ذا ناشيونال: لماذا سيعزف عديد من المصريين عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية؟
لن يُدلي مصريون كُثر بأصواتهم فيما يبدو أنها انتخابات رئاسية باهتة. وقد خيمت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والحرب في غزة على تلك الانتخابات، وفق ما يخلص تقرير لموقع ذا ناشيونال.
تناول تقرير نشره موقع ذا ناشيونال ما وراء الإحجام المتوقع للمصريين عن التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يلفت الموقع في مستهل تقريره إلى أن مصريين كُثر لن يدلوا بأصواتهم الأسبوع المقبل فيما يبدو أنها انتخابات رئاسية باهتة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تنتهي الانتخابات بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن الدمار الإسرائيلي شبه الكامل لغزة والأزمة الاقتصادية الحادة التي أثرت على عشرات الملايين من المصريين طغت على الاهتمام بتلك الانتخابات جزئيًا.
عدم اهتمام
وينقل التقرير عن مجدي عمر، 56 عامًا، وهو محاسب سابق بدأ العمل كسائق سيارة أجرة العام الماضي بعد أن فقد وظيفته، قوله إنه لن يصوت ولم يولي اهتمامًا كبيرًا بالحملة الانتخابية.
وأوضح: «أعمل 18 ساعة على الأقل كل يوم، لذلك بالكاد أملك الوقت للنوم، ناهيك عن التصويت في الانتخابات الرئاسية، خاصة عندما يعرف الجميع من سيفوز في النهاية».
وأضاف: «سعر كيلو السكر 60 جنيهًا، والبصل 35 جنيهًا، ولا أرى كيف سيتمكن أي رئيس من فعل أي شيء حيال ذلك».
بلغ معدل التضخم الرئيس في مصر، والذي كان يزيد قليلًا عن 35% في أكتوبر، أعلى مستوى له في تاريخ البلاد.
وفي الوقت نفسه، لم ترتفع الأجور، الأمر الذي يشكل ضغطًا هائلًا على الشعب المصري.
وحقيقة أن معظم المصريين يعتبرون ولاية ثالثة للسيسي أمرًا لا مفر منه، جعلتهم يشعرون أيضًا أن أصواتهم ستضيع هباءً.
وأضاف عمر: «ليس عليك إجراء انتخابات لمعرفة من سيفوز. ما عليك سوى القيادة على أي طريق سريع في القاهرة وستعرف من سيفوز في الانتخابات»، في إشارة إلى مئات اللوحات الإعلانية التي تحمل وجه السيسي والتي ظهرت في جميع أنحاء المدينة منذ أوائل نوفمبر.
انعدام الثقة
ونقل الموقع عن مدير حملة السيسي، محمود فوزي، قوله إن اللوحات الإعلانية وضعها أنصار الرئيس من تلقاء أنفسهم، حتى بعد أن طُلب منهم التبرع بالمال لغزة.
ولم يقنع هذا التفسير الكثير من المصريين، وقال بعض الناخبين إن انعدام الثقة العميق في الدولة وقدرتها على تحسين الظروف المعيشية هو جوهر قرارهم بعدم التصويت.
تقول سلوى حامد، 41 عاماً، وهي خياطة وربة منزل في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة: «على مدى عقد من الزمن، قدمت الحكومة وعودًا بأن الأمور سوف تتحسن، ثم تحولت إلى أسوأ بكثير مما أدى إلى إرهاق الكثير من الناس».
وأضافت: «لقد وعدتنا الحكومة بأشياء كثيرة في عديد من الانتخابات وفي كل مرة يطلبون منا الانتظار، الأمر الذي لا يؤدي إلا إلى المزيد من خيبة الأمل».
وقالت: «كانت ابنتي تضطر إلى الانتظار في الطابور لأكثر من ساعة في السوبر ماركت كل صباح للحصول على فرصة شراء كيس من السكر بأسعار معقولة».
وفي حين ظهر خصومه في البرامج الحوارية لمناقشة برامجهم، فإن السيسي (الذي كان خلال الانتخابات الماضية ظاهرًا على نطاق واسع، وألقى خطابات حماسية حول خططه) لم يحدد رؤية سياسية جديدة.
لقد كان الرئيس الحالي بعيدًا عن أعين الرأي العام إلى حد كبير طوال الشهر الماضي، الأمر الذي جعل بعض الناخبين يعتقدون أنه مشغول للغاية بحرب غزة ودور مصر في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
ومع ذلك، فإن ظهور الرئيس في اختبار روتيني للطلاب في الأكاديمية العسكرية بالقاهرة يوم الخميس أثار الشكوك حول ما إذا كان مشغولًا للغاية بالفعل للقيام بحملته الانتخابية، ويعتقد بعض الناخبين أنه يتجنب المواجهات المحرجة بشأن الاقتصاد.
لا وجود لرؤية جديدة
وينقل الموقع عن علي أسامة، 47 عاماً، وهو تاجر جملة للخضروات في محافظة البحيرة المصرية، قوله: «في رأيي لم يحدد خططه لأنه ينوي مواصلة الطريق الذي بدأه مع صندوق النقد الدولي والخصخصة للشركات الأجنبية وكل ذلك».
وقال: «ليس هناك شك لدي في أنه يشعر بالحرج من مواجهة الناس. أنا أتعاطف معه تقريبًا، لا يمكن أن يكون من السهل إحباط الكثير من الناس».
كذلك كان فوزي، المتحدث باسم حملة السيسي، بعيدًا عن الأنظار إلى حد كبير في الحملات الانتخابية وفي وسائل الإعلام، ولم يقم سوى بإجراء ثلاث مقابلات تلفزيونية في البرامج الحوارية المؤيدة للحكومة منذ بداية الحملة.
وخلال إحدى المقابلات، في وقت سابق من هذا الأسبوع، انهار فوزي بالبكاء. وعندما سئل عن السبب، قال إنه تأثر بـ «الأرقام»، وهو يقصد المؤشرات التي تفيد بأن حكم السيسي أفاد المصريين.