ذا كونفرزيشن: هل تتحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي؟

خلاصة

تتصاعد المخاوف في المنطقة من أن يتحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب إقليمية أوسع تشمل دولًا أخرى في المنطقة، وفق ما يخلص مقال نشره موقع ذا كونفرزيشن.

نشر موقع «ذا كونفرزيشن» الأسترالي مقالًا كتبته جيسيكا جيناور، محاضرة في العلاقات الدولية، تسلِّط فيه الضوء على إمكانية اتساع الحرب على غزة إلى دول إقليمية مجاورة مثل مصر ولبنان وسوريا. 

وقالت الكاتبة إن المخاوف تتصاعد من أن الصراع بين إسرائيل وحماس قد يتحول إلى حرب أوسع تشمل دولًا أخرى في المنطقة.

وتواجه الدول المجاورة مثل لبنان وسوريا ومصر، فضلًا عن اللاعبين الإقليميين مثل إيران وقطر، حاليًا ضغوطًا محلية ودولية بشأن استجابتها.

وتطرقت الكاتبة إلى احتمالية جر دولة أخرى إلى الصراع ــ أو الاضطلاع بدور دبلوماسي في المساعدة في حل الأزمة، مشيرة إلى أربعة مواقف لأربع دول هي مصر ولبنان وسوريا وقطر، بخلاف موقف إيران.

مصر: رغبة محدودة في المشاركة

وفي مصر، وصل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في عام 2013 من خلال الإطاحة بالحكومة التي يقودها الإخوان المسلمون المنتخبة ديمقراطيا في أعقاب انتفاضة الربيع العربي. ولطالما كانت حركة الإخوان المسلمين نقطة محورية للمعارضة السياسية في مصر، وهي متحالفة أيديولوجيًا مع حركة حماس.

وعلى الرغم من أن حكومة السيسي سمحت ببعض الاحتجاجات ضد تصرفات إسرائيل في غزة، إلا أنها كانت تخضع لرقابة مشددة. والجدير بالذكر أنه لم يُسمح لهم بالتواجد في ميدان التحرير، قلب احتجاجات الربيع العربي.

وترى الكاتبة أن القلق الرئيس للسيسي هو أن الصراع في غزة قد يثير مظاهرات واسعة النطاق في مصر، الأمر الذي قد يؤجج عدم الرضا عن نظامه. وعلى هذا النحو، سيحاول السيسي إعطاء الأولوية للاستقرار الداخلي بدلًا من الانخراط المباشر في الحرب. ومن المرجح أن يدعم حماس خطابيًا، في حين أنه لن يبذل أي جهد ملموس لمساعدتها في حربها ضد إسرائيل.

والأهم من ذلك، وفقًا للكاتبة، أن هذا يعني أن مصر ستظل مترددة أيضًا في فتح معبرها الحدودي الجنوبي مع غزة للسماح للاجئين الفلسطينيين بالمغادرة.

وعلى مدى عقد من الزمن، تقاتل القوات المصرية تمردًا إسلاميًا في صحراء سيناء. ويشعر السيسي بالقلق من أن تدفق اللاجئين من غزة قد يؤدي إلى تفاقم هذه التوترات ويؤدي إلى زيادة النشاط المسلح ضد النظام.

لبنان: الأمر يعتمد على قرار حزب الله

وفي لبنان، ستكون الحرب مع إسرائيل تطورًا غير مرحب به. في السنوات الأخيرة، اتسم المشهد السياسي في لبنان بعدم الرضا العام عن النخب والأزمة الاقتصادية المستمرة.

وقد اشتبك حزب الله، وهو جماعة سياسية شيعية مسلحة قوية في لبنان، مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود. وإذا استمر العنف في التصاعد بين إسرائيل وحماس، فمن الممكن أن يدخل حزب الله إلى الحرب من الشمال. وهذا من شأنه أن يُلزم لبنان بمواجهة عسكرية لا تحظى بشعبية مع إسرائيل، الأمر الذي قد ينهي السلام الهش بين البلدين والذي صمد منذ عام 2006.

