ذا ناشيونال: صوت المعارضة المصرية يرتفع مع اقتراب الانتخابات الرئاسية

خلاصة

يقول أكبر تحالف مصري معارض إن هناك حاجة إلى تغيير حقيقي تستوجبه الضرورة الملحة حتى تتعافى مصر من الأزمة الاقتصادية، وفق ما يخلص تقرير لموقع ذا ناشيونال.

استعرض حمزة هندواي تقرير نشره موقع ذا ناشيونال ما وصفه بارتفاع صوت المعارضة المصرية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

يشير الكاتب في مستهل تقريره إلى أن صوت المعارضة السياسية في مصر يرتفع، إذ أعلن أكبر ائتلاف من الأحزاب المؤيدة للديمقراطية في مصر أن التغيير هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تسحق الدولة العربية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.

بتشجيع من الحرية المدروسة بعناية التي تمنحها الحكومة، يركز بيان صريح بشكل غير عادي من التحالف على الاقتصاد والحاجة إلى أن تكون الانتخابات الرئاسية العام المقبل منافسة حقيقية على قدم المساواة، مع السماح لمرشحي المعارضة بالقيام بحملات انتخابية بحرية وبدون تحيز في التغطية الانتخابية لوسائل الإعلام.

ولم يذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ما إذا كان يعتزم الترشح لولاية ثالثة. ومع ذلك، تشير جميع المؤشرات إلى أنه سيفعل ذلك.

حملات مؤيدة

ويلفت الكاتب إلى أن الأحزاب الموالية للحكومة تعرب عن دعمها لترشح السيسي لولاية أخرى. ويشيد مضيفو البرامج الحوارية الموالية بإنجازاته بينما يشيطنون منتقديه أو منافسيه المحتملين. وتعلن اللوحات الإعلانية العملاقة في الشوارع، التي دفع ثمنها أنصاره، أن الرئيس المصري هو الأيدي الأكثر أمانًا لدفع البلاد إلى الأمام وحمايتها. وظهرت ما لا يقل عن اثنتي عشرة صفحة على فيسبوك لدعم السيسي في الأيام الأخيرة.

وستمدد إعادة انتخاب السيسي رئاسته إلى 16 عامًا، وهي ثاني أطول فترة بعد 29 عامًا لحقبة حسني مبارك قبل أن يُجبر على التنحي بسبب انتفاضة شعبية في عام 2011.

صوت المعارضة

وقال ائتلاف المعارضة المؤلف من 11 حزبًا في بيانه إن «الانتخابات المقبلة توفر فرصة نادرة وحقيقية لإحداث تحول سلمي وديمقراطي يحمي الأمة من الانفجارات الاجتماعية التي لن يكون من الممكن التنبؤ بنتائجها إذا حدثت».

وأضاف: «نحن نطالب بالتغيير لأنه أصبح ضرورة ملحة لإخراج الأمة من الركود الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي».

ولم يشر البيان إلى السيسي تصريحًا ولم يتضمن أي لغة تشير إلى أن البيان يدعو إلى انتفاضة.

ردد أحمد طنطاوي، السياسي السابق الذي أعلن نيته الترشح للرئاسة، فكرة أن التغيير ضروري لتجنيب 105 ملايين شخص في مصر الاضطرابات المدمرة.

وكتب طنطاوي على موقع إكس (X): «نحن نقوم بحملة لتجنب انفجار حتمي قد يحدث إذا ظل الوضع الراهن دون تغيير».

أولويات السيسي

وقال الكاتب إن السيسي جعل الأمن والاقتصاد على رأس أولوياته منذ توليه منصبه في 2014.

وأشرف السيسي على مكافحة الهجمات الإرهابية التي اجتاحت البلاد في السنوات التي أعقبت مباشرة الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 2013. كما صمم حملة بمليارات الدولارات لإصلاح البنية التحتية وبناء المدن، بما في ذلك عاصمة جديدة في الصحراء شرق القاهرة وأخرى على البحر المتوسط تعمل الآن مقرًا صيفيًا للحكومة.

وسعت حكومته بشكل كبير شبكة الطرق في البلاد، وتعاقدت مع شركة روسية لبناء أول محطة طاقة نووية في مصر وشركة سيمنز الألمانية لبناء عديدًا من محطات الطاقة الحديثة. وقد أدخل وسائل نقل جديدة ونظيفة، بما في ذلك قطار كهربائي في القاهرة وقطار سريع يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط. 

يقول السيسي إن حكومته ليست مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية - تضخم قياسي، وخسارة نصف قيمة الجنيه المصري وأزمة العملات الأجنبية - والتي يلقي باللوم فيها بالكامل على تداعيات جائحة فيروس كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا.

كما ألقى باللوم على النمو السكاني السريع في مصر.

وقال مرارًا إن هناك حاجة ماسة إلى مشاريع البنية التحتية الضخمة بعد عقود من الإهمال وأنها أعدت البلاد، خاصة في مجالات الطاقة والطرق والموانئ، لتدفق استثمارات جديدة.

ومع ذلك، يصر منتقدوه على أن عديدًا من المشاريع كانت غير ضرورية أو كان من الممكن أن تنتظر حتى تتحسن القطاعات الرئيسة مثل التعليم والصحة - وكلاهما في حالة سيئة - أولًا.

من جانبه، غرد إبراهيم عيسى قائلًا: «الطريقة الوحيدة (لا يوجد غيرها) للتغلب على مشاكل مصر الاقتصادية وغيرها... هو أن تتبنى الدولة المصرية المثل الشعبي الحكيم والعملي والمجرب الذي يقول إدي العيش لخبازه حتى لو أكل نصفه»، في انتقاد مستتر للتهميش المتصور للقطاع الخاص ومشاركة الجيش الكثيفة في النشاط الاقتصادي.

ضعف المعارضة

لكن أحزاب المعارضة في مصر منقسمة للغاية، وغالبًا ما تتشاحن حول الأيديولوجية أو بشأن استجابتها للسلطات. وعلى الرغم من أن الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها معظم المصريين يمكن أن تجعلهم مستعدين للتصويت لتغيير الاتجاه، إلا أنهم لا يثقون كثيرًا في المعارضة وبالكاد يمكنهم تحمل جولة جديدة من الاضطرابات في وقت يتعافون فيه فقط من سنوات عدم الاستقرار منذ انتفاضة 2011، وفقًا للكاتب.

كما لايزال يتمتع السيسي بمستوى معتبر من الدعم الشعبي، وفقًا للخبراء، بما في ذلك بعض الفئات السكانية الرئيسة مثل النساء والمجتمع المسيحي الكبير. كما أن خطابه الوطني وتحذيراته المتكررة من عدم الاستقرار تلقى صدى لدى الكثير من المصريين.

كتب حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وشخصية معارضة رئيسة: «الانتخابات الرئاسية المقبلة هي النافذة الوحيدة المتاحة للشعب المصري لإحداث تغيير سلمي. وسيكون حكما بالإعدام على النخبة السياسية [المعارضة] إذا لم تتمكن من تنظيم صفوفها لاغتنام هذه الفرصة».

كان الخصم الوحيد للسيسي في الانتخابات الأخيرة في عام 2018 سياسيًا غامضًا أيد الرئيس علنًا ولم ينتقد سياساته أبدًا.

الموضوع التالي أفريكا انتيلجانس: وصمة في سجل المرشح لمنصب المدير العام لليونسكو خالد العناني
الموضوع السابقميدل إيست أي: مصر ثاني أكثر الدول عرضة لخطر أزمة الديون بعد أوكرانيا