مؤشرات الأسبوع
- تكشف كثافة التحركات الرئاسية والدبلوماسية عن إدراكٍ مستمر بأن البيئة الإقليمية في مرحلة سيولة عالية، ومن ثم فإن الأولوية هي لاحتواء المخاطر ومنع فرض ترتيبات إقليمية على حساب المصالح المصرية، خاصة في غزة والسودان ليبيا. أي أن التحركات المصرية في أغلب الأحيان ذات طابع وقائي، ولا تستهدف إطلاق مبادرات أو تغيير معادلات.
- يسير التعاون العسكري مع تركيا، بخطى حذرة لكن متراكمة، ما قد يفضي إلى تحول نوعي في شبكة الشراكات الدفاعية المصرية. وبالإضافة للانخراط المصري في مشروع المقاتلة الشبح التركية، وافتتاح مكاتب لشركات تسليح تركية في مصر، فإن التعاون العسكري مع قطر لا يمكن فصله عن هذا السياق، بالنظر لشراكة قطر مع تركيا في عدة مشروعات دفاعية. ويعكس القلق الإسرائيلي المعلن إدراك تل أبيب تداعيات تطور شراكة دفاعية مصرية تركية على توازنات المنطقة، خاصة في ظل وجود قلق إسرائيلي على وقع مراقبة وتيرة رعادة تسلح الجيش المصري خلال السنوات الماضية، ثم الانتشار العسكري في سيناء.
- احتجاجات العمال، وأزمات الأجور، ورفع إيجارات أراضي الأوقاف والزراعة، تمثل حلقة جديدة ضمن تراكم مستمر من اختلالات في العلاقة بين النظام السياسي وشرائح اجتماعية متنوعة. ورغم احتواء بعض التحركات مؤقتًا، إلا أن استمرار هذه الضغوط يظل مرجحا، ومن ثم فإن البعد الاجتماعي سيظل أحد أبرز محفزات الضغط السياسي، خاصة إذا تراجعت قدرة الحكومة على الاستجابة المالية والإدارية.
- أظهر الارتباك الواسع في إدارة المشهد الانتخابي حدود قدرة النظام السياسي على تحويل الاستقرار المؤقت المبني على السيطرة الأمنية إلى مسار أكثر استدامة يستند لقدر من الشرعية السياسية. يفرض ذلك تحديا مستمرا عند الأخذ في الاعتبار أن لدى النظام خططا قادمة، مثل تعديل الدستور لضمان بقاء السيسي في الحكم، وهي خطوة، وإن كانت مرجحة، فإنها تتطلب تهيئة سياسية واجتماعية، وليس استنفارا أمنيا فحسب. كان المفترض أن تكون الانتخابات البرلمانية خطوة تمهيدية في تلك التهيئة، لكنّها ربما أضافت عبئا جديدا.
أولا: المحور السياسي
- استقبل الرئيس السيسي المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، وأكد دعم مصر لاستقرار ليبيا ورفض التدخلات الخارجية، وتناول اللقاء أهمية التنسيق حول الوضع في السودان. كما تلقى السيسي اتصالًا هاتفيًا من ملك البحرين حمد بن عيسى، أكدا خلاله ضرورة وقف الحرب في غزة، ودعم خطة السلام وتنفيذ قرار مجلس الأمن.
- كما تابع السيسي مع رئيس الوزراء ووزير التعليم تطوير منظومة التعليم، حيث تم إدراج مادة الذكاء الاصطناعي والبرمجة للصف الأول الثانوي، والتوسع في المدارس اليابانية لتصل إلى 500 مدرسة، إلى جانب دعم التعليم الفني ومدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتشديد مكافحة الغش وتوفير حوافز للمعلمين. كما استقبل الرئيس وفدًا من خبراء التعليم اليابانيين، الذين أكدوا التزامهم بدعم التجربة المصرية، وجرى الاتفاق على توسيع الشراكة التعليمية بين البلدين.
- شارك وزير الخارجية بدر عبد العاطي في منتدى الدوحة، وعقد 14 لقاءً ثنائيًا مع وزراء خارجية ومسؤولين من النرويج، تركيا، قبرص، قطر، كندا، إيران، والصومال، إضافة إلى رئيس وزراء قطر، المبعوث الأمريكي لسوريا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون. تمحورت اللقاءات حول تطورات الوضع في غزة، ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2803، دعم إعادة الإعمار، رفض التهجير، وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد، الأمن، الرقمنة، العمالة، والطاقة. كما شارك عبد العاطي في جلسة حول الصومال، شدد خلالها على دعم وحدة البلاد ورفض التنافس الإقليمي.
