توافق مصري إيراني على توسيع التعاون واستئناف اللقاءات الأمنية

خلاصة

كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى لـ"العربي الجديد"، عن ملامح مخرجات اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية المصرية سامح شكري، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيراً. وقالت المصادر إنه "جرى التوافق على مجموعة من الخطوات والإجراءات التي من شأنها توسيع دوائر الشراكة والتعاون...

كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى لـ"العربي الجديد"، عن ملامح مخرجات اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية المصرية سامح شكري، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيراً. وقالت المصادر إنه "جرى التوافق على مجموعة من الخطوات والإجراءات التي من شأنها توسيع دوائر الشراكة والتعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة".

وكان عبد اللهيان، قد أكد أنه أجرى "محادثات مفيدة" مع شكري، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.‏ وشدد في تصريحات صحافية، على أن طهران "تعتبر مصر دولة مهمة للغاية في العالم الإسلامي وفي المنطقة".

وأبدى اعتقاده أن "تحسين العلاقات بين إيران ومصر لن يفيد البلدين والأمتين فحسب، بل سيفيد المنطقة والعالم الإسلامي أيضاً، وقد أعلنا استعداد طهران لتعزيز العلاقات بين البلدين، وفي السياق سمعنا تقييماً إيجابياً من وزير الخارجية المصري، ونحن نتفق على اتخاذ خطوات مشتركة في المستقبل في هذا الصدد".

وحول موعد اتخاذ خطوات مشتركة بين مصر وإيران في المستقبل، أوضح الوزير الإيراني أنه "في الأيام المقبلة، وفي إطار الاتفاق الذي توصلنا إليه في نيويورك، سيتم التوصل إلى توافق بيننا بشأن خريطة الطريق، حول كيفية تحسين العلاقات بين الجانبين".

ووصف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اللقاء الذي جرى بين وزيره ونظيره المصري بأنه "يمكن أن يكون خطوة لبدء تطوير العلاقات بين طهران والقاهرة".
توافق مصري إيراني على توسيع التعاون
وقال دبلوماسي مصري في واشنطن، لـ"العربي الجديد"، إنه "جرى التوافق بين الطرفين على زيادة أعداد البعثات الدبلوماسية في البلدين، كخطوة تمهيدية يتم بموجبها اختبار العلاقات، قبل الشروع في محادثات جديدة لاحقاً بشأن ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي، لحين تطبيع العلاقات وتبادل السفراء".

وكشف الدبلوماسي أنه "جرى التوافق بين القاهرة وطهران على استئناف اللقاءات بين الوفود الأمنية في البلدين، بهدف حسم الملاحظات الخاصة بمجموعة من الملفات الأمنية". كما كشف عن أنه "جرى التوافق حول تشكيل (لجنة مشتركة) من متخصصين، لاستعراض فرص الاستثمار في البلدين، إضافة إلى تشكيل مجموعة من اللجان الفرعية، بهدف وضع تصورات لزيادة حجم التبادل التجاري والصناعي بين البلدين".

وأشار المصدر إلى أن "من بين اللجان المتفق على تشكيلها، لجنة معنية بتسهيل الإجراءات فيما يتعلق بالتبادل السياحي بين البلدين، ووضع تصور للرحلات الجوية المباشرة".

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة، سعيد صادق، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "مصر لا تمانع في تحسين العلاقات، لأن سياستها المتبعة حالياً هي صفر مشاكل، طالما لا تتدخل الدول الأخرى في شؤونها". وأضاف صادق: "تدخلت تركيا في الشؤون الداخلية لمصر، وتوترت علاقتها، وعندما توقفت عن فعل ذلك، تحسنت علاقات مصر بتركيا".

وتابع: "إيران كرمت خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس أنور السادات، وأطلقت اسمه على شارع في طهران، ودعمت التدخلات في العراق واليمن والحركات الفلسطينية، وعادَت دول الخليج كالسعودية والإمارات وهي حليفة لمصر، ولذلك توترت علاقات القاهرة وطهران".

واعتبر صادق أنه "رغم ضغوط أميركا وإسرائيل، سمحت مصر بالسياحة الإيرانية الوافدة إليها، لكن التبادل التجاري والثقافي لا يزالان منخفضين والتنسيق السياسي ضعيف"، مؤكداً أنه "من الممكن مع تحسن علاقات إيران بالخليج، أن ينعكس ذلك على تحسن العلاقات المصرية مع إيران، لكن ذلك يتطلب أيضاً تحسناً استراتيجياً في علاقات إيران بالمنطقة على مدى طويل، يستعيد فيه الطرفان الثقة بينهما". وختم صادق قائلاً إنه "من الممكن أن تستفيد مصر من صادرات إيران النفطية".
بدوره، أعرب أستاذ علم الاجتماع السياسي المصري، محمد سيد أحمد، في حديثٍ لـ"العربي الجديد" عن اعتقاده بأن "العلاقة المصرية الإيرانية بالفعل تتحسن إلى حد كبير، وهناك تطورات كبيرة، وأعتقد أيضاً أن صانع القرار الإيراني استطاع بالفعل أن ينسج علاقات جيدة مع دول الإقليم، وظهر ذلك بعد الاتفاق بين السعودية وإيران، والذي يؤدي إلى تطور مهم في العلاقات العربية الإيرانية".

وأشار إلى أن ذلك "يساعد كثيراً على عودة العلاقات المصرية الإيرانية، لا سيما أن العلاقة بينهما علاقة تاريخية وجيدة إلى حد كبير، وظلت كذلك حتى الخمسينيات والستينيات، وحتى في السبعينيات أيضاً، ولكنها توترت نتيجة ترويج المشروع الصهيوأميركي فكرة السنة والشيعة وهو ما أدى إلى تغييب العقل، ورأينا الحديث عن أن هناك نية من إيران لتشييع المنطقة، وهذه الفكرة وصلت إلى مصر، وللأسف الشديد تأثرت بها بعض القوى الاجتماعية، لكن ذلك لم يؤثر كثيراً في قطاع كبير من المصريين".

تأثر القاهرة وطهران بواشنطن
وفي السياق ذاته، لفت المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، عبد الله الأشعل، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "العلاقات المصرية الإيرانية، لا يمكن لها أن تعود إلى وضعها الطبيعي، إلا إذا كان الصراع الإيراني الأميركي في حالة من الضعف".

والتقى الثلاثاء وزير المالية المصري محمد معيط، محافظ مصر لدى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية، مع إحسان خاندوزي وزير المالية الإيراني، على هامش مشاركتهما في الاجتماعات السنوية للبنك متعدد الأطراف بشرم الشيخ. وبحسب بيان رسمي مصري، بحث الوزيران "مقترحات لتطوير علاقات التعاون الاقتصادي، على نحو يسهم في تعظيم جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر".

وذكر أن هناك "اهتماما متبادلا لتطوير المشروعات المشتركة القائمة بالفعل بين البلدين في مصر، خصوصاً قطاع النقل البحري، وقطاع صناعة المنسوجات، بما يتسق مع توجهات الدولة لتوطين الصناعة".

الموضوع التالي الانتخابات والتمويل والاستثمارات وأزمة سكر وتطور بالعلاقات مع تركيا وإيران، والقوى الإقليمية تطور علاقتها بروسيا والصين.
الموضوع السابقمصر: واردات السكر تخطت 500 ألف طن والكيلو يسجل 40 جنيهاً