أسوشيتد برس: قرية مصرية تُشيّع العشرات من أبنائها بعد مقتلهم في فيضانات ليبيا

خلاصة

شيَّعت قرية نزلة الشريف في محافظة بني سويف 74 شخصًا من أبنائها الذي قُتلوا جراء العاصفة دانيال التي ضربت مدينة درنة الليبية، في مشهد يعكس حالة الحزن التي خيَّمت على أهالي القرية الذين سافر عدد كبير من شبابها إلى ليبيا سعيًا لكسب لقمة العيش، وفق ما يخلص تقرير لوكالة أسوشيتد...

استعرض تقرير لوكالة أسوشيتد برس ونقلته عدة صحف تشييع قرية مصرية للعشرات من ابنائها بعد مقتلهم جراء عاصفة دانيال التي ضربت شرق ليبيا.

وتناولت الوكالة الأمريكية مأساة قرية نزلة الشريف في محافظة بني سويف التي فقدت نحو 74 شخصًا من أبناء القرية في العاصفة التي ضربت ليبيا.

ومن بين تلك العائلات التي فقدت عدد من أبنائها أسرة أشرف سعداوي عبد الفتاح والذ كان ابنه الأكبر، محمد، 23 عامًا، وعبد الرحمن، 19 عامًا، ضمن قائمة المتوفين، إلى جانب ستة أقارب وعشرات الرجال الآخرين من قريتهم.

صدمة كبيرة

ونقلت الوكالة عن عبد الفتاح من خارج منزله في قرية نزلة الشريف «إنها صدمة كبيرة للعائلة ولكن أيضا للقرية بأكملها».

وقُتل ما لا يقل عن 74 رجلًا من القرية، بعضهم لا يتجاوز عمره 17 عامًا، عندما تسببت العاصفة دانيال في هطول أمطار غزيرة على درنة مساء الأحد. وانفجر سدان في الجبال المطلة على المدينة، الأمر الذي أدى إلى تدفق المياه بارتفاع طابقين وهو ما أحدث دمارًا وجرف أحياء بأكملها إلى البحر.

وقال رشاد عزت عبد الحميد، وهو مصري يبلغ من العمر 45 عاماً نجا من الكارثة، إن الأمر كان أشبه بالجحيم. وقال إنه وسبعة مصريين آخرين هرعوا إلى سطح المبنى المكون من ثلاثة طوابق عندما اجتاح جدار المياه شارعهم بوسط المدينة.

وقال عبد الحميد إن عددًا لا يحصى من الأشخاص جرفتهم المياه في المنطقة الحضرية المكتظة بالسكان. وعندما نزل بعد أن هدأت موجة المياه، كان المشهد مرعبًا.

وتناثرت الجثث والملابس والسيارات المحطمة والأثاث في كل مكان في الشوارع، وقد غمرها الطين والحطام. وانهارت المباني أو دمرت جزئيا. وكان الناس حوله ينتحبون ويبكون، ويبحثون عن أحبائهم ويحاولون انتشال من هم تحت الأنقاض.

وقال عبد الحميد الذي عاج لمصر يوم الخميس إن عائلات بأكملها غرقت داخل منازلها، مشيرًا إلى أن آخرين جرفتهم الأمواج إلى البحر ولم يبق شيء سوى الأنقاض. 

وفي تصريحات لقناة العربية المملوكة للسعودية، قال عمدة درنة عبد المنعم الغيثي في وقت سابق من هذا الأسبوع إن عدد القتلى قد يرتفع إلى 20 ألف شخص، بالنظر إلى عدد الأحياء التي ضربها جدار المياه.

وقال عبد الحميد إن آلاف المصريين يعيشون في درنة، معظمهم يعملون في مشاريع البناء في المدينة والمناطق المحيطة بها. لقد ذهب إلى هناك منذ ستة أشهر فقط.

الهروب من الفقر

ولفتت الوكالة إلى أن المصريين سافروا على مدى عقود إلى ليبيا الغنية بالنفط من أجل العمل. وفي السنوات الأخيرة، استخدم الشباب المصريون، مثل غيرهم من سكان الشرق الأوسط والأفارقة الفارين من الصراعات والفقر، ليبيا أيضًا باعتبارها نقطة عبور لمحاولة الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

وتقول السلطات الليبية إنها عثرت حتى الآن على جثث 145 مصريا قتلوا في درنة. وقالت وزارة الخارجية المصرية إن العشرات دفنوا في ليبيا بينما نُقل 84 إلى مدينة طبرق القريبة ونقلوا جوا إلى بلادهم.

وفي نزلة الشريف، على بعد 167 كيلومترا من القاهرة، دُفن 74 من رجال القرية في جنازة جماعية يوم الأربعاء حضرها مسؤولون محليون ومئات القرويين، حيث يُخيم الحزن في جميع أنحاء القرية الريفية الفقيرة.

الموضوع التالي المونيتور: لاجئو السودان يُنعشون قطاع السياحة في أسوان في غير موسمها
الموضوع السابقمكتب الخارجية الألمانية: مفوض حقوق الإنسان الألماني يعرب عن قلقه إزاء اعتقال علاء العادلي