- في السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية ترحيبها بتجديد ولاية الأونروا بعد تصويت 151 دولة بالأمم المتحدة، مؤكدة أهمية التمويل المستدام للوكالة، وهو ما أيده الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي حذر أيضًا من اقتحام إسرائيل لمقر الأونروا بالقدس.
- وأكد وزير الخارجية، في اتصالاته مع نظيره الأمريكي والأمين العام للأمم المتحدة، ضرورة تنفيذ خطة سلام شرم الشيخ ونشر قوة استقرار في غزة، مع الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية. كما التقى وفودًا أوروبية وأمريكية، بينها اللجنة اليهودية الأمريكية، وناقش دعم حل الدولتين ورفض تهجير الفلسطينيين.
- داخليًا، تواصل الحكومة عقد اجتماعات برئاسة مصطفى مدبولي شملت قطاعات التعليم العالي، الصحة، الاتصالات، الزراعة، التصالح وتقنين الأراضي، وتوفير السلع الغذائية. تم استعراض مشروعات جديدة مثل تطوير معهد ناصر ليصبح مدينة طبية متكاملة، وإنشاء صوامع لتخزين القمح بالتعاون مع "بلومبرج جرين"، وإنشاء مستشفيات وأدوية في "المثلث الذهبي"، ومشروع التتبع الدوائي الوطني.
- برلمانيًا، بدأت إعادة التصويت في 30 دائرة ملغاة من المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب يومي 10 و11 ديسمبر، وسط إشراف قضائي ومتابعة دولية. شهدت بعض الدوائر، خاصة في الجيزة، محاولات شراء أصوات مقابل مبالغ مالية، ما دفع الهيئة الوطنية للانتخابات للتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة. كما ألغت المحكمة الإدارية نتيجة دائرة بالدقهلية بسبب أخطاء حسابية، وأيدت 211 طعنًا في دوائر أخرى. لوحظ عزوف ملحوظ عن التصويت في بعض الدوائر.
- وفي المشهد الحزبي، شهد حزبا الوفد والجبهة الوطنية اضطرابات داخلية. ففي الوفد، اشتد التنافس على رئاسة الحزب المقررة في يناير 2026، وسط خلافات على تعديل اللائحة. أما حزب الجبهة، فشهد استقالات جماعية وفصل أحد مرشحيه في الأقصر بدعوى الخروج عن الالتزام الحزبي.
ثانيا: المحور الأمني
- التقى رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أحمد خليفة نظيره القطري الفريق جاسم المناعي في 6 ديسمبر، وجرى توقيع محضر اللجنة العسكرية المشتركة لتوسيع التعاون العسكري بين البلدين.
- وفي سيناء، تمكنت قوات حرس الحدود من تفكيك مصنع للمخدرات بقيمة تجاوزت 2 مليار جنيه، وضبط أسلحة على الحدود الغربية، ومعدات تنقيب عن الذهب جنوبًا. كما التقى وزير الدفاع عبد المجيد صقر بمقاتلي حرس الحدود وكرم المتميزين، وشهد مناقشة بحث استراتيجي بالأكاديمية العسكرية حول تنمية الوعي المجتمعي.
- في سياق إقليمي، أعربت إسرائيل عن قلقها من تعمق التعاون العسكري المصري التركي، خاصة بعد انضمام مصر رسميًا لتطوير المقاتلة الشبح "KAAN"، وافتتاح شركة أسيلسان التركية مكتبًا في مصر.
ثالثا: المحور الاقتصادي
- استقبلت وزيرة التخطيط رانيا المشاط ووزير الاستثمار حسن الخطيب بعثة صندوق النقد الدولي، حيث تم استعراض مؤشرات النمو الاقتصادي الإيجابية، وخطط دعم القطاع الخاص وتعزيز التصدير، فيما التقى الخطيب أيضًا بعدد من الوفود الاستثمارية، منها اتحاد المستثمرات العرب ومجموعة "أبو غالي موتورز".
