ميدل إيست أي: المواطنون في مصر يعانون من ارتفاع درجات الحرارة وسط أزمة الطاقة المستمرة
مع موجة الحر التي تجتاح الشرق الأوسط، يواجه المصريون ظروفًا لا تطاق يغذيها انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وذلك بحسب ما يخلص تقرير نشره موقع ميدل إيست أي.
سلَّط تقرير أعدته ندى عثمان لموقع ميدل إيست أي الضوء على أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر في ظل استمرار موجة الحر الشديدة.
وتشير الكاتبة في مستهل تقريرها إلى أن المصريين في جميع أنحاء البلاد أصيبوا بالإحباط ويجدون مشقة في ممارسة أنشطتهم اليومية في ظل موجة الحرارة المرتفعة وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.
ويأتي انقطاع التيار الكهربائي، الذي يؤثر بشكل أساسي على قرى الصعيد، وكذلك منطقة الدلتا والقاهرة، وسط ارتفاع درجات الحرارة.
تراوحت درجات الحرارة المسجلة في مصر هذا العام بين 40 و 50 درجة مئوية.
ومع انقطاع التيار الكهربائي الذي استمر حوالي ست ساعات في بعض المناطق، يجد الكثيرون صعوبة في التكيف والذهاب إلى العمل، مع إثارة مخاوف أيضًا بشأن التأثير الأوسع الذي يمكن أن يحدثه ذلك على اقتصاد البلاد إذا استمر الوضع.
وبدأ انقطاع التيار الكهربائي الشديد الشهر الماضي، حيث قطعت الحكومة الكهرباء عن أضواء الشوارع بالإضافة إلى خدمات أخرى.
ونقل الموقع عن محمد يونس، باحث الطاقة في مصر، قوله إن انقطاع التيار الكهربائي أثر على الناس من جميع مناحي الحياة، خاصة وأن الناس والبنية التحتية غير مجهزين للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة هذه بدون تكييف.
وقال: كانت هناك شكاوى كثيرة بشأن انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل في مصر، حيث تضررت المناطق النائية بشدة ولا تحظى بتغطية كبيرة في وسائل الإعلام».
تصاعد السخط
وفقًا للمسؤولين في البلاد، فإن انقطاع التيار الكهربائي هو نتيجة الضغط على شبكة الطاقة في البلاد لأن موجة الحر خلقت طلبًا كبيرًا على الكهرباء لتشغيل مراوح وتكييف الهواء.
ويعد انقطاع التيار الكهربائي المستمر مصدر إحباط في مصر.
وقال يونس: «الناس غاضبون، حتى الشخصيات العامة التي كانت محايدة بشأن الحكومة بدأت تنتقد انقطاع التيار الكهربائي».
أصدرت الشركة القابضة للكهرباء الأسبوع الماضي بيانًا دعت فيه الناس إلى تجنب استخدام المصاعد بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وبحسب يونس، كان كبار السن في مصر من أكثر المتضررين من ذلك.
وقال: «يعلق الكثير من الناس في المصاعد ولا يمكنهم الصعود ستة أو عشرة طوابق كل يوم، عدة مرات».
وكررت الشركة القابضة أن البلاد تشهد مستويات قياسية من استهلاك الكهرباء على المستوى الوطني.
وعلى الرغم من الإحباط الذي يجري تنفيسه بشأن الأزمة، فمن غير الواضح ما إذا كانت الحكومة تنفذ أي خطط لمعالجة انقطاع التيار الكهربائي.
زيادة الإحباط
وأضاف الموقع أن الغضب انتشر عبر الإنترنت، إذ أعرب عشرات الأشخاص عن غضبهم من نقص الكهرباء والتعبير عن الطرق المختلفة التي تأثرت بها حياتهم اليومية.
ويستخدم الكثيرون عددًا من الوسوم المختلفة عبر تويتر للتحدث عن الموضوع، ودعوا أيضًا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى التدخل وإيجاد حل لانقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.
حتى أن البعض شارك مقاطع فيديو لشوارعهم في الليل مظلمة تمامًا، حيث يستخدم المواطنون الكشافات للتنقل.
وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المحبطين في تغريدة: هذه هي المرة الرابعة التي يُقطع فيها التيار الكهربائي، وتستمر لمدة خمس ساعات. أين البيان الذي من المفترض أن يخرج ؟
وأصدر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بيانًا زعم فيه أن انقطاع التيار الكهربائي الأخير كان نتيجة لزيادة الاستهلاك والضغط في البلاد مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.
وقال في اجتماع لمجلس الوزراء الأسبوع الماضي «نحن حاليا في فترة تخفيف مؤقت للأحمال حتى تعود الشبكات إلى الضغوط الطبيعية»، مشيرا إلى أن ذلك كان له تأثير على الغاز في البلاد.
كما ذكر مدبولي أن الحكومة ستتخذ تدابير مختلفة لتقنين استهلاك الكهرباء.
وقوبل البيان باستياء من مستخدمي الإنترنت، الذين استمروا في انتقاد استجابة الحكومة للأزمة المستمرة.
وكتب أحدهم على تويتر: من المفترض أن تصدر الحكومة بيانا محترما، يكفي إلقاء اللوم على الناس، الناس على وشك الانفجار. انقطاع الكهرباء مع الطقس الرهيب وزيادة أسعار السلع... كل هذا ويخرج ببيان مثل هذا؟ ارحموا الناس.
ونوَّهت الكاتبة إلى أن مصر عانت من انقطاع التيار الكهربائي خلال أشهر الصيف على مدى السنوات القليلة الماضية، مع انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل الحياة اليومية ويؤثر على الشركات.
وفي حين أن انقطاع التيار الكهربائي لم يؤثر بعد على المراكز الطبية والمستشفيات، يحذر الخبراء من أنه إذا استمرت الأزمة، فقد يكون لها آثار بعيدة المدى.