مستقبل غزة معلّق: ضغوط دولية ورفض إسرائيلي للحلول السياسية
ملخص الحلقة:
تناول الإعلامي كمال ماضي التصعيد الإسرائيلي المستمر في غزة بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال، الذي اغتال أحد قياديي حماس بناء على أوامر مباشرة من نتنياهو. مشيرًا إلى الفشل الأمريكي في كبح منطق القوة الإسرائيلية. كما أشار إلى التوترات بين واشنطن وتل أبيب بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وسط شكوك حول نية إسرائيل الالتزام به. من جهتها، شددت حماس على خروقات الاحتلال، بينما انتقدت الإدارة الأمريكية تصرفات نتنياهو، وهو ما أسفر عن تحرك فرنسي لإحياء دور الاتحاد الأوروبي في القضية الفلسطينية. في ظل هذه الضغوط الدولية، بقي مستقبل غزة معلقًا بين الصراع العسكري ومساعي الحل السياسي.
من جهة أخرى، أكد المحللون أن دوافع نتنياهو لا ترتبط بالضغوط الخارجية بل بـ "البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة"، عبر سياسة "خلق العدو" وتوتير الأجواء الإقليمية، متجاهلاً قضايا الفساد التي يواجهها. ورغم رسالة ترامب الغاضبة، أكد أحمد ناجي قمحة أن هذه الرسائل "ليست بكافية"، ويجب أن تترجم إلى تدخل حاسم على الأرض، مشدداً على أن الدور المصري هو الأساس لحماية القضية عبر "الصبر الاستراتيجي". في المقابل، أوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق ريتشارد شميرر أن نتنياهو يعتمد على استمرار الحرب كوسيلة للتهرب من المساءلة عن أحداث 7 أكتوبر.
مضامين الفقرة الأولى: غضب أمريكي وتحدي نتنياهو: هل تنهار خطة غزة أمام التصعيد الإسرائيلي؟
استهل الإعلامي كمال ماضي الحلقة برسالة غاضبة، حيث وجه اللوم للبيت الأبيض إثر خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث استهدف جيش الاحتلال وأغتال أحد قياديي حماس بأوامر مباشرة من نتنياهو ووزير دفاعه. وقد أثار هذا التصعيد تساؤلات حيوية حول فعالية "رسائل الغضب الأمريكية" لوقف آلة القتل الإسرائيلية، التي أودت بحياة 393 شهيداً منذ بدء الهدنة. وأكدت حماس أن الاحتلال خرق كافة بنود الاتفاق، مما كشف عن تحول مدينة غزة مجدداً إلى ساحة لعمليات جيش الاحتلال المتجددة، وهو ما يُعد فشلاً لوقف إطلاق النار وعجزاً أمريكياً عن كبح "منطق القوة" الإسرائيلي.
وفي تقرير عرض خلال الحلقة، تناول تحول مدينة غزة مرة أخرى إلى ساحة مفتوحة لعمليات جيش الاحتلال، مع تجدد الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع. هذا التصعيد يكشف عن فشل وقف إطلاق النار وعجز أمريكي في كبح منطق القوة المزعومة الإسرائيلية.
على الصعيد السياسي، فجرت التطورات الأخيرة توترًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث أرسلت إدارة ترامب رسالة شديدة اللهجة إلى نتنياهو، محذرة من أن استمرار الضربات الإسرائيلية يهدد مسار خطة غزة. وتزامن ذلك مع تحرك المبعوث الأمريكي لاختبار استعداد نتنياهو للتجاوب مع المرحلة المقبلة، وسط شكوك في واشنطن بشأن جدية الحكومة الإسرائيلية في التزامها. من جانبه، أكد نتنياهو استقلال القرار الإسرائيلي، في تحدٍ مباشر للضغوط الأمريكية. وأوروبيًا، قادت فرنسا تحركًا لافتًا عبر اقتراح وزير خارجيتها بإطلاع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على تفاصيل خطة ترامب، لاستعادة دور مؤثر لأوروبا في مستقبل غزة. وبين غضب أمريكي ورسائل إسرائيلية صلبة وطموح أوروبي متجدد، يبقى مستقبل غزة معلقًا بين منطق الخطة ومنطق النار.
