أولا: المحور السياسي
- شهد المحور السياسي خلال الأسبوع حراكًا دبلوماسيًا تمحور حول إنهاء الحرب على غزة، حيث قاد الرئيس السيسي بالتعاون مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب «قمة شرم الشيخ للسلام» في 13 أكتوبر، بمشاركة قادة 22 دولة إلى جانب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأكدت القمة دعم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 9 أكتوبر وبدء مرحلة إعادة الإعمار، مع الدعوة لعقد مؤتمر دولي في القاهرة خلال نوفمبر بعنوان «التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة». كما أجرى السيسي لقاءات ثنائية مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر والأردن وتركيا، ركزت على تنفيذ الاتفاق وتيسير المساعدات الإنسانية، ودعا إلى دعم أوروبي لتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية لضمان استقرار القطاع. وفي بادرة رمزية، منح السيسي الرئيس الأمريكي قلادة النيل تقديرًا لدوره في التوصل إلى اتفاق وقف الحرب.
- كثّف وزير الخارجية بدر عبد العاطي تحركاته الخارجية، حيث أجرى اتصالات مع نظرائه في الولايات المتحدة وبريطانيا ولبنان وعدة دول عربية وأوروبية لمتابعة ترتيبات القمة ومؤتمر الإعمار، والتقى في القاهرة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لبحث دخول المساعدات. كما زار نيودلهي حيث عقد سلسلة لقاءات مع كبرى الشركات الهندية في مجالات السيارات والأسمدة والدواء والفندقة، لبحث توسيع استثماراتها في مصر ومقايضة الأسمدة بالقمح الهندي، وأشاد المستثمرون بالموقع الاستراتيجي لقناة السويس. وشاركت مصر في اجتماع فني في بريطانيا لبحث آليات تمويل إعادة إعمار غزة ضمن التحضير للمؤتمر الدولي في القاهرة.
- وفي سياق التعاون الاقتصادي، استقبل السيسي قيادات من شركات الطاقة العالمية «أباتشي» و«إكسون موبيل» و«CNCEC» لبحث زيادة استثماراتها في مصر وتوسيع أنشطة الاستكشاف بالبحر المتوسط، بينما تابع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مشروعات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي المصري–السعودي وخطط التحول الأخضر وخفض الانبعاثات. كما تابع ميدانيًا تطوير بحيرة البردويل والعقارات الآيلة للسقوط في الإسكندرية ومشروع جزيرة الوراق، وعقد اجتماعات بشأن التجهيز لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُنتظر أن يكون حدثًا عالميًا يبرز الهوية الحضارية لمصر.
- وفي ملف المياه، شدد السيسي خلال افتتاح «أسبوع القاهرة الثامن للمياه» على أن نهر النيل قضية وجودية تمس حياة أكثر من مئة مليون مواطن، محذرًا من النهج الإثيوبي غير المسؤول في إدارة السد، وأكدت وزارة الري تطوير مفيض توشكى لتعزيز قدرة مصر على مواجهة الفيضانات. كما شهدت الوزارة توقيع اتفاقيات تعاون بحثي وتدريبي مع هولندا والسعودية لتعزيز الأمن المائي والتكنولوجيا المستخدمة في تحلية المياه وإعادة الاستخدام.
- داخليًا، أصدر السيسي قرارًا بتعيين مئة عضو جديد في مجلس الشيوخ تمهيدًا لانعقاده في 18 أكتوبر، وأقر البرلمان نهائيًا قانون الإجراءات الجنائية بعد إعادة النظر في بعض مواده بناءً على ملاحظات رئاسية.
- على الصعيد الخارجي، أدانت مصر الهجوم على مركز لإيواء النازحين في الفاشر بالسودان، وقدمت تعازيها لقطر والمكسيك في حوادث منفصلة، كما أعلنت وزارة الخارجية فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2026–2028 بحصولها على 173 صوتًا، وأكد الوزير عبد العاطي خلال رئاسته الاجتماع الوزاري للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان استمرار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية والتزام الدولة بتوصيات المراجعة الدولية.
ثانيا: المحور الأمني
- في المحور الأمني، أعلنت وزارة الداخلية ضبط خمس شركات غير مرخصة لإلحاق العمالة بالخارج بمحافظة المنوفية، بتهم النصب على المواطنين، كما أصدرت قرارات بالسماح لـ 79 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية، ورد الجنسية لـ 23 آخرين، مع إسقاطها عن 4 نتيجة التجنيد الأجنبي دون إذن، إضافة إلى إبعاد شخص سوداني وآخر فلسطيني لأسباب تتعلق بالصالح العام.
- فيما افتتحت وزارة الداخلية مركز إصلاح وتأهيل جديد في أبو زعبل، ضمن خطة تطوير منظومة السجون. وفي سياق آخر، وقعت إدارة الحرب الكيميائية بروتوكول تعاون مع هيئة المحطات النووية لتبادل الخبرات وتوظيف الإمكانات التقنية في مجالات توليد الطاقة.