وبما أن حزب الله جزء لا يتجزأ من الحكومة اللبنانية ويسيطر على أقوى قوة مسلحة وأكثرها تنظيمًا في البلاد، فإن الفصائل اللبنانية الأخرى ليس لديها قدرة كبيرة على كبح جماح الحزب. وستكون هذه الفصائل أيضًا حذرة من إثارة حرب أهلية أخرى من خلال محاولة منع حزب الله من مواصلة العمل العسكري.

سوريا: محاصرة بسبب الدين السياسي المستحق لإيران

وأضافت الكاتبة أن الاحتجاجات السياسية في سوريا المستمرة منذ عام 2011 أدت إلى حرب أهلية بين نظام الرئيس بشار الأسد والجماعات المتمردة. واعتمد الأسد على الدعم العسكري الإيراني والروسي للحفاظ على قبضته على السلطة.

وليس لدى الأسد أي حافز للاشتباك مع إسرائيل عسكريًا وزعزعة استقرار سيطرته السياسية التي اكتسبها بشق الأنفس. ومع ذلك، قد يكون من الضروري سداد الديون المستحقة لإيران مع التحريض ضد إسرائيل إذا شنت إسرائيل عملية برية متوقعة في غزة.

وأشارت الكاتبة إلى الضربات المتكلالاة من إسرائيل على مواقع سورية، موضحة أن هدف إسرائيل المحتمل من هذه الضربات هو ردع المواجهة العسكرية، وليس استفزاز سوريا. وتعتبر هذه الضربات بمثابة تذكير للأسد بأن إسرائيل لديها القدرة على ضرب أهداف مهمة في عمق الأراضي السورية – وأنها مستعدة للقيام بذلك.

وهناك خطر أن تؤدي مثل هذه التصرفات، إلى جانب الضغط السياسي من إيران وحزب الله، إلى تصعيد عسكري بين سوريا وإسرائيل.

إحدى الجهات الفاعلة التي تتمتع بالقدرة على كبح جماح سوريا هي روسيا، التي تحتفظ بوجود عسكري كبير في البلاد. وليس لدى روسيا مصلحة في رؤية سوريا تدخل في حرب مع إسرائيل، لأن هذا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى كسر الاستقرار السياسي الهش الذي استثمرت روسيا بشكل كبير في الحفاظ عليه.

قطر: اغتنام الفرصة الدبلوماسية 

وتعتقد الكاتبة أن قطر ربما تكون واحدة من أكثر الدول إثارة للاهتمام في الأسابيع المقبلة. ولعقود من الزمن، لعبت دورًا كبيرًا إلى حد ما في السياسة والدبلوماسية الإقليمية.

ولطالما كانت لقطر علاقة وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين والفروع التابعة لها. كما أنها تضم المكاتب السياسية لحماس في الدوحة، وكانت أحد الداعمين الماليين الرئيسين للجماعة. 

ولعبت قطر بالفعل دورًا أساسيًا في المفاوضات مع حماس لإطلاق سراح أربعة رهائن من غزة.

وفقدت قطر نفوذها الإقليمي في 2017 عندما قطعت أربع دول في المنطقة علاقاتها وفرضت حصارًاعليها. وتريد الآن استعادة مكانتها كلاعب رئيس في المنطقة. وسيكون من مصلحة قطر أن تضع نفسها كوسيط دبلوماسي محوري في الصراع وتجنب أن يُنظر إليها نظرة مماثلة لإيران، باعتبارها أداة تمكين وممول لنشاط حماس.

وتتابع الكاتبة متساءلة: فهل تنجح قطر إذن في الاستفادة من علاقتها الوثيقة مع حماس لتسهيل المفاوضات بين الحركة وإسرائيل لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين أو حتى وضع حد للصراع؟ أم أن افتقار قطر إلى علاقات دبلوماسية مع إسرائيل سيحبط هذه الطموحات؟

وقد يعتمد نفوذ قطر على شهية إسرائيل للمفاوضات ومدى إبداء الولايات المتحدة استعدادها للتوسط بين الطرفين.

الموضوع التالي الجارديان: إسرائيل تتعرض لضغوط متزايدة لمبادلة الأسرى الفلسطينيين بأسراها في غزة
الموضوع السابقبلومبرج: مصر تربط بين انخفاض واردات الغاز وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة