بي بي سي: مستقبل فاغنر في إفريقيا محفوف بالمخاطر بعد وفاة بريغوزين
قبل يومين من وفاة يفغيني بريغوزين في حادث تحطم طائرة، سجل مقطع فيديو في موقع يعتقد أنه مالي. وكان بريغوزين يحتضن بندقيته، مرتديًا زيًا عسكريًا، وكان لديه رسالة لأفريقيا بأن تصبح أكثر حرية. لكن بعد مقتله بات مستقبل مجموعته يكتنفه الغموض ومحفوفًا بالمخاطر، وفق ما يخلص تقرير لشبكة بي بي...
سلط تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الضوء على مستقبل مجموعة فاغنر بعد مقتل قائدها يفغيني بريغوزين في تحطم طائرة في روسيا.
وأعلن بريغوزين في رسالة سجلها قبل يومين من وفاته أن مجموعته من المرتزقة «تجعل روسيا أكبر في كل قارة - وأفريقيا أكثر حرية». وأعلن «العدالة والسعادة للدول الأفريقية».
لكن تلك المهمة التي أعلنها يكتنفها الغموض الآن بعد مقتله.
ولفتت الشبكة إلى أن فاغنر كانت نشطة في عدد من البلدان في القارة - وأبرزها جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي. لكن لعديد من الحكومات الأفريقية، فإن وفاة بريغوزين المعلنة هي مصدر ارتياح.
وأشارت الشبكة إلى أن المجموعة انخرطت في صراعات في عدة دول وعملت مع حكومات في عديد من البلدان الأفريقية، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية.
ويعرب كثير من المراقبين عن قلقهم من نشاط المجموعة في القارة، ذلك أن عملاء فاغنر لم ينشروا الحرية ولم يدعموا رغبات الشعوب، ويشير وجودهم إلى التاريخ السلبي للمرتزقة في أفريقيا ما بعد الاستعمار.
ونوَّهت الشبكة إلى أن الأداء العسكري الأخير للمجموعة كان مختلطًا، إذ أنها حققت عددًا من النجاحات في جمهورية إفريقيا الوسطى ولكنها كذلك عانت الكثير من الإخفاقات كما هو الحال في موزمبيق، فضلًا عن تورطها في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في مالي.
تخلق وفاة بريغوزين حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل فاغنر في وقت تضغط فيه الدول الأفريقية ضغطًا متزايدًا من أجل حلول أمنية تقودها الدول لبإفريقية بشأن المرتزقة الأجانب.
وقد يحاول الكرملين السيطرة على عمليات فاغنر، لكن العقود الجديدة قد تقتصر على الأنظمة التي تستخدم تلك المجموعة باعتبارها شريكًا أمنيًا أخيرًا.
وتُرجح الشبكة أن يحاول الكرملين، الذي لن يتخلى عن أمثال جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، تولي العمليات، لكن قدرته على التعامل بجدية مع عملاء جدد، كما تصور بريغوزين، ستكون صعبة.
وهذا هو الوقت المناسب للقادة الأفارقة لتنفيذ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية بشكل حقيقي، من خلال تنفيذ اتفاقياتها وبناء المؤسسات وقوات الأمن ذات المصداقية والتي تخضع للمساءلة، حسب ما يختم التقرير.