قصة بوب مينينديز وشهادات اللحوم الأمريكية الحلال المصدرة لمصر وسبائك الذهب
تتعالى الأصوات داخل مجلس الشيوخ الأمريكي لوقف مساعدات عسكرية لمصر بقيمة اكثر من 200 مليون في اعقاب توجيه الادعاء الأمريكي الاتهام لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس بوب مينينديز وزوجته بتلقي رشاوى بمئات آلاف الدولارات من رجل الأعمال الأمريكي المصري الأصل وائل حنا مقابل تسهيله استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر...
تتعالى الأصوات داخل مجلس الشيوخ الأمريكي لوقف مساعدات عسكرية لمصر بقيمة اكثر من 200 مليون في اعقاب توجيه الادعاء الأمريكي الاتهام لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس بوب مينينديز وزوجته بتلقي رشاوى بمئات آلاف الدولارات من رجل الأعمال الأمريكي المصري الأصل وائل حنا مقابل تسهيله استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر وهو ما ينفيه مينيندير وزوجته نادين ارسلانيان اللبنانية الأصل.
كما يواجه عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي المتنفذ عن ولاية نيوجيرسي تهم التدخل في قضايا جنائية مرفوعة ضد رجلي الأعمال خوسيه أوريبي وفريد دعيبس المقربين من وائل حنا وتلقي رشاوى منهما.
وينفي المتهمون التهم الموجهة لهم وقد تم اطلاق سراحهم بموجب كفالات مالية كبيرة حيث بلغت قيمة كفالة حنا مثلاً 5 ملايين دولاروهم ممنوعون من السفر.
سبائك ذهب ومئات آلاف الدولارات
في شهر يونيو/حزيران 2022 داعم عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل مينينديز ونادين ارسلانيان في نيوجرسي بعد أخذ موافقة القضاء، كما شمل التفتيش خزائن تعود لهما.
وحسب لائحة الاتهام " تم العثور على عوائد اتفاق الرشوة بين مينينديز وزوجته نادين ووائل حنا المعروف باسم ويل حنا وخوسيه اوريبي وفريد دعيبس وقد عثر على مبالغ نقدية وذهب وسيارة فاخرة ومفروشات. عثر على 480 الف دولار وكان أغلب هذا المبلغ اوراقاً نقدية داخل ظروف مخبأة في جيوب ملابس وخزانة الملابس وخزائن. كما تم العثور على مبلغ 70 الف دولار نقداً في خزنة تعود لنادين مينينديز. وحملت بعض الظروف والسبائك الذهبية بصمات فريد دعيبس أو سائقه الشخصي. كما تم العثور على بعض المبالغ النقدية في جيوب ستر تحمل اسم مينينديز كانت معلقة داخل خزانة الملابس".
وجاء في لائحة الاتهام أنه في أوائل عام 2018 قالت نادين ارسلانيان لصديقها وائل حنا أنها على علاقة بعضو مجلس الشيوخ بوب مينينديز وخلال الأشهر والسنوات اللاحقة لعبا دور الوسيط بين مينينديز ومسؤولين أمنيين وعسكريين مصريين بهدف تعزيز وتقوية اتفاقهم الجنائي بمساعدة فريد دعيبس وخوسيه اوريبي المتهمان ايضاً في هذه القضية حيث قام حنا بالتعاون مع الأخرين بتقديم رشاوى بقيمة مئات آلاف الدولارات لبوب مينينديز وزوجته نادين مقابل قيام مينينديز بأعمال تتنافى مع واجباته لصالح الحكومة المصرية ولمصلحة وائل حنا والتي شملت من بين أمور أخرى المبيعات العسكرية الأمريكية للخارج والمساعدات العسكرية الخارجية.
