالقيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي وجهوده الحثيثة في البناء والتنمية في جمهورية مصر العربية، ونحن في إثيوبيا نؤمن بأن سد النهضة ستكون له فوائد للجميع، فمن ضمن الفوائد التنموية التي سيحققها، هو تخزينه لمياه النيل بشكل كاف، حيث يكون أفضل ضمانًا لمياه النيل في حالات الجفاف الصعبة، التي قد نواجهها في المواسم الصعبة، ومن هذا المنطلق، نعلن عن التزامنا بالتعاون في المشاريع الحيوية، التي تهدف إلى ضمان المصالح المشتركة والتنمية المستدامة لشعوبنا، بحيث يكون فيها الكل رابح».
ورأى العميد خالد عكاشة، المفكر الاستراتيجي، ومدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بيان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، بأنه نجاح كبير للدبلوماسية المصرية وبشكل خاص الدبلوماسية الرئاسية. وأوضح أن الدبلوماسية مرت بمراحل عدة انطلاقًا من أن السياسة والمفاوضات هي مارثون طويل وصعب ومعقد، مؤكدًا أنها استخدمت الوسائل والأسلحة الدبلوماسية كافة خلال السنوات الماضية.
وذكر أنه شاهد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى مصر بأنها توجه رسالة من الدولة المصرية مفادها أنه كما لديكم مشروع في إثيوبيا لدينا في مصر مشروع وطني كبير ولدينا متطلبات للتنمية وشعب مصري شاب يريد أن يقوم بأفضل ما يكون، ولدينا قيادة سياسية ونظام حكم أنجز خطوات، وتم شرح ما نريد إنجازه لرئيس الوزراء الإثيوبي، مبينًا أن الدولة المصرية أيضا طموحة وتريد أن تسابق الزمن في أشياء كثيرة، إذ تحلم بدولة لها عاصمة بقدر العاصمة الإدارية، لافتًا إلى أن دخول آبي أحمد إلى الكنيسة والمسجد يوضح أن الدولة لديها قدر عالٍ من التسامح ويكشف أن لمصر خطوط حمراء ووجه آخر يدافع بشراسة عن الحقوق، كما أن المواطنين لم يجدوا أي تخاذل مصري في أي من الملفات، لا سيما أننا شاهدنا خطوات حاسمة من أجل الدفاع عن مقتضيات الأمن القومي المصري.
وعن البيان الصادر عقب اجتماع الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي بشأن استئناف مفاوضات سد النهضة قال إن الأمر يبدو أن الطرفين وصلا إلى نقطة في المنتصف، وهي الاتفاق على نصوص مثل عدم إلحاق الضرر، ومدد التفاوض، مبينًا أن الجهد المصري في هذا الملف كان من الأسلحة المصرية، لا سيما أن مصر حشدت رأيًا عامًا دوليًا في هذا الملف والجميع شاهد الرؤية الأمريكية التي كانت منحازة لرؤية الجانب المصري وكان حصاد لجهد الدولة المصرية في توصيل مشروعية الطرح المصري.
وأشار إلى أن الوساطة الأمريكية كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اتفاقية لحل الإشكاليات والأمور المعلقة كافة، ولكن لم تكن هناك إرادة إثيوبية في هذا التوقيت فيما يخص هذه المبادرة فتقاعست، منوهًا بأن الوسيط الأمريكي ودولتي مصر والسودان تحدثوا عن أن المبادرة تحمل اتفاقية شبه متكاملة تجاوزت 95% من تحقيق مطالب الأطراف الثلاثة.
ولفت إلى أن بيان آبي أحمد، تناول المشاركة في إدارة ملف المياه وتطبيق قوانين الأنهار الدولية، وهو طرح مصري كان حاضرًا في المناسبات كافة، مشددًا على أن هذا الطرح يؤكد أن مصر ليست ضد التنمية ولكنها تطالب عدم الإضرار بمصالح دول المصب، ولديها رؤية بجعل هذه المشروعات القومية لخدمة دول حوض النيل بالكامل. ونوه بأن بيان الجانب الإثيوبي بمثابة لبنة لبدء المفاوضات، لكونه تغيير في لغة الحديث والتسليم بمنطق التشارك وليست القرارات الأحادية.
وأوضح أن هناك تغيرًا حقيقيًا في موقف إثيوبيا، لكن يجب أن نكون حذرين في التعامل معهم بسبب ما حدث في وقت سابق، مبينًا أن المطلب المصري شبه تحقق في مسألة ملء الخزان والحصة المائية لم تتضرر بلتر مياه واحد.