مضامين الفقرة الثانية: الصراع الديني ورفض المرحلة الثانية: الأجندة الإسرائيلية تُعطّل خطة غزة رغم العزلة الدولية
أكد خبير الشؤون الإسرائيلية، الدكتور خليل بوكرش، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي كمال ماضي أن جوهر التوتر الحالي يعود إلى استناد الحكومة الإسرائيلية إلى "الرواية الدينية"، وتوظيفها لخدمة أهداف سياسية وتصوير الصراع على أنه حرب دينية، وهو نهج خطير تدعمه شخصيات مثل نتنياهو وسموتريتش وبن غفير. وعلى الرغم من الدعم المطلق الذي يقدمه الغرب لأمن إسرائيل، فإن إسرائيل "لا تسرع في الدخول إلى المرحلة الثانية" من الاتفاق، وترفض التنازلات المطلوبة. وكشف بوكرش عن رفض إسرائيل القاطع لتشكيل قوة دولية محايدة في غزة، وإصرارها على أن تكون أي قوة دولية "قوة اشتباك مع حماس" ومتوافقة مع أجندتها العسكرية، مشيرًا إلى أن العودة الأخيرة للقصف تُظهر أن إسرائيل تستخدم وقف إطلاق النار كـ "غطاء سياسي" لمواصلة حربها دون تحمل مسؤولية انهيار الاتفاق، وأن هذا الموقف مرتبط بضغوط داخلية على نتنياهو للبقاء في السلطة عبر استغلال الدعم الأمريكي في ظل أزماته القانونية. كما أكد على أهمية التحرك الفرنسي الأخير لإطلاع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على تفاصيل خطة ترامب لاستعادة دور أوروبا المؤثر في القضية الفلسطينية.
كما أكدت السيدة منال خليفة، الكاتبة والباحثة السياسية، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي كمال ماضي على أن تصرفات نتنياهو تمثل استفزازًا كبيرًا، موضحة أن التصعيد العسكري الأخير غير مقبول في هذه المرحلة الحساسة، وأن فرنسا وأوروبا يستنكرون هذا التصعيد باعتباره قد يعرقل أي فرصة لنجاح المرحلة الثانية من خطة الشيخ للسلام في غزة. ووصفت الخليفة التصعيد بأنه "مرفوض بشكل قاطع"، مؤكدة أن ذلك يهدد التحول من التهدئة المؤقتة إلى عملية بناء سياسي حقيقي، وأن فرنسا تؤيد بقوة الحل السياسي في غزة، مع أدوات ضغط دبلوماسية وسياسية يمكن استخدامها ضد إسرائيل، مؤكدة أن موقف فرنسا مدعوم بمبدأ حل الدولتين، وتأمل في أن يحفز الضغط الدولي إسرائيل على الالتزام بتسوية سلمية.
أما عن الولايات المتحدة وتصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة مع إسرائيل وعدد من الدول الصغيرة ضد القرار الداعم لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، قالت منال خليفة إن هذا التصويت يكشف تحولًا في المزاج الدولي نحو القضية الفلسطينية، بدأ يظهر بعد الحرب الأخيرة في غزة، مما أثر على مواقف الحكومات. وأضافت أن إعلان فرنسا عن استعدادها لإرسال 100 جندي ضمن قوات دولية إلى غزة خطوة مهمة لكنها ليست كافية بمفردها لضمان الاستقرار المستدام، ويجب أن تكون جزءًا من مشروع متكامل يشمل تمكين السلطة الفلسطينية في إدارة الأمن الداخلي، والتركيز على الملفات الحساسة مثل نزع سلاح حماس وإعادة الإعمار. واختتمت بالقول إن المرحلة الثانية من الخطة هي مرحلة سياسية بامتياز، وتشمل قضايا حساسة مثل مستقبل قطاع غزة وإعادة بنائه، وهو ما يمثل أكبر التحديات المقبلة.
