ميدل إيست آي: المعارضون المصريون الفارون من الحرب في السودان يدقون ناقوس الخطر بشأن عمليات الترحيل إلى الوطن
التاريخ : الاثنين 17 يوليو 2023 . القسم : ترجمات
سلَّط تقرير نشره موقع ميدل إيست آي الضوء على مخاوف المعارضين المصريين الفارين من الحرب في السودان من إمكانية ترحيلهم إلى مصر حيث قد تتعرض حياتهم للخطر، ومن هؤلاء محمود عابد الذي شعر بأنه سيكون في أمان في العاصمة السودانية عندما غادر مصر في 2018.
وأشار الموقع إلى أن الشاب المصري، عبيد، 29 عامًا، قرر الفرار من مصر بعد رؤيته لاعتقال زملائه وحتى قتل بعضهم ممن شاركوا في الاحتجاجات ضد انقلاب السيسي على السلطة..
ومع ذلك، اضطر عبيد إلى تغيير مسار حياته مرة أخرى في أبريل من هذا العام، عندما اندلع الصراع المسلح في السودان.
الآن، الناشط هو مجرد واحد من عديد من المعارضين المنفيين الذين يشعرون أن حياتهم مهددة وأنه يمكن ترحيلهم إلى مصر، حيث يواجهون السجن مدى الحياة.
الخوف من الترحيل
وبعد أن بدأ عبيد يشعر بالأمان في السودان وبات له عملًا يعيش منه اندلع الصراع في السودان وبدأ ومن حوله يشعرون بالخوف ولا يستطيعون الخروج من منازلهم، حسبما أفاد للموقع.
وأشار عبيد إلى أنه قرر الاتصال بشخص عرض عليه الحصول على جواز سفره من مصر عن طريق السفارة المصرية في الخارج، مقابل مبلغ كبير.
وأوضح قائلاً: "بعد الحصول على جواز سفري، ذهبت إلى عاصمة جنوب السودان، ومن هناك سافرت إلى مسقط عن طريق اسطنبول في 10 يوليو".
لكن سلطات الهجرة العمانية احتجزته واستُجوبته لمدة أربعة أيام. وأخبروه أن جواز السفر مزور وأنهم سيرحلوه إلى مصر. وطلب منهم ترحيله إلى أي مكان آخر غير مصر.
وبحسب الموقع، رُحل عبيد في وقت لاحق إلى اسطنبول، تركيا، حيث ظهر على بث حي على الفيسبوك في 16 يوليو يروي ما حدث له، مؤكدًا أن جواز سفره كان شرعيًا وأنه قد يواجه عواقب وخيمة إذا أعيد إلى مصر. وناشد كل من يسمعه مساعدته في حل مشكلته.
السجن المؤبد
وأوضح الموقع أن عبيد حُكم عليه بالسجن المؤبد قبل فراره في عام 2013.
الآن، كما يقول، رُحِّل إلى تركيا، لكنه لا يزال قلقًا بشأن ترحيله إلى مصر.
ويلفت الموقع إلى أن عبيد هو واحد من عديد من المصريين في السودان العالقين الآن في البلاد بدون طريق خروج آمن، وخاصة أولئك الذين أجبروا على الخروج من مصر بدون وثائق رسمية أو مناسبة.
ويقول الكثير من المصريين في السودان إنهم يخشون الخروج إلى الشوارع خوفًا من التعرض للاعتقال أو الاستهداف، خاصة بسبب دعم مصر للقوات المسلحة السودانية.
مناخ الخوف
وفقًا لمصدر ميدل إيست آي في السودان، فقد شهدت البلاد ارتفاعًا في عدد المعارضين الفارين من مصر في السنوات الأخيرة بسبب مناخ الخوف والتهديد بالسجن بسبب التعبير عن آرائهم.
يجادل عديد من المعارضين بأن السودان لطالما كان ملاذًا آمنًا للهاربين من قوات الأمن في مصر.
ونق الموقع عن أحد المعارضين، الذي يرغب في عدم ذكر اسمه، قوله: "في عهد البشير، كان هناك بعض التعاطف مع المعارضة المصرية وقُدمت المساعدة لهم ... لم تطلب الحكومة السودانية من المعارضين تقنين وضعهم في البلاد مما سهل الأمور أيضًا".
وقال آخر: "حتى لو سُجن شخص ما في السودان، فإن مرافق الاحتجاز أنظف كثيرًا والظروف أفضل مما عليه في مصر".
الآن، يقول عديد من المعارضين المقيمين في السودان إن الصراع وضعهم في موقف حرج، ويعرضهم لمزيد من المخاطر.
يعيش عديد من المعارضين في ظروف سيئة الآن، خاصة وأن هناك نهبًا ونقصًا في الخدمات العامة. وقال معارض مصري آخر إن الكثيرين منهم أيضا غير قادرين على السفر لأنهم مدرجون في قوائم الإرهاب المصرية.
كما يشعر المعارضون المصريون في السودان بالقلق بسبب عدد الأشخاص المفقودين أثناء الصراع، مع عدم معرفة مكان وجودهم. وهذا يعني لهم أن خطر تسليمهم لقوات الأمن المصرية أكبر.
وينقل الموقع عن نادر فتوح، رئيس المكتب الصحفي لجمعية المصريين في تركيا، قوله إن التصعيد الحالي في السودان تسبب في مشاكل كبيرة للمنفيين والمعارضين المصريين.
وقال للموقع: "هؤلاء الأشخاص عالقون حاليًا ولا يوجد مكان آمن يذهبون إليه".