- على صعيد الحوادث، توفي ضابط شرطة في الأقصر إثر أزمة قلبية خلال عمله، كما أعلنت السفارة القطرية بالقاهرة وفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري في حادث مروري بشرم الشيخ، وهو ما أعقبه إعلان مصري رسمي للتعازي. كما شهدت منطقة الهايكستب انفجارًا محدودًا داخل ورشة ذخيرة أثناء تفكيك مخلفات قديمة، دون وقوع خسائر بشرية، بينما شهد محيط السفارة المصرية في تل أبيب إطلاق نار من الشرطة الإسرائيلية على سيارة مشبوهة، دون إصابات، ولاتزال التحقيقات جارية.
- عسكريا، شهد وزير الدفاع الفريق أول عبد المجيد صقر حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية بحضور نائب قائد الجيش الوطني الليبي صدام حفتر، ضمن مسار التعاون العسكري المستمر بين البلدين. كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي استئناف مهمة مدنية لمراقبة معبر رفح بدءًا من 16 أكتوبر، في سياق دعم جهود تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ثالثا: المحور الاقتصادي
- في المحور الاقتصادي، أعلنت شركة TCM عن مشروع التاكسي الطائر بقيمة 5 مليارات جنيه بالتعاون مع شركة طيران أبوظبي، فيما تستعد الحكومة لتشغيل القطار السريع في 9 نوفمبر، مع خطة لجذب شركة "سيمنز" لتصنيع عرباته محليًا. في السياق ذاته، تم توقيع اتفاق لتطوير مشروع الربط الكهربائي مع أوروبا عبر إيطاليا، كما أعلن الرئيس السيسي الموافقة على اتفاقية السوق العربية المشتركة للكهرباء.
- كما بدء تشغيل سفينة التغويز "إنرغوس وينتر"، وتصدير شحنة غاز إلى إيطاليا عبر شركة شل، وتوقيع عقود جديدة مع "بي بي" لحفر آبار في البحر المتوسط بدءًا من 2026، إضافة إلى خطة لحفر 480 بئرًا باستثمارات 5.7 مليار دولار خلال 5 سنوات. وناقش وزير البترول في لندن وواشنطن مع شركات عالمية توسعات كبرى، منها شل، بي بي، شيفرون، وتوتال. كما أُعلن عن تعاون مع الإمارات في كفاءة الطاقة، وخطط لمحطة تسييل غاز في بورسعيد، وتمويل مشروعات عبر شراكات أوروبية بقيمة 4 مليارات يورو.
- خفضت رسوم تراخيص شركات الأسمنت بنسبة 50%. كما تم الإعلان عن إنشاء مصانع جديدة في العين السخنة وبرج العرب والسادات باستثمارات تركية وهندية، إلى جانب إعادة تشغيل مصنع بلوكات الأنود بالعين السخنة بعد توقف عامين. وتم توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب الصيني لتعزيز الرقابة على المؤسسات العابرة للحدود. كما تم تخصيص 90 مليار جنيه لدعم القطاعات الإنتاجية بفائدة لا تتجاوز 15%.
- كما استقبلت قناة السويس والمنطقة الاقتصادية المحيطة بها وفودًا سويسرية وهولندية رفيعة المستوى، وأعلنت عن إنشاء مصنع أقمشة ومنتجات إلكترونية، مع تأكيد أهمية المنطقة كمركز للتجارة الدولية.
رابعا: المحور المجتمعي
- أعلنت الحكومة عن بدء تقديم طلبات قانون الإيجار القديم عبر منصة مصر الرقمية، وتم مد فترة التصالح في مخالفات البناء لستة أشهر إضافية. كما قرر مجلس الوزراء تخصيص تأشيرات للطلاب السودانيين الحاصلين على منح، بينما أعلنت وزارة العمل تسهيلات لتقنين أوضاع العمالة السودانية وتوفير برامج تدريبية لهم. وفي ملف التعليم، طالب أولياء أمور طلاب جامعة الأقصر الأهلية بحل أزمة إيقاف قيد أبنائهم، بينما ناشدت 103 أسر بالشرقية المحافظ التدخل بعد قرار إزالة منازلهم، وسط مخاوف من التشرد.
- في جانب الرقابة، ثبتت مخالفة 12 مدرسة بممارسات احتكارية في بيع الزي المدرسي، وأعلن جهاز حماية المنافسة اتخاذ إجراءات قانونية بحقها. كما استغاث أهالي قرية كوم يعقوب بسبب كسر في خط مياه رئيسي دون إصلاح. بينما أصدر الهلال الأحمر بالقليوبية بيانًا يحذر فيه من إزالة مقره الحيوي ببنها في إطار تطوير كورنيش النيل.
- كما نظم العاملون المؤقتون بالصحف القومية اعتصامًا بنقابة الصحفيين للمطالبة بتفعيل قرارات تعيينهم، وفي الجامعة الأمريكية، نظم الطلاب مظاهرة حاشدة رفضًا لاستضافة دبلوماسي أمريكي مؤيد لإسرائيل، ما اضطره إلى مغادرة الحرم الجامعي، في تعبير عن الغضب الشعبي من الموقف الغربي تجاه غزة.
