خطة الخداع الكبرى.. أسرار جديدة عن حرب أكتوبر في حوار خاص مع اللواء محمود طلحة

التاريخ : الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات

مضامين الفقرة الأولى: أحمد موسى يستعيد كواليس قرار الحرب مع اللواء محمود طلحة

استهل الإعلامي أحمد موسى حلقته بالاحتفاء بذكرى نصر أكتوبر المجيد، مؤكدًا أن ذكرى العبور ستظل رمزًا للعزيمة والتخطيط المصري الدقيق الذي غيّر موازين القوة في المنطقة.

قدم موسى ضيفه اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، مشيرًا إلى خبرته الواسعة في الملفات العسكرية والاستراتيجية ومشاركته مراحل الإعداد لحرب أكتوبر.

طرح موسى سؤالًا حول كيفية اتخاذ الرئيس الراحل أنور السادات قرار الحرب، وكيف تمكنت القيادة المصرية من خداع إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية، ممهّدًا للحديث عن خطة الخداع الاستراتيجي ودور أشرف مروان البارز فيها.

وأكد موسى أن استعادة تفاصيل حرب أكتوبر ليست مجرد استرجاع للذكريات، بل توثيق لبراعة المصريين في التخطيط وإبراز للبطولات التي مهدت للنصر التاريخي في السادس من أكتوبر 1973.
 

مضامين الفقرة الثانية: خطة الخداع الاستراتيجي ودور أشرف مروان

في الجزء الثاني من الحلقة، خصص الإعلامي أحمد موسى مساحة للحديث مع اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، حول أخطر مراحل الإعداد لحرب أكتوبر، وهي خطة الخداع الاستراتيجي التي أربكت إسرائيل وغيرت مسار الصراع العسكري.

أكد اللواء طلحة أن ما نشرته الصحف الإسرائيلية مؤخرًا عن أشرف مروان ليس جديدًا، إذ سبق توثيقه في محاضر لجنة أجرنات الإسرائيلية التي حققت بعد الحرب في أسباب فشل الاستخبارات في توقع الهجوم المصري. وأوضح أن مروان كان المصدر الأكثر موثوقية لدى المخابرات الإسرائيلية قبل الحرب، مما مكنه بذكاء من تمرير المعلومات التي أرادت مصر إيصالها للعدو في التوقيت المناسب.

وأشار إلى أن خطة الخداع الاستراتيجي كانت من أعقد الخطط في التاريخ العسكري الحديث، وامتدت لسنوات قبل اندلاع الحرب، وشارك فيها جميع أجهزة الدولة، المدنية والعسكرية. وهدفت الخطة إلى إرباك العدو وتخفيف الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري على القيادة المصرية، وإخفاء النوايا الحقيقية للجيش المصري بشأن الهجوم المرتقب.

وتضمنت الخطة حوالي 150 إجراءً خداعيًا، شملت بيانات وتصريحات وتصرفات مدروسة لإيهام إسرائيل بعدم قدرة مصر على خوض حرب شاملة. ولعب الرئيس الراحل أنور السادات دورًا بارزًا من خلال إصدار تصريحات متناقضة عن الحرب والعلاقات مع إسرائيل، ما جعل الاستخبارات الإسرائيلية تقع في فخ الاطمئنان الزائف.

وأشار اللواء إلى أن إسرائيل اعتمدت بشكل شبه كامل على المعلومات الواردة من مروان، التي كانت جزءًا من الخطة المصرية المحكمة، قائلاً: "نجح أشرف مروان في أن يكون الصوت المصري داخل إسرائيل لصالح وطنه، مما وضع العدو في حالة ارتباك كامل قبل السادس من أكتوبر."

وأضاف أن محاضر لجنة أجرنات اعتبرت مروان أحد أهم المصادر التي اعتمدت عليها المخابرات الإسرائيلية، دون إدراك أنه يؤدي دورًا مزدوجًا في خدمة وطنه. واختتم حديثه بالتأكيد على أن خطة الخداع الاستراتيجي كانت أحد الأعمدة الأساسية لنصر أكتوبر.

 

مضامين الفقرة الثالثة: تفاصيل الإعداد لحرب أكتوبر

كشف اللواء محمود طلحة، أن الإعداد لحرب أكتوبر كان ملحمة استمرت ست سنوات كاملة، بدءًا من نكسة 1967 وحتى العبور في 6 أكتوبر 1973. وأكد أن هذه السنوات كانت مليئة بالتخطيط والتدريب المستمر في جميع مؤسسات الدولة بهدف استعادة الكرامة وبناء جيش قادر على تحقيق النصر.

وأشار إلى أن خطة الخداع الاستراتيجي كانت من أهم ملامح الإعداد، إذ لم تكن مجرد خطة عسكرية، بل مشروعًا وطنيًا شاملًا شاركت فيه القيادة السياسية والعسكرية والإعلام وأجهزة الدولة كافة. تضمنت الخطة أكثر من 150 إجراءً خداعياً لإقناع إسرائيل بعدم استعداد مصر للحرب، مع إبراز الجيش في موقف دفاعي فقط، بهدف تضليل العدو وتخفيف الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة.

وأوضح اللواء طلحة أن الجيش أجرى أكثر من 300 تجربة عملية على فروع نهر النيل لمحاكاة عبور قناة السويس، شملت كل التفاصيل الفنية والعسكرية، من استخدام خراطيم المياه لتفتيت الساتر الترابي إلى اختبار سرعة إقامة الكباري العائمة وتحريك المدرعات في ظروف مشابهة للمعركة الحقيقية.

