تفاصيل وقف الحرب ودور الوسطاء الحقيقي في اتفاق غزة

التاريخ : الخميس 09 أكتوبر 2025 . القسم : الفضائيات
مضامين الفقرة الأولى: وقاحة الإعلام المصري ورفض حماس التطبيع
استهل جاويش حلقته بالسخرية الشديدة من العناوين التي تنسب لمصر الفضل في وقف الحرب بعد إعلان بدء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، متسائلاً: "كم مرة قالوا مالناش دعوة؟ وكم مرة اتهموا الشعب الفلسطيني بالتهور؟" وأضاف أن الرئيس المصري هو من كان يغلق معبر رفح، وأرسل العرجاني لسرقة أموال الفلسطينيين، وانبطح على نتنياهو، واشترى منهم الغاز رغم أزمة الطاقة، مؤكدًا أن "مصر كانت عظيمة لكن صغّرها السيسي".
ثم تطرق إلى تفاصيل إعلان وقف إطلاق النار، موضحًا أننا لا نعرف الاتفاقات الكاملة، لكن حسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري فقط وافق الجانبان على كل البنود. واستضاف الكاتب والباحث السياسي محمد القيق عبر زوم لمناقشة التفاصيل، حيث أوضح القيق أن "الإعلام الإسرائيلي يضغ صورًا ومعلومات مضللة،والتي منها محاولات إظهار وفدي حماس والاحتلال جالسين معًا وهذا لم يحدث". وشدد على أن حماس دائمًا ما ترفض نظرية الجلوس مع الإسرائيليين لأن دلالة الجلوس هي خطاب سلمي مع إسرائيل للأبد.
وأكد أن حماس لا تبحث عن التمثيل، وأنها "لو كان لديها معادلة الحكم لاعترفت بإسرائيل عام 2006"، ذاكرًا أنه كان ضمن محاولة اتفاقية حينها وشاهدًا على السنوار وهو يقول إنه "مش عايز سلطة". وردًا على سؤال جاويش عن احتمالية مشاركة حماس في احتفالية مع السيسي وترامب، أكد القيق أن "حماس لا تريد أن تأتي وتستبدل السلطة او تنفرد بها"، مضيفًا أن "الترتيب الرسمي يحتاج إلى توافق فلسطيني بينهم وبين عباس و هذا سيكون نوع من انواع التجاوز له".
وحول ما إذا كان هذا وقفًا لإطلاق النارأم وقفًا للحرب، أكد القيق أن الحرب لن تتوقف، وعقلية ناتنياهو في التوسع ما زالت قائمة ، موضحًا أنه يريد الأسرى ثم سيكمل. وعن "الخط الأصفر" جغرافيًا، قال إن "هذه الخطوط بُنيت لراحتهم، وهذا اسمه سياق إعادة الانتشار". وختم بأنه غير متفائل، قائلاً: "التفاصيل خطيرة والشيطان يكمن في التفاصيل، وواضح أن الكثير منها لم يُناقش في شرم الشيخ".
مضامين الفقرة الثانية: انقسام الإعلام الإسرائيلي ومصير أبو شباب
عرض جاويش نماذج من الصحف العبرية تُظهر حالة الانقسام في الإعلام الإسرائيلي حول خطة ترامب، معلقًا على تصريحات أفي أشكينازي رافضا لقولها إن حماس انتصرت، مؤكدًا: "لا، غزة انتصرت وفلسطين انتصرت". وأشار إلى مراسلة القناة الحادية عشرة الإسرائيلية التي قالت: "كنا ننتظر إعلان استسلام حماس"، معلقًا: "وده اللي مجنّنهم، لأن حماس هتطلع و تتصورجنب الرئيس الأمريكي، وده نصر ليهم".
ثم تطرق للحديث عن ياسر أبو شباب، قائلاً: "من الواضح أن الاحتلال تعامل معاه كأنه منديل كلينكس وتخلص منه بعد ما خلص غرضه". وذكر أنهم حاولوا استخدامه كبديل للسلطة ولمّعوه و انه كتب مقالة في وول ستريت جورنال، "لكن أهل غزة كانوا بيبصقوا عليه وعلى مليشياته". وأضاف أن "الاحتلال رفض مطلب أخذ المليشيات إلى معسكرات مغلقة داخل منطقة غلاف غزة لحمايتهم"، مختتمًا بعبارة: "ده مصير كل خاين".