بدأت اللقاءات بين مينينديز والمسؤولين الأمنيين والعسكريين المصريين في شهر مارس/آذار 2018 بحضور نادين التي كانت صديقة مينينديز ولم تكن قد تزوجته حينها ووائل حنا في مكتب مينينديز في مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن وجرى خلال اللقاءات مناقشة المساعدات العسكرية لمصر وغيرها من القضايا بغياب موظفي مكتب مينينديز في المجلس او مسؤولين من لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونغرس.
التقى مينيندير ونادين ووائل حنا في شهر مايو/ أيار أيضا في نفس العام. وبعد ساعات من اللقاء طلب مينينديز من وزارة الخارجية الأمريكية لائحة باسم وجنسيات العاملين في السفارة الأمريكية في القاهرة . ورغم ان هذه المعلومات لا تعتبر سرية لكنها تعتبر حساسة للغاية لانها مصدر قلق كبير في حال وصولها للحكومات الأجنبية أو الكشف عنها. من دون علم الموظفين الرسميين في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس أو وزارة الخارجية الأمريكية مرر مينينديز المعلومات التي وصلته من وزارة الخارجية إلى صديقته نادين التي بدورها نقلت المعلومات الى وائل حنا الذي نقلها بدوره الى مسؤول مصري.
وتوالت لقاءات مينينديز بالمسؤولين العسكريين والأمنيين المصرين في الولايات بحضور وائل حنا ونادين ارسلانيان واستمر تدفق المساعدات والشحنات العسكرية الأمريكية على مصر رغم رفع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ أصواتهم مطالبين بحجب أوتعليق جزء من هذه المساعدات بسبب سجل مصر في مجال حقوق الانسان .
تخلف وائل حنا عن الوفاء بما تعهد به من مدفوعات لنادين ومن بينها دفعات عن عملها في شركته ( أي أس إي جي حلال) التي تصدر شهادات صحية لصادرات اللحوم الأمريكية الى مصر تؤكد أنها لحوم حلال.
وكان حنا قد أسس هذه الشركة قبل فترة بمساعدة صديقه المتهم في هذه القضية فريد دعيبس. لم تحقق الشركة خلال عام 2018 واوائل عام 2019 أي إيرادات وعجز حنا عن دفع ما اتفق عليه إلى نادين.
بعد عدة أشهر من أول لقاء بين مينينديز ومسؤولين مصريين في مارس 2018 اشتكت نادين إلى عدد من المقربين من وائل حنا حول تخلفه عن دفع ما اتفق عليه من مبالغ بحيث أن أحد هؤلاء المقربين اعتقد أن مينينديز سيتوقف عن مساعدة حنا والتجاوب مع طلباته فيما يتعلق بمصر ما لم يف بوعوده لنادين ويدفع لها.
كما اشتكت نادين إلى مينينديز حول تخلف وائل حنا عن الوفاء بوعوده وكتبت له " أشعر بالانزعاج طيلة هذا الصباح. توجه وائل الى مصر البارحة وهو يظن نفسه ملك العالم والبلدان مثل الخاتم في اصبعه. آمل أن يقوموا باستبداله".
في الربع الثاني من عام 2019 منحت الحكومة المصرية الحق الحصري لشركة وائل حنا لاصدار شهادات "حلال" للأغذية التي تصدرها الولايات المتحدة الى مصر رغم أن الشركة ووائل لم تكن لديهما أي خبرة سابقة في هذا المجال.
وقبل ان يحصل وائل حنا على هذا الاحتكار الحصري كانت عدة شركات أمريكية مخولة بإصدار هذه الشهادات للحوم الامريكية المصدرة إلى مصر.
وفي اعقاب حصول وائل حنا على هذا الاحتكار الحصري بدأ في دفع ما تم الاتفاق عليه الى نادين وبوب مينينديز.
في شهر يونيو/ حزيران 2019 أسست نادين شركة استشارية حملت اسم : "Strategic International Business Consultant " بمساعدة مينينديز وكانت الشركة قناة تلقي الرشاوى.
