فورين بوليسي: السيسي يحكم مصر بالخوف - ويُحكَم به
من خلال وصف جميع المنتقدين زورًا بأنهم من الإخوان المسلمين، يُظهر الرئيس المصري مدى خوفه حقًا، وذلك وفق ما يخلص مقال نشرته مجلة فورين بوليسي.
نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالًا للباحث ستيفن كوك يستعرض كيف أن السيسي يصف زورًا منتقديه بأنهم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين المُمَولين مدفوعًا بالخوف الذي يتملّكه ويسيطر على تصرفاته تجاه المعارضين.
ويستشهد الكاتب في مستهل مقاله بتصريحات أدلى بها نشأت الديهي، مقدم برنامج تلفزيوني مصري «بالورقة والقلم»، يتهم فيها كاتب المقال بأنه يتقاضى أموالًا من جماعة الإخوان المسلمين، لافتًا إلى أن الديهي لم يكن المصري الوحيد الغاضب من مقاله الأخير، الذي كان يدور حول كيف دمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مصر. فقد قام أنصار السيسي عبر الإنترنت بتوجيه وابل من الشتائم والإهانات الشخصية على يومياتي على تويتر.
ويستعرض الكاتب جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المستمرة لمحو جماعة الإخوان المسلمين من الرواية القومية والتاريخ المصري من خلال حملته القمعية على الجماعة وأنصارها.
ويلفت الكاتب إلى أن السيسي يصف كذبًا جميع المنتقدين بأنهم مؤيدون أو أنصار لجماعة الإخوان المسلمين لتجنب النقد المشروع لحكمه والحقائق المتباينة بين ما تعد به حكومته المواطنين وتجاربهم المعيشية.
ومع ذلك، لعبت جماعة الإخوان المسلمين دورًا مهمًا في عديد من الأحداث الرئيسة في تاريخ مصر القومي في القرن العشرين، بما في ذلك معارضة الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية المبكرة في فلسطين، وفقًا للكاتب.
وأشار الكاتب إلى أن محاولات القادة المصريين المتعاقبين لإرضاء أو لقمع الإخوان بالتناوب كانت نمطًا طويل الأمد، الأمر الذي يعكس تأثيرها السياسي والاجتماعي والثقافي الدائم.
وقال إن سياسات السيسي القمعية وإعادة كتابة سرديته القومية تهدف إلى تصوير جماعة الإخوان على أنهم دخلاء يمارسون العنف، لكن الجماعة تظل رغم ذلك متجذرة بقوة في المجتمع المصري والتجارب التي لا تستطيع الحكومة محوها بسهولة.
وأوضح الكاتب أن الانتقادات الموجهة إلى خطاب السيسي وسياساته يجري رفضها وإنكارها بانتظام من خلال مزاعم لا أساس لها من قبيل تلقي النقاد أموال من جماعة الإخوان المسلمين، مما يكشف عن افتقار الحكومة إلى إجابات حقيقية للأسئلة المشروعة والبدائل السياسية.