مضامين الفقرة الثالثة: الموقف الأمريكي المنحاز و هوس ترامب بنوبل
استضاف جاويش الصحفي عبد الرحمن يوسف لمناقشة تطورات المشهد الأمريكي، حيث أشار إلى أن ترامب حذّر حماس ولم يحذر إسرائيل، في دليل على الانحياز الواضح، مضيفًا أن ذلك "يعني أنه لا يريد تقديم ضمانات". وأكد أن ترامب "الآن يسعى لنشر حالة النشوى للوصول لنوبل"، خصوصًا أن من أهداف إسرائيل المعلنة "القضاء على حماس بالكامل". البركان ربما يهدأ قليلًا، لكنه لن ينطفئ… كما نشرت نيويورك تايمز.وأكد يوسف أن هذا البركان سينفجر مجددًا ما لم يتحرك الوسطاء الأقوياء، خاصة مصر وتركيا وقطر، بضغط حقيقي ومتناسق كقلب رجل واحد
وعن تصريح ترامب "بلّغت بيبي أن إسرائيل لا يمكن أن تحارب العالم"، أوضح يوسف أن الغرب يريد إنقاذ إسرائيل من نفسها، لأنه لا يرغب في أن يتحمّل تبعات تصرفات الاحتلال أمام شعوبه. وأضاف: قد يضطر الغرب يومًا للتخلي عن إسرائيل، لكنه لا يريد ذلك الآن لأنها أكبر مشروع استعماري واستثماري له في الشرق الأوسط.
أما بخصوص ترشيح ترامب لجائزة نوبل فقال يوسف : "هذا وارد لأن الجهات الليبرالية فعلًا بدأت تُشيد بما فعله ترامب"، موضحًا أن ترامب "في كلتا الحالتين، إن فاز ربما يحاول إبقاء صورته لفترة صغيرة ثم يتغير، وإن لم يفز ربما يفقد صبره ويثور و ربما حتى يفرض عقوبات على اعضاء لجنة الجائزة".
مضامين الفقرة الرابعة: دور الوسطاء الحقيقي في وقف اطلاق النار
استضاف جاويش المحلل السياسي محمد أمين الذي بدأ بالتهنئة عن الانتصار الكبير وملحمة إفشال مشاريع الاحتلال.
وحول المدح الكبير لدور الوسطاء، قال أمين: "لا، هناك حملة ضغط دولي صمود فلسطيني عظيم، فالأوراق التي لعبها المفاوض الفلسطيني هي الأساس"، مضيفًا: "الأشقاء نعم كان لهم دور مقدر، ولكن نؤكد أنه لولا الصمود الفلسطيني لما وصلنا لهذا".
وأضاف أمين أن "تولد قناعة بأن الخطر الإسرائيلي أصبح على المنطقة كلها، ربما يكون زاد من نسبة حراك الحكومات العربية وحذر من نقطة توسع الاتفاقات الإبراهيمية والتطبيع مع الاحتلال.
وعن السيناريوهات القادمة، قال أمين ان الاتفاق هو اتفاق لترامب ولم يرثه عن بايدن، وبالتالي بتقديره لن يسمح لإسرائيل بخرقة حاليا كما اضاف انه من الواضح أن هناك جولة أخرى مع إيران، وهذا استدعى لتهدئة ملف غزة".
بعد أن اختتم جاويش حواره مع الضيف محمد أمين عرض ردود الفعل الدولية على الصفقة، من الاتحاد الأوروبي إلى الدول العربية، مشيرًا إلى أن معظمها رحّب بالاتفاق واعتبره إنجازًا.
بدأ بتوضيح دور الوسطاء الحقيقي، موضحًا أن الولايات المتحدة كانت الضامن الرئيس للاتفاق، بينما تولت مصر الدور الميداني والإشراف على التنفيذ، وقامت قطر بدور الضامن المالي والإنساني، في حين كانت تركيا الضامن السياسي للفصائل. وأضاف أن الوسطاء الأربعة اتفقوا على تشكيل غرفة مشتركة لمتابعة مراحل تنفيذ الاتفاق وضمان استمراره.
و اختتم حديثه موجها انتقادًا حادًا للإعلام المصري، قائلًا إنّه يحاول تضخيم دور مصر في الاتفاق وتصويرها على أنها صاحبة الفضل الأكبر، واصفًا ذلك بـ"الوقاحة". وأضاف أن النظام المصري اعتقل النشطاء، واستغل المعبر لجمع الأموال من الفلسطينيين بما يقارب المليار دولار، ولم يستخدم أوراق الضغط التي كانت بيده وختم بتأكيد: "الفضل الحقيقي يعود الي صمود أهل غزة، والسيسي خادم لإسرائيل".