خامسا: رصد الفضائيات
شهد الأسبوع تغطية من الإعلام المصري للأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية، مع تركيز واضح على دور مصر في الوساطة والحفاظ على الأمن الإقليمي، بالإضافة إلى متابعة مستجدات القضية الفلسطينية وجهود إعادة إعمار غزة. ركّز إعلام الداخل على الإنجازات الدبلوماسية والثقافية لمصر، والقدرة على إدارة قمة شرم الشيخ، وجهود الحكومة في التنمية والاقتصاد، وتعزيز دور مصر في الوساطة لتحقيق السلام واستقرار المنطقة، بينما سلّط إعلام المعارضة الضوء على محدودية الدور المصري مقارنة بصمود المقاومة الفلسطينية، وانتقد سياسات الحكومة الداخلية، مع التركيز على الانتهاكات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، والتهديدات الإقليمية والضغوط الدولية.
- الإعلام الرسمي للدولة
- ركّز على جهود مصر في الوساطة ووقف الحرب، مع متابعة تحركات الرئيس في شرم الشيخ والتأكيد على دور مصر في الحفاظ على أمن الحدود وحقوق الفلسطينيين.
- شدد على الحوار الوطني واستمرار خطوات الإصلاح السياسي، مع الدعوة لعودة النشطاء وتعزيز الثقة بين السلطة والمعارضة، رغم تجاهل أسباب تراجع المشاركة السياسية.
- أبرز الإنجازات الدبلوماسية والثقافية لمصر، مثل فوز الدكتور خالد العناني برئاسة اليونسكو، وفوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان، مع التأكيد على مكانة مصر على المستوى الدولي.
- تناول دور الإخوان وإسرائيل، مشيرًا إلى أنهما يمثلان وجهًا واحدًا لعمل موحد، مع التأكيد على تأثيرهما السياسي السلبي المتزامن في المنطقة.
- تناول مشاريع التنمية ودعم الاقتصاد، مثل تحسين أوضاع المعلمين، تطوير الطاقة والتعدين، وجذب الاستثمارات، مع إبراز استمرارية خطط الإصلاح الاقتصادي رغم التحديات.
- ركّز على القدرة على إدارة قمة شرم الشيخ باحترافية، ودور مصر في توقيع الاتفاقيات الدولية والإقليمية، مع إشادة دولية بحضور القادة ووسائل الإعلام.
- أشار إلى دور مصر في إعادة إعمار غزة وضمان وصول المساعدات للمستحقين، مع متابعة جهود التهدئة واستقرار المنطقة.
- سلط الضوء على الأمن المائي المصري، تحديات سد النهضة، والمشاريع الكبرى لضمان الأمن الغذائي والاستدامة.
- أبرز الإنجازات العسكرية والتعليمية، مثل تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية وإظهار كفاءتها وانضباطها.
- إعلام المعارضة
- أكد أن صمود المقاومة الفلسطينية هو السبب الرئيسي لوقف الحرب، مع انتقاد محدودية الدور المصري والمبالغة الإعلامية في نسب الفضل للقاهرة.
- ركّز على غياب الحياة الحزبية الحقيقية والانقسامات داخل المعارضة، وتأثير "ثقافة الزعيم" على المشهد السياسي.
- تناول تدهور الأوضاع المعيشية والنفسية للشباب، مع إبراز مبادرات التضامن الشعبي مع غزة، وانتقاد غياب سياسات اجتماعية فعالة.
- انتقد إدارة المعابر والمساعدات، وفضح استغلال بعض المسؤولين المصريين للمساعدات الإنسانية، مثل قضية إبراهيم العرجاني بمعبر رفح.
- سلط الضوء على جرائم التعذيب والقتل في أقسام الشرطة، وانتقد غياب التحقيقات وتحميل المسؤولية للنيابة العامة.
- ناقش الاستقرار الإقليمي وتأثير الدعم الأمريكي على المنطقة، مثل الصراع داخل الأسرة الحاكمة الإماراتية ومستقبل نتنياهو، وانحياز ترامب لإسرائيل.
- تناول فشل الهدنة والانتهاكات الإسرائيلية، مع انتقاد الصمت العربي ودور مصر في غلق معبر رفح.
- ركّز على النفوذ الخفي وراء السياسات الأمريكية والإسرائيلية، والتضخيم الإعلامي لصورة النظام المصري و"الزعيم المنقذ" وسط أزمات حقوق الإنسان والاقتصاد.
- أبرز نجاحات الفلسطينيين وأبطال كتائب القسام، الإفراج عن الأسرى، مع انتقاد عرض القمة باعتبارها استعراضية أكثر من كونها سلامًا حقيقيًا.
- تناول التهديدات المستمرة واستئناف الحرب المحتمل من قبل إسرائيل، مع تحذير من تزييف الرواية الإعلامية حول استشهاد الصحفيين.