فورين بوليسي: الزعماء الإقليميون يخشون توسع الحرب بين إسرائيل وحماس

خلاصة

يشعر الزعماء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقلق بالغ من احتمال امتداد العنف وعدم الاستقرار والاضطرابات إلى المنطقة برمتها، إذ لا يمكن استبعاد انتفاضة ربيع عربي أخرى، وفق ما يخلص تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي.

نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرًا كتبه نصموت غبادا موسي يسلط الضوء على قلق القادة في منطقة الشرق الأوسط من اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة. 

وقال الكاتب إن الزعماء في الشرق الأوسط وأفريقيا يشعرون بقلق بالغ من احتمال امتداد العنف وعدم الاستقرار إلى المنطقة برمتها وذلك مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس. 

وتتصاعد المخاوف من أن الغضب الشعبي ضد القصف الإسرائيلي المنتظم لقطاع غزة يعمل، على حد تعبير منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، على تأجيج المظالم وإعادة إحياء التحالفات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث لا يمكن استبعاد انتفاضة ربيع عربي أخرى.

قلق كبير

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط يوم السبت في قمة سلام بالقاهرة: «لدينا قلق كبير من أننا قد ننزلق إلى صراع ديني وتوسيع المواجهة».

ويشير محللون أمنيون إلى انتفاضة 2011 في ليبيا، والتي أدت إلى الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي وانتشار الأسلحة بالإضافة إلى التمرد الإسلامي عبر منطقة الساحل، كمثال على التداعيات غير المتوقعة لعدم الاستقرار هذا.

ولفت الكاتب إلى أن احتجاجات حاشدة مؤيدة لفلسطين اندلعت في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر والمغرب وليبيا وتونس. ومصر على وجه الخصوص معرضة لخطر زعزعة الاستقرار نظرًا لحدودها المشتركة مع غزة وسيطرتها على معبر رفح. وقال سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، داني أيالون، لشبكة سكاي نيوز إن سكان غزة يجب أن يرحلوا إلى حدود سيناء في مصر... «وسيتعين على مصر قبولهم».

وجادل السيسي بأن هذا قد يتسبب في تحول سيناء إلى «قاعدة للعمليات الإرهابية ضد إسرائيل» واقترح أنه يمكن بدلًا من ذلك إيواء اللاجئين في صحراء النقب الإسرائيلية. وتخشى الدول العربية أن يؤدي نزوح الفلسطينيين من غزة إلى السماح لإسرائيل بإعادة احتلال الأرض وتشريد السكان بشكل دائم. وأكد السيسي في قمة السلام يوم السبت أن «تصفية القضية الفلسطينية بدون حل عادل لن تحدث على حساب مصر».

استياء شعبي

وأضاف الكاتب أن عديدًا من المصريين يشعرون بالاستياء بالفعل من السيسي بشأن الوضع الاقتصادي، بينما تتجه البلاد إلى الانتخابات في ديسمبر المقبل، مما يوفر مزيجًا متقلبًا. واتهم منتقدون السيسي باستغلال الغضب الشعبي بشأن غزة لتحسين معدلات تأييده. ودعا إلى احتجاجات على مستوى البلاد دعما للقضية الفلسطينية يوم الجمعة الماضي، وهو أمر نادر نظرًا لحملته المستمرة منذ سنوات على النشاط السياسي.

ولم يكن ميدان التحرير في القاهرة – مركز احتجاجات الربيع العربي عام 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك – مُدرجًا ضمن المواقع التي يمكن للمتطاهرين الخروج فيها، وفرقت قوات الأمن بالقوة المشاركين الذين تجمعوا في الميدان. وألقت السلطات القبض على أكثر من 100 شخص بسبب تواجدهم في الميدان أو للتظاهر ضد السيسي.

ويخشى الخبراء أيضًا أن يحفز الصراع الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا على استغلال الغضب الشعبي بشأن الأزمة الإنسانية لحشد الدعم والشرعية. ففي الصومال، على سبيل المثال، نظمت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة احتجاجات مؤيدة لفلسطين. وكما ذكرت لين أودونيل من مجلة فورين بوليسي، فإن التأثير الأوسع لهجمات حماس - حتى قبل احتمال تصعيد الحرب الإقليمية - هو احتمال أن تحاول الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم تقليد ما فعلته حماس.

وكما أشار غيث العمري، المسؤول السابق في السلطة الفلسطينية والذي يعمل الآن في معهد واشنطن، «يمكنك تدمير كل البنية التحتية المادية لحماس، لكن من الصعب جدًا تدمير الفكرة. ومع امتداد الغضب العام تجاه القادة العرب، هناك خوف من أن تثير الحرب اضطرابات جديدة».

الموضوع التالي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: العالم لا يستطيع حل الحرب بين إسرائيل وحماس بدون مصر
الموضوع السابقفورين أفيرز: مصر في مرجل غزة