وأوضح أن الجانب الإثيوبي كان يصر على الملء خلال 3 سنوات بينما الجانب المصري كان يصر على الملء خلال فترة من 8-9 سنوات، قائلًا إن الملء لم يكتمل ونحن في السنة الثامنة من المشروع وهو ما يوضح أن المطلب المصري قد تحقق بالصورة التي ترضينا وهو ما يوضح لماذا لم نتضرر من الملء الإثيوبي. وبيّن أنه في هذا العام، والعام القادم، والعام الذي يليه، سنتعامل في إطار اختبار جيدة ومصداقية البيان.
مضامين الفقرة الثامنة: المواطنة
قالت الإعلامية لميس الحديدي، إننا نعيش أفضل أوقات المواطنة الآن من الناحية السياسية، مبينة أن الدستور يحترمنا جميعًا مسلمين ومسيحيين. ولفتت إلى أن الدول التي تنهار هي التي يعيش فيها فيروس التطرف والطائفية، قائلة: «مصر عمرها ما كانت هكذا». وأكدت أنها كلما رأت الرئيس السيسي يزور الكنيسة في أعياد الميلاد تشعر بالسعادة لأنها إشارة سياسية للمواطنة.
وقال الدكتور أسامة رسلان، مشرف وحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، إن فكرة المواطنة ليست غريبة على الإسلام، وموجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية، قائلًا إن الإمام فخر الدين الرازي استشهد بالمواطنة عبر قول الله تعالى: "ولو أننا كتبنا عليهم أن اقتلوا أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل"، مشيرًا إلى أن النبي نفذ المواطنة في عهده، والدروس المستفادة من الهجرة هي إرساء قيمة المواطنة. وأضاف أن الرسول ضم حتى المشركين إلى الدستور الذي قدمه عندما ذهب إلى المدينة قبل بناء مسجد قباء الدي استغرق سبعة أشهر.
وأردف، أن العرب أمة اعتمدت على الذاكرة، وليس التدوين، ولم يدونوا إلا الأمور العظيمة، ولكن النبي عندما وضع دستورًا سطره وكتبه، ولم يأت بالصحابة وغير المسلمين ليقسموا على القرآن الكريم الموجود في الرقاع ببنود المواطنة.
وأوضح أن هناك فترات ظهرت فيهم الطائفية في مصر، مثل بداية القرن العشرين عند ظهور جماعة الإخوان الإرهابية على يد مؤسسها حسن الساعاتي، وجاءت كرد فعل لواقع مأزوم من سقوط الخلافة، لافتًا إلى أن اسم حسن البنا غير صحيح وأن كلمة البنا جاءت تشريفًا له على أساس بنائه لنفوس المسلمين بعد سقوط الخلافة، منتقدًا تصريح مرشد الإخوان محمد مهدي عاكف بأن المسلم الماليزي أقرب إليه من المسيحي المصري، مبينًا أن هذا التصريح مزايدة على النبي الذي طبق المواطنة في المدينة المنورة، مشيرًا إلى أن الطائفية ظهرت مجددًا عند ظهور فكرة المراجعة حول أفكار التيارات الإسلامية الإرهابية المتطرفة.
ولفت إلى أن من المفاهيم التي يروج لها الجماعات المتطرفة مثل الإخوان لضرب فكرة المواطنة، مفهوم الجزية من أجل أخذ الأموال من غير المسلمين مقابل عدم دخولهم إلى الجيش والشرطة، ورأى أن هذا فكر منتكس ومغلوط ويأتي عن طريق لي عنق الآيات القرآنية. وقال إن الدين الذي يأخذ الأموال من غير المسلمين من أجل دفعهم إلي الإسلام هو دين منتكس، منوهًا بأن الجزية كانت تؤخذ من أجل الحماية وليس الدين، لافتًا إلى أن الجزية تدبير إداري وليس حق ديني.
وتابع أن الأزهر يرفض استخدام مصطلح الأقليات، قائلًا إنه في مصر لو رأيت اثنين في الشارع واحد مسلم والآخر مسيحي لن يعرف يفرقهم من بعض، والحوادث التي حصلت كانت نتيجة الارتداد عن الفهم النبوي. وأكد أن التجربة أثبتت أن فكرة المراجعات مع الجماعات الإرهابية فاسدة، لأنهم استغلوها لمصلحتهم داعيًا إلى قراءة العهدة الطورية التي كتبها النبي صل الله عليه وسلم من أجل حماية غير المسلمين وبناء الكنائس.