ولفت إلى أن القيادة المصرية اعتمدت أسلوب الخداع الذكي، معلنة عن تدريبات روتينية لتغطية التحركات الفعلية، مع التركيز على الجانب الإنساني والمعنوي، إذ كان بناء الثقة داخل الجيش ورفع الكفاءة القتالية والانضباط والصبر للجنود عوامل حاسمة في نجاح الحرب.

 

مضامين الفقرة الرابعة: الموقف الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر

في إطار حواره مع اللواء محمود طلحة، كشف الإعلامي أحمد موسى عن الموقف الإسرائيلي قبيل حرب أكتوبر، موضحًا الغرور الذي سيطر على القيادة الإسرائيلية آنذاك.

أكد موسى أن إسرائيل كانت في حالة من الاطمئنان الزائف، معتقدة أن مصر لن تخوض حربًا جديدة بعد نكسة 1967، وأن تصريحات السادات ما هي إلا لغة تهديد لأغراض سياسية داخلية.

وأوضح اللواء طلحة أن تقارير الاستخبارات الإسرائيلية أشارت إلى أن احتمال الحرب كان ضعيفًا جدًا، وأن القيادة، بقيادة جولدا مائير، اعتقدت أن السادات لا يلتزم بالمواعيد التي يحددها. وأضاف أن هذه الثقة المفرطة نتجت عن خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها المخابرات المصرية ببراعة، مع الدور المحوري لأشرف مروان في تضليل الإسرائيليين وجعلهم يعتقدون أن مصر غير مستعدة للحرب، مما تركهم في حالة غفلة تامة عشية السادس من أكتوبر.

 

مضامين الفقرة الخامسة: الأيام الأخيرة قبل الحرب

انتقل الإعلامي أحمد موسى للحديث مع اللواء محمود طلحة عن الأيام الحاسمة التي سبقت حرب أكتوبر، موضحًا أن الساعات الأخيرة قبل المعركة كانت مليئة بالأحداث الدقيقة والقرارات المصيرية.

أشار اللواء طلحة إلى أن يوم 4 أكتوبر 1973 كان أحد أهم الأيام في مسار الإعداد للحرب، حيث أبلغ الرئيس أنور السادات نظيره السوري حافظ الأسد باقتراب ساعة الصفر، واتفقا على ضرورة إخطار الاتحاد السوفيتي بالعملية، في إطار التنسيق الكامل بين الجبهتين المصرية والسورية.

وفي نفس اليوم، كان أشرف مروان أحد أبطال خطة الخداع يطلب لقاء عاجلًا مع رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي، في خطوة مدروسة ضمن عملية التضليل الكبرى، التي جعلت إسرائيل تظن أن مصر ما زالت بعيدة عن قرار الحرب.

أوضح اللواء محمود طلحة أن الرئيس السادات حرص على أن يبقى موعد بدء الهجوم سرًا شديد الحساسية، لا يعرفه إلا دائرة محدودة من القادة، حتى لا تتسرب أي معلومة قد تفسد المفاجأة الكبرى.

كما كشف عن مكالمة سرية جرت بين السادات والفريق سعد الدين الشاذلي في الرابع من أكتوبر، ناقشا خلالها آخر استعدادات القوات المسلحة، وخطة العبور التي كانت في مراحلها النهائية.

 

مضامين الفقرة السادسة: يوم 6 أكتوبر.. ساعة الصفر وبداية المعركة

انتقل الإعلامي أحمد موسى في حواره مع اللواء محمود طلحة للحديث عن اللحظة الفاصلة في تاريخ مصر يوم السادس من أكتوبر 1973، مشيرًا إلى اليوم الذي سقطت فيه “الغمامة” عن أعين إسرائيل وبدأت ملحمة العبور المجيد.

روى اللواء طلحة تفاصيل الساعات الأولى من المعركة، مؤكداً أن القوات المسلحة المصرية كانت في قمة الجاهزية بعد أربع سنوات من التدريب الدقيق على عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف.

بدأ الهجوم في الثانية ظهرًا بتنسيق بين سلاحي الجو والمدفعية، أعقبه عبور آلاف الجنود المصريين إلى الضفة الشرقية في مشهد بطولي سيظل محفورًا في ذاكرة التاريخ العسكري.

وأوضح اللواء أن من أولى ضربات الجيش المصري الناجحة كانت تدمير مركز الاستخبارات الإسرائيلي في سيناء، مما أربك القيادة الإسرائيلية وأفقدها القدرة على السيطرة في الساعات الأولى.

 

مضامين الفقرة السابعة: ما بعد الضربة.. واعترافات إسرائيلية بالهزيمة

واصل أحمد موسى الحوار بالحديث عن اليوم التالي للمعركة، حيث كشف اللواء محمود طلحة عن ردود الفعل داخل إسرائيل يوم 7 أكتوبر، مشيرًا إلى تصريحات قادة العدو التي عكست صدمة كاملة من حجم المفاجأة المصرية.

ونقل اللواء عن رئيس إسرائيل آنذاك قوله إن “ما حدث يوم السادس من أكتوبر لم يكن في أي حساباتنا العسكرية أو السياسية”، ما يعكس مدى نجاح خطة الخداع المصرية في تضليل أجهزة المخابرات الإسرائيلية كافة.

وأشار أيضًا إلى مذكرات إيلي زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقت الحرب، التي أقر فيها بأن “المصريين خدعونا بالكامل”، وما ورد في محاضر لجنة أجرنات الإسرائيلية التي حققت في أسباب الهزيمة.

وختم اللواء طلحة حديثه مؤكدًا أن خطة الخداع المصرية كانت ضربة قاضية للعقل الاستخباراتي الإسرائيلي، وأن ما تحقق يومها لم يكن صدفة، بل نتيجة تخطيط استراتيجي محكم شاركت فيه كل مؤسسات الدولة، مسجلاً بذلك أحد أهم أعمدة نصر أكتوبر المجيد.