أدى احتكار وائل حنا إصدار شهادات "الحلال" للحوم والأغذية الأمريكية المصدرة إلى مصر إلى ارتفاع كلفة هذه الصادرات مما حدا بعدد من المسؤولين الحكوميين في وزارة الزراعة الأمريكية إلى الاتصال بالحكومة المصرية للتعبير عن اعتراضهم على منح شركة وائل حنا الحق الحصري في اشدار هذه الشهادات ومطالبيتن الحكومة المصرية بإعادة النظرة في هذا القرار.
وأعدت الوزارة تقريرا عن ارتفاع كلفة اصدار شهادات "الحلال" والتداعيات السلبيىة لاحتكار شركة وائل حنا على السوق الأمريكية.
في مايو/أيار 2019 التقى مينينديز ونادين ووائل حنا بمسؤول أمني مصري في مكتب عضو مجلس الشيوخ حيث تم التطرق إلى مسألة تأثير ملف حقوق الانسان على المساعدات الأمريكية لمصر وفي نفس اللقاء طلب وائل من مينينديز المساعدة في الرد على اعتراضات وزارة الزراعة الأمريكية على حصول شركته على حق الحصري في اصدار شهادات الحلال لصادرات الأغذية الأمريكية إلى مصر.
بعد اللقاء بيومين قدم وائل حنا لنادين بعض الخطابات الموجهة من وزارة الزراعة الأمريكية الى المسؤولين المصريين والتي حولتها بدورها الى مينينديز. بعد ذلك بأيام معدودة اتصل مينينديز بمسؤول رفيع في وزارة الزراعة الأمريكية طالبا منه التوقف عن الاعتراض على التوكيل الحصري لشركة وائل حنا بإصدار شهادات "الحلال" ورغم عدم تجاوب المسؤول الأمريكي مع طلب مينينديز لكن شركة حنا ظلت تحتكر اصدار هذه الشهادات.
بعد استحواذ شركة وائل حنا الى هذه التجارة نجح الأخير في ضمان المدفوعات لنادين بالتعاون مع شريكيه فريد دعيبس وخوسيه اوريبي احياناً.
فعلى سبيل المثال في شهر يوليو/ تموز 2019 بدأت الشركة التي قدمت القرض العقاري لنادين لشراء منزلها بإجراءات الاستيلاء على المنزل بسبب تخلف صاحبة البيت عن سداد أقساط القرض.
دفعت شركة وائل حنا مبلغ 23 الف دولار لوقف إجراءات مصادرة منزل نادين بعد سلسلة من المناقشات بين نادين ووائل وفريد وخوسيه. وعندما المح خوسيه اوريبي إلى أن وائل قد لا يدفع كل المبلغ المطلوب لتسوية وضع القرض العقاري الخاص بمنزلها ردت نادين قائلة :" عندما أزور مصر سيصبح هو ( وائل حنا) أقوى من رئيس مصر".
تتضم لائحة الاتهام العديد من التفاصيل عن لقاءات مينينديز وزوجته ووائل حنا بالعديد من المسؤولين المصرين في الولايات المتحدة وفي مصر اثناء زيارة الزوجين لمصر في أكتوبر/ تشرين الثاني 2021.
يذكر أن مصر تتلقى مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979 و تأتي في المرتبة الثانية بعد إسرائيل من ناحية حجم المساعدات العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة.
وربطت واشنطن جزءً من هذه المساعدات بأوضاع حقوق الانسان في مصر منذ عام 2014 بهدف الضغط على حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتغيير نهجها في هذا المجال.
ويترأس حاليا عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي بن كاردين لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ خلفاً لبوب مينينديز الذي استقال من رئاسة اللجنة في اعقاب توجيه الاتهام له.
يذكر أن كاردين ليس من المعجبين بسجل مصر في مجال حقوق الانسان وسبق أن انتقد إدارة الرئيس بادين بسبب حجبها مبلغ 85 مليون دولار فقط من المساعدات عن مصر وقال أن هذا الموقف سيشجع مصر على التمادي في انتهاكات حقوق الإنسان.