المونيتور: حرب غزة تختبر نفوذ الخليج العربي بينما يحاول مجلس التعاون تجنب التصعيد الإقليمي

خلاصة

على الرغم من أن الإمارات والبحرين تقيمان علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، وكانت المملكة العربية السعودية تدرس مثل هذه الخطوة، إلا أن الدول العربية في المنطقة لديها أسبابها لتوخي الحذر، وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور.

نشر موقع المونيتور تقريرًا كتبه فينا علي خان يستعرض مدى قدرة دول الخليج العربي على التأثير علة مجريات الحرب في غزة وما يمكن ان تفعله مع استمرار الحرب.  

ويقول الكاتب إنه وفي ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة، لم تندلع الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط بعد. وقد مارس حلفاء إيران ضبط النفس نسبيًا، ولا أحد لديه الرغبة في التصعيد الكامل. ومع ذلك، فإن خطأ واحد يمكن أن يؤدي إلى حريق أوسع نطاقًا.

وبالفعل، أطلق الحوثيون وابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي يبدو أنها تستهدف إسرائيل. كما أعلن الحلفاء المدعومين من إيران في كل من سوريا والعراق مسؤوليتهم عن هجمات على المواقع الأمريكية هناك.

ومع ذلك، فإن الأزمة الحالية تتكشف في منطقة قامت مؤخرًا برفع مستوى الدبلوماسية. وفي اتفاقيات إبراهام، توصلت الإمارات والبحرين إلى اتفاقيات مع إسرائيل في عام 2020. وكانت المملكة العربية السعودية تدرس تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بشرط إبرام اتفاقية دفاع أمريكية وبرنامج نووي مدني.

وفي هذا العام، أعادت السعودية وإيران، الخصمتان القديمتان، العلاقات الدبلوماسية بعد اتفاق توسطت فيه الصين. وتجري المناقشات بين السعودية والحوثيين المدعومين من إيران لحل الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في اليمن. وفي عام 2021، أنهت السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار على قطر، واستأنفت العلاقات الدبلوماسية. بالإضافة إلى ذلك، أعربت السعودية عن استعدادها للتوسط في النزاعات المستمرة في أوكرانيا والسودان.

تأثير محدود

وأوضح الكاتب أن تصاعد الأنشطة الدبلوماسية رفع الآمال في أن تتمكن دول الخليج من التأثير على الحملة الإسرائيلية وتجنب حرب إقليمية أوسع. فقد أصبح لديهم الآن قنوات اتصال رسمية مع كل من إسرائيل وإيران، التي تدعم حماس، وغيرها من جماعات المقاومة الإقليمية التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا، بما في ذلك حزب الله في لبنان. وكانت هناك توقعات بأن السعودية ستدفع إسرائيل إلى وقف التصعيد.

وقال كريستيان أولريشسن، خبير شؤون الخليج وزميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس إن السعودية يمكنها أن تتمسك بالأمل في إبقاء احتمالات التوصل إلى اتفاق سعودي إسرائيلي قائمة.

لكن الأحداث الأخيرة أظهرت أن الوساطة الخليجية كانت ضعيفة في البداية، ولا يمكن أن تنجح من دون الولايات المتحدة. وبصرف النظر عن قطر، اقتصرت دول الخليج العربية تحركاتها إلى حد كبير على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، مما يدل على الحد الأدنى من التأثير على إسرائيل.

كما تبدو دول الخليج مترددة في التدخل في الصراع، لأنه لم يمتد بعد إلى منطقتها.

وأضاف الكاتب أن دعواتهم لوقف إطلاق النار مدفوعة باثنين من المخاوف الرئيسة؛ أولًا، يخشون أن تتصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران إلى حروب بالوكالة داخل منطقتهم. وقالت إلهام فخرو، الزميلة المشاركة في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس: «لا ترغب أي من دول الخليج في صراع إقليمي أوسع. ولهذا السبب فإنهم جميعا يحثون على وقف فوري لإطلاق النار».

ثانيًا، تُدرك دول الخليج الغضب السائد بين شعوبهم نتيجة لقتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة. وقد يثير هذا الغضب احتجاجات جماهيرية قد تتحول إلى مظاهرات مناهضة للأنظمة.

تدين دول الخليج الآن إسرائيل، لكنها تجاهلت على مدى السنوات الست الماضية القضية الفلسطينية وتابعت الصفقات مع إسرائيل. وتقول فخرو: «كانت هناك مصالحات إقليمية متعددة تجري، ولكن لم يحدث أي منها بين الأطراف الأساسية في أقدم صراع في المنطقة: إسرائيل والفلسطينيين. لقد أبعدت اتفاقيات إبراهام الفلسطينيين على نحو فعال عن تركيز الدبلوماسية الإقليمية الأمريكية».

وبرزت قطر باعتبارها الوسيط الإقليمي الأكثر فعالية بسبب علاقاتها مع حماس. وتحاول الدولة الخليجية الصغيرة إبرام اتفاق لإطلاق سراح جميع المدنيين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس. وأطلقت حماس بالفعل سراح رهينتين أمريكيتين في 20 أكتوبر وامرأتين إسرائيليتين بعد عدة أيام. كما شرع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في جولة إقليمية إلى الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية لمناقشة غزة.

علاوة على ذلك، اجتمع القادة العرب والمسلمون، بما في ذلك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في قمة عقدت في السعودية في 11 نوفمبر، واتحدوا في دعواتهم لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية غير المشروطة للقطاع.

لكن هذه الجهود وحدها لن تقنع إسرائيل بوقف التصعيد أو ردع حرب إقليمية أوسع في حالة حدوثها. وفي نهاية المطاف، فإن التحالفات المشكلة حديثًا ليست قوية بما يكفي لوقف صراع إقليمي أو الضغط على إسرائيل. وحتى قطر كافحت لتحريك محادثات الأسرى إلى مبادرة لوقف إطلاق النار.

وقال عبد الله باعبود، الخبير في شؤون الخليج والأستاذ الزائر في جامعة واسيدا في طوكيو، إن «هذه العلاقات الجديدة لا تزال مبدئية، وبعضها يمر بفترة اختبار».

ولفت الكاتب إلى أن هناك أيضًا نقص في الرغبة في التدخل. وعلى الرغم من وجود قنوات اتصال رسمية مع إسرائيل، اختارت كل من الإمارات والبحرين البقاء سلبيين نسبيًا. وقالت البحرين، في خطوة رمزية، إن سفيرها لدى إسرائيل عاد إلى المنامة، لكن الإسرائيليين يزعمون أن علاقاتهم قائمة. 

أشارت الإمارات إلى رغبتها في الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تواصل الرياض استضافة المنتديات الاقتصادية. وقد اختارت المملكة تأجيل محادثاتها مع إسرائيل إلى ما بعد حرب غزة، مما يشير إلى أنها لن تضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار.

الموضوع التالي بيزنس إنسايدر: لائحة اتهام مينينديز يمكن أن تغير قواعد اللعبة لحليفين مزعجين يسعيان للحصول على طائرات أمريكية
الموضوع السابقالمانيفستو : القافلة المصرية إلى غزة هي عمل مقاوم ضد السيسي