التليجراف: «لا شيء أقل من مذهل».. كيف تحدت مصر احتمالات القضاء على التهاب الكبد سي
في غضون عقد من الزمان، تحولت مصر من بين أسوأ المعدلات العالمية لمرض التهاب الكبد الوبائي إلى شبه القضاء على المرض تمامًا،وفق ما يخلص تقرير لصحيفة التليجراف.
نشرت صحيفة التليجراف تقريرًا أعدَّه شارلوت ليتون يسلط الضوء على ما وصفه بالنجاح المذهل لمصر في القضاء على مرض التهاب الكبد الوبائي.
وقال الكاتب إن مصر وصلت الشهر الماضي إلى وضع «المستوى الذهبي» للقضاء على التهاب الكبد الوبائي سي، وعندها أعلن مجتمع الصحة الدولي أن هذا الإنجاز «ليس أقل من مذهل».
في غضون عقد من الزمان، تحولت البلاد من بين أسوأ المعدلات العالمية للمرض إلى شبه القضاء الكامل عليه.
ويقول خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري: «قدمت مصر نموذجًا يُحتذى لعلاج التهاب الكبد الوبائي سي وأظهرت أن القضاء على التهاب الكبد الوبائي ممكن على الرغم من كونها دولة ذات دخل منخفض».
ويلفت الكاتب إلى أن حوالي 58 مليون شخص على مستوى العالم يعيشون حاليًا مع العدوى - 80 في المائة منهم لا يعرفون أنهم مصابون بفيروس التهاب الكبد سي - مع وفاة أكثر من مليون شخص كل عام بسبب أمراض مرتبطة، مثل فشل الكبد والسرطان.
وبعد أن كافحت لعقود لمحاربة المرض، الذي قتل 40 ألف مصري في 2015 وحدها، جذبت السرعة التي عكست بها البلاد حظوظها في التعامل مع المرض انتباه العالم.
قبل عشر سنوات، كان 14,7 في المائة من السكان مصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي، وكان الكثير منهم بسبب إصابتهم بمرض البلهارسيا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وتطرقت الصحيفة إلى التجربة المصرية في القضاء على المرض من خلال استراتيجية مشتركة مع منظمة الصحة العالمية في عام 2014 جنبًا إلى جنب مع برنامج العلاج المضاد للفيروسات، والتي اشترك فيها مليون شخص في غضون أسبوع.
وتنقل الصحيفة عن منال السيد، العضو المؤسس للجنة الوطنية المصرية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، قولها إن «الأرقام كانت مذهلة»، مؤكدة أن مصر سرعان ما أصبحت «مخططًا لجميع الدول الأخرى لتطوير استراتيجياتها».
وفي حين احتفظت خطة الحكومة المدعومة بالكامل بالزخم لفترة، بحلول عام 2017، بدأت التسجيلات في التباطؤ.
أظهر مزيد من الأبحاث أن ما يقدر بنحو مليوني إلى ثلاثة ملايين شخص في مصر مصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائي دون أن يدركوا أنهم مصابون، كما تقول منال. وكان من الواضح أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
لذلك عندما وافقت منظمة الصحة العالمية مسبقًا على اختبار تشخيص سريع في عام 2018، «قررنا الذهاب إلى برنامج فحص وطني، بمبادرة رئاسية وإرادة سياسية للقيام بذلك في أقصر وقت ممكن»، وفقًا لمنال.
كان الطرح «فعالًا للغاية وسريعًا للغاية وفعالًا للغاية من حيث التكلفة».
وفُحص أكثر من 60 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، في سبعة أشهر - «أكبر برنامج فحص في العالم بأسره».
وشخصت مصر الآن 87 في المائة من المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي، منهم 93 في المائة تلقوا العلاج بنجاح - متجاوزين المعدلات الذهبية لمنظمة الصحة العالمية البالغة 80 و 70 في المائة على التوالي.
وتضيف الصحيفة أن السؤال المطروح الآن هو كيفية تشجيع الدول الأخرى على اتباع المسار نفسه. ويوضح وزير الصحة المصري أن «مصر تتعاون مع مختلف الدول والمنظمات للمساعدة في برامج القضاء على المرض في عديد من الدول الأفريقية والآسيوية».