مضامين الفقرة الثالثة: توتر حاد بين ترامب ونتنياهو بسبب خرق الهدنة.. وأوامر الاعتقال الدولية تطارد رئيس وزراء الاحتلال
في أحدث التطورات، أرسل البيت الأبيض رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك رداً على الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال، بما في ذلك اغتيال قائد عسكري بارز في حماس خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال مسؤولان أمريكيان لموقع أكسيوس، إن الرسالة الغاضبة تأتي في وقت تتزايد فيه التوترات بين إدارة ترامب وتل أبيب حول المرحلة الثانية من الاتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، إضافة إلى الخلافات بشأن السياسة الإسرائيلية الإقليمية الأوسع. وتضمنت الرسالة تحذيرًا صريحًا: "لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترامب بعد أن توسط في اتفاق غزة".
وفي سياق آخر، أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل برفض محكمة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية الطعون الإسرائيلية ضد التحقيق في سلوكها خلال الحرب على غزة، مما يعني استمرار أوامر الاعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق. وقد وصف مكتب نتنياهو هذه الاتهامات بـ "المعادية للسامية" وأعلن رفضه لها.
مضامين الفقرة الرابعة: الأجندة الداخلية لنتنياهو: تحليل متقاطع للضغوط الأمريكية والجهود المصرية
أكد السيد أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، عبر مداخلة هاتفية مع كمال ماضي، الرسالة الأمريكية الشديدة اللهجة التي وجهتها واشنطن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنها يجب أن تُفهم في سياق الجهود المصرية لضمان الاستقرار في المنطقة وفضح الممارسات العدوانية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين رغم اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2025. وأكد أن الرسالة وحدها غير كافية، وأنه يجب استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، بما في ذلك تسليم آخر جثمان، والضغط لبدء المرحلة الثانية، مشيرًا إلى أن نتنياهو تجاهل الضغوط الخارجية وركز على الحفاظ على بقاءه في السلطة، مع خلق "عدو داخلي" لتعزيز شعبيته واستخدام التوتر الإقليمي لتقوية موقفه السياسي.
وتطرق قمحة إلى موقف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، موضحًا أن لديه الأدوات اللازمة للضغط على نتنياهو إذا تدخل بجدية، لكن التصريحات وحدها لا تكفي، مؤكدًا الدور الحيوي لمصر في فرض إرادتها عبر اتفاق شرم الشيخ وحماية القضية الفلسطينية. كما أشار إلى استخدام نتنياهو لمصطلح "معاداة السامية" كأداة لتشتيت الانتباه عن السياسات الإسرائيلية العدوانية، مؤكدًا أن سياساته هي التي كشفت ممارساته أمام المجتمع الدولي وليس المواقف الدولية ضده.
من جهته، ركز الدبلوماسي الأمريكي السابق ريتشارد شميرر على تعقيد الموقف، مشيرًا إلى أن نتنياهو يسعى للحصول على "يد حرة" في القرارات العسكرية، وأن ترامب يمكنه الضغط على نتنياهو لوقف الأعمال العدائية وتنفيذ بنود وقف إطلاق النار. وأوضح شميرر أن قضايا الفساد التي يواجهها نتنياهو تؤثر على نشاطه الداخلي، وأن مبعوثي ترامب، مثل جيسون ويتكوف وجاريد كوشنر، يمتلكون مصداقية كبيرة لتحقيق حل للقضية بعيدًا عن دوافع دينية أو شخصية. وأكد أن تصرفات نتنياهو الأخيرة، مثل اغتيال قيادي حماس، تقوض جهود وقف إطلاق النار وتشكل تهديدًا لاستقرار التهدئة.