اتفاق تبادل الأسرى في اليمن… وبروتوكولات السلطة وصوت المدرجات في المغرب
ملخص الحلقة:
تناول معتز مطر إعلان سلطنة عُمان التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى في اليمن بصفتها وسيطًا رئيسيًا في الصفقة التي جرت في مسقط بمشاركة السعودية والحوثيين وبرعاية أممية، متوقفًا عند دلالات الاتفاق، لا سيما غياب المجلس الانتقالي الجنوبي عن الإعلان، وكشف الحوثيين عن أرقام كبيرة للأسرى بينهم سعوديون وسودانيون. وربط مطر ذلك بمؤشرات انسحاب سعودي تدريجي من الملف اليمني، في ظل تراجع الحكومة الشرعية وتصاعد الدور الإماراتي الداعم لمشروع الانفصال، معتبرًا أن الصفقة الإنسانية قد تمثل مدخلًا لإعادة رسم المشهد السياسي اليمني.
وفي السياق نفسه، استعرض مشاهد افتتاح كأس الأمم الإفريقية في المغرب، متوقفًا عند سلوكيات بروتوكولية رسمية أثارت الجدل، ومنتقدًا نماذج النفوذ والانتهازية داخل المؤسسات الرياضية. كما سلط الضوء على الدعم الجماهيري المغربي اللافت للمنتخب المصري مقابل غياب الجمهور المصري، رابطًا ذلك بسياسات نظام السيسي التي جرّفت المدرجات وقيّدت الحضور الشعبي منذ 2013. واختتم الحلقة بالإشارة إلى الحراك الشعبي المغربي الرافض للتطبيع والداعم لغزة، مع انتقاد تصريحات شيخ الأزهر بشأن شكر عمال الموانئ الإيطالية وتجاهل الدور المصري، محذرًا من تصعيد إسرائيلي مستمر في غزة وسوريا وسط صمت عربي رسمي.
مضامين الفقرة الأولى: اتفاق تبادل الأسرى في اليمن ودلالاته السياسية
استهلّ معتز مطر الحلقة بالحديث عن إعلان سلطنة عُمان رسميًا التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى في اليمن بعد مفاوضات استمرت من 9 إلى 23 ديسمبر في مسقط، لافتًا إلى أن الإعلان جاء بصيغة إنسانية هادئة دون الخوض في تفاصيل سياسية أو أرقام. وأوضح أن البيان العُماني أشاد بالأجواء الإيجابية التي سادت المفاوضات، وبالتعاون السعودي، وبجهود مكتب المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، معتبرًا أن هذا الإجماع يعكس رغبة إقليمية في تهدئة الملف اليمني. وأشار إلى أن سلطنة عُمان اكتفت بالإعلان عن الاتفاق دون ذكر أرقام، بينما كشف الحوثيون لاحقًا أن الصفقة تشمل تبادل 1700 من أسراهم مقابل 1200 من الطرف الآخر، بينهم 7 سعوديين و23 سودانيًا، في أول تأكيد واضح لوجود أسرى سعوديين لديهم، مع التوقف عند دلالة مشاركة أسرى سودانيين كانوا ضمن قوات "عاصفة الحزم".
وفي سياق التحليل السياسي، لفت مطر إلى غياب المجلس الانتقالي الجنوبي عن الإعلان الرسمي، دون توضيح ما إذا كان طرفًا في الاتفاق أو خارج حساباته، معتبرًا أن هذا الغياب يعكس تراجع موقعه أو وجود ترتيبات تُدار من فوق رأسه. وناقش ما إذا كان الاتفاق مجرد خطوة إنسانية أم مؤشرًا على انسحاب سعودي فعلي من اليمن، خاصة في ظل انهيار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وتحول المشهد إلى صراع بين الحوثيين والمجلس الانتقالي بدعم إماراتي. واختتم بالتأكيد على أن صفقة تبادل الأسرى، رغم طابعها الإنساني، تحمل دلالات سياسية عميقة وقد تمهّد لإغلاق ملف الحرب أو إعادة ترتيب التحالفات، في وقت يعيش فيه اليمن فرحة إنسانية نادرة وسط صمت إعلامي إقليمي لافت.
مضامين الفقرة الثانية: مشاهد البروتوكول والوعي الشعبي في افتتاح كأس إفريقيا بالمغرب
خلال الحلقة استعرض معتز مطر مشاهد افتتاح كأس الأمم الإفريقية في المغرب، متوقفًا عند الظهور اللافت لولي عهد المغرب، حيث أشار إلى مشهد سلام المسؤولين المغاربة عليه وتقبيل يده أمام الكاميرات، مقابل امتناع لاعبي المنتخب المحترفين في الخارج عن ذلك، ما فتح تساؤلات حول طبيعة البروتوكول وحدود الخضوع السياسي داخل المشهد الرسمي.
وعلّق على حضور قيادات الاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم، منتقدًا رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، ومشبهًا إياه بشخصية إعلامية انتهازية «زي مصطفى بكري»، معتبرًا أنه نموذج لمسؤول يجمع النفوذ والثروة عبر التقرب من الأنظمة واستثمار الصراعات السياسية. كما توقف عند مشهد وصفه بالجديد والمهم، تمثل في الدعم الجماهيري المغربي الواسع للمنتخب المصري داخل المدرجات، في كسر غير مسبوق لحالة الشحن الكروي التاريخي، مرجعًا ذلك إلى وعي شعبي يتجاوز الخلافات المصطنعة التي غذّتها الأنظمة. وفي المقابل، ربط غياب الجماهير المصرية بسياسات نظام السيسي، مشيرًا إلى أن تجريف المدرجات منذ 2013 وتخويف أي تجمع جماهيري أفقد كرة القدم روحها الشعبية، وحوّل الحضور إلى جمهور مُنتقى لا يمثل الشارع المصري الحقيقي.
وانتقل مطر إلى الشأن السياسي، موضحًا أن هذه المشاهد تزامنت مع موجة احتجاجات مغربية واسعة ضد التطبيع مع الاحتلال، ورفع هتافات داعمة لغزة وفلسطين، بما يعكس رفضًا شعبيًا صريحًا للسياسات الرسمية. وفي الختام تناول تصريحات شيخ الأزهر التي شكر فيها عمال الموانئ الإيطالية لرفضهم شحن السلاح إلى إسرائيل، منتقدًا تجاهله التام لدور الموانئ المصرية التي استمرت في دعم الاحتلال تجاريًا، واصفًا ذلك بازدواجية فادحة في الخطاب الديني الرسمي.
قبل أن يختتم بالتحذير من التصعيد الإسرائيلي في غزة وسوريا، مؤكدًا أن الاحتلال لا يخفي نواياه التوسعية في ظل صمت عربي رسمي، مقابل استمرار الحراك الشعبي العربي الداعم لفلسطين.