جيروزاليم بوست: موقف الأزهر ضربة للحرب العالمية ضد الإرهاب

خلاصة

هاجم كاتبان إسرائيليان موقف الأزهر من الحرب على غزة ويقولان إن الوقت قد حان لمصر والمجتمع الدولي للوقوف ضد هذا الموقف الخطير الذي يتعارض مع تطلعات اليهود والمسيحيين والمسلمين إلى شرق أوسط أكثر أمانًا، وفق ما يخلص مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست.

نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالًا كتبه مايكل باراك، الباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، وأوفير وينتر، الباحث أل في معهد دراسات الأمن القومي، يهاجمان فيه موقف الأزهر الشريف من الحرب على غزة ويقترحان عدة تدابير لمواجهة هذا الموقف.

يقول الكاتبة في مستهل مقاله إن الكثيرين في جميع أنحاء العالم كانوا ينتظرون موقفًا عالميًا جماعيًا ضد الإرهاب في أعقاب هجوم حماس، 

أتيحت الفرصة للأزهر، المؤسسة الإسلامية المرموقة في مصر، لإثبات نفسه باعتباره منارة للتسامح والإنسانية، متجذرة في الشريعة الإسلامية. ومن المؤسف أنها اختارت دعم المذبحة المروعة التي ارتكبتها حماس ضد المدنيين الأبرياء.

تأسس الأزهر عام 998 في القاهرة كأكاديمية لدراسة الإسلام، وهو مؤسسة مشهورة ذات تأثير عالمي. ومع مرور الوقت، أصبح الأزهر عاملًا رئيسًا في إضفاء الشرعية على سياسات الأنظمة المصرية المختلفة، بما في ذلك مواقفها تجاه إسرائيل. 

وفي حين يدعي الأزهر أنه يناصر الاعتدال الديني ويقود المعركة ضد التطرف الديني، فإن بعض أنشطته وتصريحاته الأخيرة تشير إلى الخروج عن هذه المبادئ.

في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبنى الأزهر نهجًا مزدوجًا تجاه التطرف، إذ يعارض بنشاط الجماعات المتطرفة مثل الإخوان المسلمين وداعش، بينما يدعم في الوقت نفسه الحركات العنيفة مثل حماس التي تنخرط في الإرهاب ضد إسرائيل.

الاتصالات مع حماس

وقال الكاتب إن الإمام الأكبر للأزهر الشيخ أحمد الطيب يعد قوة دافعة وراء هذا النهج، إذ يحافظ على اتصالات معلنة مع قادة حماس ويبدي تعاطفه معهم.

وأضاف أن تأييد المؤسسة الأكاديمية لهجوم حماس أمر مقلق للغاية.

وبعد الهجوم، أصدر الأزهر بيانا أشاد فيه بما أسماه «جهود المقاومة للشعب الفلسطيني العظيم».

ويرى الكاتب أن موقف الأزهر لم يتجاهل الفظائع التي ارتكبتها حماس فحسب، بل ساهم أيضًا في تأجيج المشاعر العامة العدائية في مصر، مما أدى إلى إطلاق النار وقتل ثلاثة سائحين إسرائيليين في الإسكندرية.

ولفت الكاتب إلى أن التطور الأكثر إثارة للقلق هو فتوى الأزهر التي تنص على أن «المدنيين الصهاينة على الأرض المحتلة لا ينطبق عليهم وصف المدنيين»، مضيفًا أنهم «محتلون للأرض، مغتصبون للحقوق، منحرفون عن طريق الأنبياء». وهذا الخطاب يضفي الشرعية أساسًا على العنف ضد المدنيين الإسرائيليين ويعمل على تصعيد التوترات الإقليمية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأزهر ليس غريبًا على توظيف الخطاب المعادي للسامية. فخلال الحرب، صور «العدو الصهيوني» على أنه «ذئب متعطش للدماء»، يستمتع بـ «أكل اللحم وشرب دم» الأطفال والنساء والأبرياء. علاوة على ذلك، دعا أحد علماء الأزهر إلى مقاطعة الشركات العالمية المملوكة لليهود ونصح بعدم العمل مع اليهود ووصفهم بأنهم «أناس غادرون».

إجراءات مقترحة

وأشار الكاتب إلى أن إجراءات عدة يمكن أن تساعد في إعادة مواءمة الأزهر مع دوره المقصود في مكافحة الإسلام الراديكالي والإرهاب، على النحو التالي: 

• دعوة مصر لكبح جماح الأزهر: يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والفاتيكان - التي تقيم علاقات جيدة مع شيخ الأزهر أحمد الطيب - والدول العربية المعتدلة، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الإصرار على أن تمارس الحكومة المصرية نفوذها على المؤسسة. وقد تنظر مصر في إجراء تغييرات تشريعية للحصول على إشراف أكبر على سياسات إمام الأزهر.

• تقويض سمعة الأزهر العالمية: يجب على إسرائيل وحلفائها الدوليين رفع مستوى الوعي بشأن فشل الأزهر في تعزيز التسامح ومكافحة التطرف، فضلًا عن تأييدها لموقف مؤيد لحماس. وإلى أن يعدل الأزهر سياساته وخطابه، يجب على الجهات الفاعلة الدولية وغير الحكومية إعادة تقييم مشاركتها مع المؤسسة وقادتها.

• تعطيل تمويل الأزهر: يجب على الداعمين الماليين للأزهر، بما في ذلك مصر والإمارات والجهات الفاعلة الدولية الأخرى، إعادة النظر في دعمهم للمؤسسة. ويمكن أن تتوقف الأموال المقدمة إلى مصر لجهود مكافحة الإرهاب على كبح سلوك الأزهر الضار.

• إعادة دراسة الأزهر لسياساته: من الأفضل للمؤسسة إعادة تأسيس دورها باعتبارها جسرًا بين الأديان والشعوب، بدلًا من تعزيز العنف والعداء.

على سبيل المثال، يمكنها الاستفادة من علاقاتها الإيجابية مع حماس للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب، بما في ذلك النساء وكبار السن والأطفال، الذين اختطفتهم حماس في انتهاك للمبادئ الأساسية للإنسانية والإسلام.

وفي الختام، فإن معالجة دعم الأزهر لحماس يتجاوز الأمن الإقليمي. إنه واجب أخلاقي.

لقد حان الوقت لكي تتخذ مصر والمجتمع الدولي موقفًا ضد هذا الموقف الخطير الذي يتعارض مع تطلعات اليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء إلى شرق أوسط أكثر سلامًا واستقرارًا.

الموضوع التالي أردوغان ورئيسي يبحثان أوضاع الحرب في غزة
الموضوع السابقاليوم الـ٣٤ للحرب.. الاحتلال يواصل الغارات والمقاومة تكلفه خسائر عسكرية فادحة