"اللكمة القاضية" تعكس مخاوف "إسرائيل" من حرب متعددة الجبهات
تحاول "إسرائيل" منذ انتهاء معركة "حارس الأسوار" استخلاص أهم دروسها؛ حيث زاد احتمال تكرار اشتعال عدة ساحات في آن واحد، كما تحدث عن ذلك مفوض عام الشرطة، كوبي شبتاي، والذي أشار إلى صعوبة احتواء اشتعال عدة جبهات معًا ما لم يتم الاستعداد لذلك بشكل جيد.
الحدث:
يُجري الجيش "الإسرائيلي" مناورة لمدة أسبوعين تحت عنوان "اللكمة القاضية"، والتي تحاكي اندلاع مواجهات واسعة على عدة ساحات في آن واحد. وتعد "اللكمة القاضية" واحدة من أكبر المناورات التي تنفذها "إسرائيل" حتى الآن؛ حيث تشارك فيها كل أذرع الجيش وقيادات المناطق المختلفة من الشمال حتى الجنوب، إضافةً إلى قيادة الجبهة الداخلية والأمنية. وتختبر المناورة مستوى قدرات الجيش العملياتية على المستويين الهجومي والدفاعي ولفترة طويلة وعلى عدة جبهات قتالية في نفس الوقت، كما تهدف لفحص مدى جهوزية الجبهة الداخلية لتحمل تبعات اندلاع مواجهة واسعة من جبهات متعددة.
الرأي:
تحاول "إسرائيل" منذ انتهاء معركة "حارس الأسوار" استخلاص أهم دروسها؛ حيث زاد احتمال تكرار اشتعال عدة ساحات في آن واحد، كما تحدث عن ذلك مفوض عام الشرطة، كوبي شبتاي، والذي أشار إلى صعوبة احتواء اشتعال عدة جبهات معًا ما لم يتم الاستعداد لذلك بشكل جيد. ويأتي تنفيذ هذه المناورة في هذا السياق وبعد توصل القيادات العسكرية والسياسية في "تل أبيب" إلى استنتاج مفاده زيادة احتمال اندلاع معركة متعددة الساحات.
وبغض النظر عن عدم تطرق "إسرائيل" للأسباب التي يمكنها أن تفضي إلى اندلاع مواجهة متعددة الجبهات، إلا أن المخاطرة باستهداف المنشأت النووية الإيرانية أو استهداف "حزب الله" في العمق اللبناني قد يشكلان تحولات أساسية تقود لمواجهة متعددة الجبهات. بالمقابل، فإن اندلاع مواجهة متعددة الجبهات قد يكون نتاج تعرض العمق "الإسرائيلي" لهجوم كبير يستدعي ردًا غير مسبوق، يفضي بدوره إلى اندلاع مثل هذه المعركة وفقًا لمنطق القيادة "الإسرائيلية"، قد تنفذه إيران أو أحد أطراف المحور الذي تقوده بشكل مباغت، وذلك بعد ارتفاع وتيرة التهديدات المتبادلة بين الطرفين، والتي جاء أبرزها على لسان "نتنياهو" الذي قال إن "إسرائيل" تفاجئ إيران دومًا وسوف تفاجئ كل أعدائها. من جهته، هدد أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، بأن اختراق الخطوط الحمراء سيواجَه برد غير مسبوق، في حال هاجمت "إسرائيل" الأراضي اللبنانية أو استهدفت عناصر الحزب.
في السياق ذاته، فإن مناورات "حزب الله" الأخيرة جنوب لبنان التي تحاكي هجومًا عابرًا للحدود يتم فيه اقتحام مستوطنات شمال "إسرائيل"، والعقيدة التي يطورها الحزب في هذا الشأن، دقت ناقوس الخطر لدي القيادة "الإسرائيلية" على مختلف مستوياتها الأمنية والعسكرية والسياسية. وبالتالي، فإن مناورة "اللكمة القاضية" تحمل رسائل عديدة، كما تعمل على تعزيز وتحسين صورة الردع "الإسرائيلية". ورغم تزايد الاستعدادات "الإسرائيلية" لمعركة متعددة الجبهات إلا أنه من المرجح أن تتجنب الإقدام عليها نظرًا لأن خطورتها على الجبهة الداخلية تظل دائمًا غير محتملة.