يديعوت أحرونوت: صعود شعبية حماس في الضفة الغربية
منذ هجوم 7 أكتوبر، تصاعد دعم حماس في الضفة الغربية، والتي لا تحظى فيها حركة فتح المنافس الذي يدير السلطة الفلسطينية بشعبية كبيرة ويُنظر إليها على أنها مقاول من الباطن لإسرائيل، وفق ما يخلص تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
نشرت صحيفة يديعوت احرونوت تحليلًا نُشر بالأساس في موقع ميديا لاين يسلط الضوء على صعود شعبية حركة حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وتستهل الصحيفة العبرية تحليلها بالإشارات إلى الهتافات التي تعالت في المسيرات التي خرجت في الضفة الغربية لاستقبال الأسرى المحررين والتي تهتف لحركة حماس وكتائب القسام.
ورفع الكثيرون أعلام حماس الخضراء ورددوا شعارات مؤيدة لحماس وهم يحتضنون الأسرى الفلسطينيين المحررين. وقد أثارت صور الحشود الكبيرة من الشباب قلق السلطة الفلسطينية وهي تكافح من أجل البقاء على صلة بالأحداث.
شعبية حماس
وتقول الصحيفة إن حركة حماس الإسلامية التي تهيمن على قطاع غزة شهدت ارتفاعًا في شعبيتها بين جميع الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر.
وفي الضفة الغربية، لدى أقلية صغيرة وجهة نظر إيجابية تجاه السلطة الفلسطينية، التي لا تحظى بشعبية كبيرة بوجه عام في المناطق التي تسيطر عليها والتي يُنظر إلها باعتبارها مقاولًا من الباطن للاحتلال الإسرائيلي.
من العواقب غير المقصودة للحرب في غزة ارتفاع جاذبية حماس في الضفة الغربية، وهو أمر يمكن أن يُعزى إلى الإحباط من عدم وجود أفق سياسي في الدبلوماسية بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وإسرائيل.
وقال الطالب الجامعي يزن عبد الله «جئت إلى هنا للاحتفال بالإفراج عن السجناء وإظهار دعمي للمقاومة».
وقال عبد الله إنه نشأ محاطًا بأنصار فتح، بمن فيهم والده وأعمامه. ومع ذلك، قال إن فتح، أبرز وأقدم فصيل فلسطيني يهيمن على السلطة الفلسطينية، فقدت «البوصلة».
وقال «كانت فتح تؤمن بالمقاومة والتحرير لكن ذلك اختفى وكل قادتها قلقون بشأن حماية مصالحهم. وفيما يتعلق بنا، حماس هي زعيم الشعب الفلسطيني».
وتوصف الزيادة الكبيرة في الدعم الفلسطيني لحماس بأنها نتيجة غير مقصودة للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. ووجدت استطلاعات الرأي الأخيرة انخفاضًا حادًا في دعم عباس، الذي جرى تهميشه بسبب الحرب ولكن يُنظر إليه دوليًا على أنه شريك لإحياء عملية السلام المتعثرة منذ فترة طويلة.
وقال عامل المطعم محيي عيد (25 عاما) لموقع ميديا لاين «لم يف عباس بوعده، وقد تبنى هذه المقاومة السلمية الشعبية دون نتائج. وحان الوقت لترك مقعده».
وقال عيد إن الناس يرون أن القيادة الفلسطينية «غير فعالة» و «تبذل قصارى جهدها للبقاء في السلطة بأي ثمن». وأضاف: «لقد فقد جيلي الأمل في حل سياسي، ونحن نرفض هذا الاحتلال الذي لا نهاية له، وحماس والفصائل الأخرى في غزة لديها الجواب».
في عهد عباس، تعتبر السلطة الفلسطينية كيانًا سياسيًا استبداديًا وفاسدًا وغير ديمقراطي تحكمه مجموعة من الشخصيات التي تخدم مصالحها الذاتية.
وقالت أماني، وهي أم لأربعة أطفال كانت في وسط مدينة رام الله مساء الأحد في انتظار وصول الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم «السلطة تفاوضت دون اي نتائج. انظروا إلى حماس، وإلى ما فعلوه في هذا الوقت القصير. لقد أجبروا إسرائيل على قبول تبادل الأسرى».
وأوضحت: «أنا لست من حماس، لكني أؤيد أفعالهم. الناس يريدون نتائج».
وقالت أماني «عباس دمر فتح وانظر إلى مدى شعبية حماس».
انتصرت حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الأخيرة التي أجريت عام 2006. وتأجلت الانتخابات مرارًا منذ سيطرة حماس على السلطة من فتح في غزة عام 2007.