- على صعيد الطاقة، أجرى وزير البترول كريم بدوي زيارات واجتماعات موسعة بالسعودية وشركات التعدين والبترول، ووقّع اتفاقيات جديدة، من ضمنها صفقة بـ30 مليون دولار لحفر 4 آبار. كما أُعلن عن اكتشافات غازية جديدة، أبرزها من شركة دانة غاز في العريش باحتياطي يصل لـ25 مليار قدم مكعب، وشحنات تصدير جديدة إلى أوروبا وتركيا، بينما خفّضت مصر وارداتها من الغاز بنسبة 56%. وبدأت "إيني" التحضير لحفر بئر جديدة قرب حقل "ظهر"، واستمرت المفاوضات مع إسرائيل لتعديل أسعار صفقة الغاز القائمة.
- تم توقيع 6 اتفاقيات مع البنك الأوروبي لدعم الكهرباء والاستثمار الخاص، ووقّعت وزيرة التخطيط مذكرة مع UNDP لتعزيز السياسات المبنية على الأدلة، فيما أطلقت الرقابة المالية حزمة تنظيمية لضبط تمويل المشروعات الصغيرة.
- على المستوى النقدي، ارتفع احتياطي النقد الأجنبي إلى 50.2 مليار دولار، وانخفض الدين الخارجي بـ4 مليارات دولار. وأعلن وزير المالية عن خفض دين الموازنة للناتج المحلي بـ11% خلال عامين. كما التقى محافظ البنك المركزي بعدد من المسئولين الماليين في أبوظبي، داعيًا لتعاون دولي لمواجهة مخاطر الأصول الرقمية.
- وفي إطار التعاون الدولي، شهدت مصر توقيع اتفاقيات مع البنك الأوروبي، بنك الاستثمار الأوروبي، ولقاءات مع سفيري كوريا وبريطانيا لتعزيز استثمارات الطاقة. وتستعد البلاد لحفر 26 بئرًا استكشافية جديدة مطلع 2026، وطرحت مناقصة لاستيراد 100 شحنة غاز بقيمة 5.4 مليار دولار. كما يجري الإعداد لزيارة وفد استثماري مصري إلى سوريا للمشاركة في إعادة الإعمار.
- أخيرًا، أعلنت الحكومة خططًا لإنشاء 7 مناطق حرة جديدة باستثمارات 6.5 مليار دولار، ودعم محطة الضبعة النووية بـ510 ملايين جنيه لربطها بالشبكة.
رابعا: المحور المجتمعي
- نظم عمال شركة مياه الشرب بالقاهرة وقفات احتجاجية متزامنة في مناطق متفرقة للمطالبة بصرف العلاوات المتأخرة منذ 2016 وتثبيت المؤقتين، بعد تجاهل الإدارة وعدم وضوح الجدول الزمني. وفي أسوان، أنهى عمال مطحن ناصر احتجاجاتهم بعد تعهد بدراسة مطالبهم، بينما تلقى عمال "مفكو حلوان" إنذارات بالفصل بعد شكواهم من عدم تطبيق الحد الأدنى للأجور.
- تفجرت أزمة رفع إيجارات أراضي الأوقاف والزراعة إلى 48 و54 ألف جنيه، مما أثار احتجاجات واسعة من الفلاحين الذين طالبوا بإعادة التقدير العادل.
خامسا: البرامج الفضائية
شهد الخطاب الإعلامي – الرسمي والمعارض – خلال الفترة الأخيرة تباينًا حادًا في قراءة المشهدين السياسي والاقتصادي والإقليمي. ففي الوقت الذي ركّز فيه الإعلام الرسمي على عرض التطورات من زاوية دعم الدولة ومواجهة الشائعات والدفع بمشروعات التنمية، قدّم الإعلام المعارض سردية مغايرة ركّزت على السياسات القمعية، وتداعيات الحرب في غزة، والتحولات في سوريا، والضغوط الاقتصادية الداخلية. وبين الخطابين، برزت ملفات الأمن القومي، الاقتصاد، الرياضة، العلاقات الدولية، ودور التكنولوجيا في الأمن والمعلومات.
الإعلام الرسمي
- رفض مصر القاطع لخطط التهجير عبر معبر رفح وتأكيد أن القاهرة ثابتة على موقفها من حماية الأمن القومي وعدم السماح بفرض حلول على حساب الفلسطينيين أو سيناء.
- تغطية تطورات الملف السوري من منظور إقليمي رسمي عبر التركيز على إعادة تقييم واشنطن لقانون قيصر، وإمكانية إدماج سوريا تدريجيًا في مسارات سياسية واقتصادية جديدة.
- التطور في الصناعات الدفاعية والمدنية عبر مصنع قادر، بما يشمل إدخال الروبوتات، تحديث خطوط الإنتاج، دعم البحث العلمي، وزيادة القدرة التصديرية.
