الجارديان: حرب غزة هي أسوأ معاناة إنسانية
في غزة، يحصل طفل عمره 10 ساعات على شهادة وفاة وليس شهادة ميلاد. فإلى متى ستستمر هذه المأساة ؟ وفق ما يتساءل تقرير لصحيفة الجارديان.
نشرت صحيفة الجارديان تقريرًا كتبته الدكتورة راشيل كوجلان، ممارسة إنسانية وصحية، تُسلط الضوء على جانب من جوانب المعاناة الإنسانية التي يعانيها السكان في قطاع غزة.
تبدأ الكاتبة تقريرها برسالة من إحدى زميلاتها في مستشفى الصداقة التركي في القطاع تقول فيها: «لا أجد الكلمات التي أعبر بها عما يحدث. كل ما يمكنني قوله هو أننا ننتظر الموت في كل ثانية».
وتقول إن العائلات في غزة تتخذ قرارات يومية لا يستطيع أي من الجالسين في منازلهم تصورها: البقاء هناك أو المقامرة بالانتقال إلى مكان آخر، أو البقاء معًا أو الانفصال، أو الموت كوحدة واحدة، أو منح النسب العائلي فرصة أفضل للاستمرار.
وحتى الخروج لشراء الخبز للبطون الجائعة التي تعاني من نقص التغذية، أو السفر إلى الحدود في سيارة إسعاف لإجراء إجلاء طبي عاجل، أصبح الآن يحمل خطر الموت الحقيقي.
وتستعرض الكاتب مشاهد المعاناة المختلفة التي حوصر فيها أهل غزة في معركة مؤلمة من أجل الحياة، لافتة إلى اضطرار البعض في غزة على الانتقال أربع أو خمس أو ست مرات أو أكثر بحثًا عن مأوى أكثر أمانًا من السابق. لكن أي شعور بالحماية في ما يسمى بالمناطق الآمنة قد تبخر منذ فترة طويلة.
وأشارت إلى أن مرضى السرطان ينتظرون الموت، بسبب مرضهم ولكن ربما أيضًا بسبب القنابل، فقد توقف مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، الذي استنفد الوقود وجميع الإمدادات الطبية بما في ذلك مسكنات الألم وتعرض للقصف المباشر هذا الأسبوع، عن تقديم العلاج أو الملجأ.
وتنقل الكاتبة عن الدكتور فاضل نعيم في مستشفى الصداقة التركي أن اليوم توفي أربعة مرضى سرطان نتيجة توقف المستشفى.
وتنقل الكاتبة قصصًا مؤلمة عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم الساعات والذين يستخرجون لهم شهادات الوفاة قبل أن يحصلوا على شهادات الميلاد.