موجز المشهد المصري الأسبوعي | 06 - 12 سبتمبر 2025

التاريخ : الأحد 14 سبتمبر 2025 . القسم : خلاصات أسبوعية
المحور السياسي
شهد المحور السياسي خلال الأسبوع، تحركات مصرية في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، حيث كثّف وزير الخارجية بدر عبد العاطي تحركاته لمواجهة تداعيات التصعيد في غزة والضفة الغربية، مؤكدًا في لقائه مع مفوض "الأونروا" استمرار فتح معبر رفح ورفض استهداف الوكالة، كما طالب في اتصالاته مع المبعوث الأمريكي والعديد من وزراء الخارجية الأوروبيين والعرب بضرورة قبول إسرائيل مقترح "ويتكوف" لوقف إطلاق النار، وطلب دعم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تستعد القاهرة لاستضافته. كما التقى مع أمير قطر لإدانة العدوان الإسرائيلي على الدوحة، معتبرًا المساس بأمنها تهديدًا للأمن القومي العربي، وهو ما أكد عليه أيضًا الرئيس عبد الفتاح السيسي في اتصاله بأمير قطر، بينما أدانت الجامعة العربية الحادث، وأعلنت تضامنها الكامل.
في سياق متصل، أجرى السيسي لقاءات واتصالات متعددة، أبرزها مع قائد القيادة المركزية الأمريكية لتنسيق جهود وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات إلى غزة، كما استقبل وزير خارجية إيران والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث جرى التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف التعاون بين الجانبين، وسط دعم مصري لإحياء المفاوضات النووية وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. كما وجّه السيسي خطابًا لمجلس الأمن بشأن سد النهضة، مؤكدًا رفض الإجراءات الأحادية من إثيوبيا، واحتفاظ مصر بحقها في حماية مصالحها المائية. وفي سياق التحركات الدبلوماسية، تلقى السيسي اتصالات من قادة الأردن، العراق، بريطانيا، إيران، والكويت، جميعها تناولت تطورات الوضع في غزة والعدوان على قطر، وأكدت دعم جهود مصر في التهدئة.
وعلى المستوى الداخلي، اجتمع الرئيس مع رئيس الوزراء ووزير البترول لمتابعة مستحقات الشركات العالمية وخطط تطوير قطاع الطاقة، كما ناقش مدبولي في اجتماعات متعددة ملف العقارات الآيلة للسقوط وتطوير العاصمة الإدارية ورأس الحكمة، ووجه بإعداد قانون خاص بإدارة مناطق المال والأعمال. كذلك، تواصلت التحركات الخارجية لوزير الخارجية عبر زيارته إلى أبوظبي، ومشاركته في مشاورات سياسية مع أذربيجان، فيما شارك السيسي افتراضيًا في قمة البريكس لمناقشة التحديات العالمية. وأصدرت وزارة الخارجية تحذيرًا للشباب من الانسياق خلف عقود عمل وهمية بالخارج، فيما وجه الرئيس بدراسة التماس المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن العفو الرئاسي عن بعض المحكوم عليهم، من بينهم علاء عبد الفتاح.
المحور الأمني
شهد المحور الأمني خلال الأسبوع، لقاء وزير الدفاع عبد المجيد صقر نظيره الغاني القائم بأعمال وزير الدفاع، لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، مؤكدًا تطلع مصر لتطوير العلاقات مع دول القارة. وفي السياق نفسه، تواصلت فعاليات التدريب المشترك "النجم الساطع – 2025"، بمشاركة عدد من الدول، حيث شملت أنشطة القفز الحر بالأعلام فوق الأهرامات، وورش عمل حول الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة والأمن السيبراني، إلى جانب تنفيذ عمليات تطهير كيميائي وتدريبات مشتركة على مكافحة الإرهاب وتأمين المواقع الحيوية، واختتم التدريب بمشروع تكتيكي للرماية بالذخيرة الحية بحضور قادة عسكريين دوليين، وشهد كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان أحمد خليفة الأنشطة الرئيسية والختامية التي أبرزت مستوى الجاهزية والتنسيق بين القوات المشاركة. كما شهد الأسبوع تنفيذ تدريب عملي لقوات الدفاع الشعبي والعسكري بمشاركة محافظات دمياط والدقهلية والمنوفية لتعزيز الاستجابة للكوارث.
وفي الإطار نفسه، كرّم وزير الدفاع عددًا من قادة القوات المسلحة المحالين للتقاعد، وقلدهم وسام الجمهورية تقديرًا لعطائهم، كما التقى بقائد القيادة المركزية الأمريكية براد كوبر، للتباحث حول الأوضاع الإقليمية والتنسيق العسكري الثنائي. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع عن تمديد فترة التقديم للالتحاق بكلية الشرطة حتى 30 سبتمبر لبعض المؤهلات الجامعية، فيما أصدرت الحكومة قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن مواطن التحق بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية دون تصريح مسبق. وفي المقابل، أُعلنت قرارات بمنح الجنسية لـ25 سوريًا من حلب، ما يعكس استمرار سياسة التجنيس المرتبطة بالمساهمة الاقتصادية.
على الصعيد الأمني الداخلي، أعلنت وزارة الداخلية ضبط خمس شركات سياحة غير مرخصة احتيالت على المواطنين عبر الترويج لرحلات حج وعمرة وهمية، إلى جانب ضبط أجنبي يدير شركة بدون ترخيص، متورط في النصب على راغبي الإقامة والسفر. كما قررت محكمة جنايات القاهرة مد إدراج 267 شخصًا، بينهم يوسف القرضاوي، على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات إضافية في قضية أمن دولة عليا. وأعلنت المحكمة الدستورية إحالة أول دعوى للطعن على قانون الإيجار القديم إلى هيئة المفوضين لإعداد التقرير القانوني، ما يمثل بداية مسار قانوني في ملف أثار جدلًا واسعًا.
المحور الاقتصادي
في الفترة من 6 إلى 12 سبتمبر، برزت مجموعة من القرارات والاجتماعات الحكومية والمشروعات الاستثمارية التي تعكس اتساع نطاق التحرك الاقتصادي المصري على المستويين الداخلي والدولي. فقد ترأس رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعات مع ممثلي المجالس التصديرية، حيث أكد مضاعفة المخصصات الموجهة لرد أعباء الصادرات، في إطار سعي الدولة لتحقيق طفرة في الصادرات، تزامنًا مع لقاءاته مع مسؤولين من شركات كبرى مثل "صن ريف سولار" الصينية، التي تعتزم إنشاء مصنع لتصنيع وحدات الطاقة الشمسية بالعين السخنة، و"إعمار مصر" و"سيتي ستارز" لتوقيع اتفاقية مشروع عملاق على ساحل البحر الأحمر باستثمارات 900 مليار جنيه. وشهدت الفترة نفسها إطلاق "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية" لتعزيز دور القطاع الخاص، وفتح المجال أمام شراكات استراتيجية في قطاعات التصنيع والطاقة والبنية التحتية.
على صعيد العلاقات الدولية، صدّق الرئيس عبد الفتاح السيسي على عدد من الاتفاقيات المهمة، أبرزها اتفاق تمويلي إقليمي بقيمة 292 مليون يورو للتعاون بين دول المتوسط، واتفاق قرض ومنحة بقيمة 70 مليون يورو لمشروع صرف صحي بالإسكندرية، واتفاق طيران منتظم مع نيوزيلندا. كما وقّعت مصر وتونس 8 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الشباب، والتجارة، والدبلوماسية، والمشروعات الصغيرة.
في قطاع الطاقة، واصل وزير البترول عقد اجتماعات مكثفة في أستراليا ثم بميلانو على هامش مؤتمر Gastech 2025، لبحث فرص الاستثمارات في التنقيب والإنتاج، تزامنًا مع توقيع اتفاقية مع شركة "بي بي" البريطانية لحفر خمس آبار غاز جديدة بالمتوسط، وتحقيق اكتفاء جزئي عبر الاتفاق على استيراد 14 شحنة غاز مسال في أكتوبر.
في السياق الصناعي، وقّعت "مصر للألومنيوم" مذكرة تفاهم مع "ألومنيوم البحرين" لدراسة إنشاء مصنع تكرير لمادة الألومينا باستثمارات 3 مليارات جنيه، فيما دشنت شركة باكستانية مشروعًا لصناعة الملابس في القنطرة، وأطلقت "سايلون" الصينية مشروعًا لإنتاج إطارات السيارات بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس باستثمارات مليار دولار. كما واصلت المنطقة استقبال شحنات استراتيجية لدعم مشروعات الطاقة والبنية التحتية، ما يعزز جاهزيتها كمركز إقليمي للتجارة.
ماليًا، وقّع البنك المركزي بروتوكولين لدعم طلاب الجامعات المتفوقين والمتضررين من توقف المعونة الأمريكية، وسحب 87.4 مليار جنيه من فائض السيولة لدى 16 بنكًا، في إطار ضبط السياسة النقدية. وتزامن ذلك مع تراجع جماعي لمؤشرات البورصة في 9 سبتمبر بخسائر قاربت 13.7 مليار جنيه. وأخيرًا، دعا صندوق النقد الدولي إلى تنفيذ إصلاحات أعمق، وأعلن إرسال بعثة لمراجعة برنامج الاستقرار الاقتصادي خلال الخريف.
المحور المجتمعي
تصدر الأسبوع وفاة آيات زغلول، آخر مصابي حادث طريق كفر السنابسة الذي أودى بحياة 18 شابًا وفتاة في يونيو الماضي، بعد أكثر من شهرين قضتهم بالعناية المركزة. فيما أعلنت وزارة الأوقاف فتح تحقيق عاجل في واقعة شاب ألقى درسًا مثيرًا للجدل عن المولد النبوي في أحد مساجد الدقهلية، وأكدت عدم انتمائه لها.
امتدت الاحتجاجات العمالية في مصانع السكر إلى سكر الحوامدية، ليصل عدد المصانع المضربة إلى خمسة، وسط مطالب بزيادة الأجور وضم العلاوات المتأخرة، في حين لوّح رئيس القابضة للصناعات الغذائية بخصخصة المصانع. كما أنهى عمال مصنع دشنا إضرابهم تحت ضغوط الإدارة، بينما استمرت احتجاجات إدفو وكوم أمبو. وعلى صعيد آخر، علّق عمال شركة نايل لينين للنسيج إضرابهم بعد جلسة تفاوض شهدت تدخل الأمن الوطني، على خلفية وفاة طفلة عاملة بالشركة إثر رفض إجازة لرعاية ابنتها المريضة.
وفي مجال حقوق الإنسان، ناشد المجلس القومي لحقوق الإنسان الرئيس السيسي بالعفو عن سبعة سجناء يعانون ظروفًا صحية حرجة، أبرزهم علاء عبد الفتاح. وفي جامعة جنوب الوادي، سجلت كلية الطب نسبة رسوب بلغت 61.5%، ما أثار الجدل حول جودة العملية التعليمية. من جهة أخرى، سادت حالة من الغضب في "فنون تطبيقية طنطا" بسبب تأخر افتتاح أقسام جديدة دون تبرير واضح، رغم الالتماسات المتكررة من الطلاب. أما نقابة القراء، فقررت شطب 5 أعضاء ومنح أحدهم حكمًا بالحبس بسبب مخالفات تتعلق بالتلاوة، مؤكدة التزامها بمعايير الأداء النقابي والديني.