- عرض رؤية أحمد أبو الغيط حول النظام العالمي الجديد وتأكيده أن العالم يتجه إلى صراع ثلاثي بين أمريكا والصين وروسيا، مع توسع البريكس وتأثير التكنولوجيا في موازين القوة.
- التوقعات الاقتصادية المتفائلة بخفض الفائدة وتحسن النمو، مع الإشارة إلى تقارير دولية مثل تقرير فيتش الذي رفع نمو الاقتصاد المصري إلى 5.2%.
- تحذيرات من التضخم وارتفاع الدين الخارجي، مع مناقشة عجز الكهرباء واحتمال رفع أسعارها وأزمات العقارات والسيارات وتراجع تنافسية السياحة.
- ملف الإخوان من زاوية تلفيق اتهامات لمصريين في الخارج ومحاولات تشويه الدور المصري في غزة، مع الإشارة إلى مراجعة بريطانية محتملة لتصنيف الجماعة.
- دور بريطانيا في فترة دستور 2012 وتأكيد أن النصوص جاءت جاهزة من مكتب الإرشاد وفق تصريحات جورج كلوني حول مشاركة أمل علم الدين.
- السيناريوهات الدستورية للبرلمان بين التأجيل بسبب الطعون أو الانعقاد في موعده، والتأكيد على تأثير المشاركة الشعبية.
- جهود الحكومة في مشروعات الإسكان والمدن الجديدة مثل "سكن لكل المصريين" و"حياة كريمة"، وإحياء تراث القاهرة.
- تطوير الصناعات الدفاعية والمدنية عبر مصنع قادر، وإدخال الروبوتات والتقنيات الحديثة في الإنتاج والتصدير.
- التأكيد على مواجهة الشائعات باعتبارها خطرًا على استقرار الدولة، والدعوة إلى لجان متخصصة للرد السريع وضبط المعلومات.
- أداء المنتخب المصري وأزمات الأندية مع التحذير من فقدان الزمالك لأرضه وتناول خطة تطوير الأهلي، إضافة إلى تسليط الضوء على وفاة الطفل يوسف في بطولة السباحة.
- ركّز الإعلام الرسمي على وفاة الطفل يوسف خلال بطولة السباحة بسبب الإهمال، مع إبراز تحرك النيابة واستدعاء مسؤولي اتحاد السباحة ومحاسبة المقصرين.
- إدراج "الكشري" ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي كعنصر من عناصر الهوية المصرية، وتسليط الضوء على أهمية حفظ التراث وتعزيزه.
الإعلام المعارض
- محاولات إسرائيل تهجير سكان غزة عبر "رفح الخضراء" وفرض مناطق ملونة، وتأكيد رفض مصر للتهجير القسري رغم الضغوط.
- تحركات أمريكية–إسرائيلية لإضعاف حزب الله جنوب لبنان ضمن إدارة للفوضى الإقليمية في المنطقة.
- سوريا بعد سقوط الأسد: انتقال سياسي سريع، إعادة تنظيم الجيش، وخطر بقايا النفوذ القديم عبر الميليشيات والشبكات الإلكترونية.
- برنامج التجسس الإسرائيلي "علاء الدين" وتحذير من بيعه لدول عربية بينها مصر دون حماية المواطنين من المراقبة.
- أزمة الأردن مع الاحتلال وربط حجب المياه وبناء الحواجز بسياسة إذلال مشابهة للضغط على مصر في ملف الغاز.
- إعادة تضخيم فيديو كلوني من الإعلام المصري والإماراتي والإسرائيلي لربطه بدستور الإخوان، بهدف تشويه دوره في المحكمة الجنائية ضد نتنياهو.
- زيارة المستشار الألماني لإسرائيل وإهانته على يد نتنياهو، واعتبار ذلك إشارة على ضعف أوروبا وتنامي النفوذ الإسرائيلي.
- القمع الداخلي في مصر عبر اقتحام منزل الإعلامية قصواء الخلالي واعتقال شقيقها، ووصف ذلك بتصفية الإعلام المستقل.
- الضغوط الاقتصادية في مصر وارتفاع التضخم، وتوسّع الدولة في الاقتراض، وغياب الشفافية في الهيئات الاقتصادية.
- خروج مصر من كأس العرب باعتباره نتيجة منظومة رياضية تُدار أمنيًا، وليس مجرد إخفاق كروي، مع ربطه بالتحكم الإعلامي وصناعة الرواية الرسمية.