الإندبندنت: كيف تحولت إدارة بايدن من الدعم «الثابت» لإسرائيل إلى انتقاد الوفيات في غزة
كثفت الولايات المتحدة تدريجيًا ضغوطها على إسرائيل بعد أن قتلت الأخيرة آلاف المدنيين الفلسطينيين لكنها لم تصل بعد إلى حد التهديد بحجب مساعداتها، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الإندبندنت.
نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرًا يسلط الضوء على ما تصفه الصحيفة بالتحول الأمريكي من الدعم الثابت لإسرائيل إلى انتقاد الأعداد الكبيرة من الوفيات.
وتلفت الصحيفة البريطانية في مستهل تقريرها بالإشارة إلى إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر وبفخر دعمه «الثابت» لأمن إسرائيل و«حقها في الدفاع عن نفسها وشعبها».
وفي كل يوم منذ ذلك الحين، يستمر الغضب - في الكونجرس، وفي الشوارع المزدحمة بالاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، وداخل حكومة الولايات المتحدة نفسها - في النمو ضد الرد الإسرائيلي الذي أباد أجزاء كبيرة من غزة وقتل أكثر من 17000 شخص، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وبعد مرور شهرين، بدأ هذا الدعم الذي لا يتزعزع في التراجع، ولو بشكل طفيف.
هذا الأسبوع، قدمت إدارة بايدن انتقاداتها الأكثر تحديدًا حتى الآن للتكتيكات الإسرائيلية، على الرغم من أنها لا تزال ترفض المطالبة بتغييرات استراتيجية أو فرض قيود رسمية على التكتيكات العسكرية التي من شأنها أن تغير مسار الحرب على نحو ملموس على المدى الطويل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي في واشنطن يوم الخميس، «بينما نقف هنا بعد مرور ما يقرب من أسبوع على هذه الحملة في جنوب غزة.. يظل من الضروري أن تعطي إسرائيل الأولوية لحماية المدنيين. ولا تزال هناك فجوة بين نية حماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض».
وتشير الصحيفة إلى أنه وطوال الأسابيع التي تلت هجوم حماس على إسرائيل، بدا البيت الأبيض عازمًا على إظهار أقل قدر ممكن من الخلاف بينه وبين إسرائيل.
ومع ذلك، مع مرور الأسابيع، بدأت التقارير تظهر، دائمًا من مسؤولين لم يذكر أسماءهم، والتي تفيد بأن إدارة بايدن كانت تضغط على الإسرائيليين بشأن ما إذا كان الغزو البري الشامل، الذي من المحتمل أن يؤدي إلى مقتل عديد من المدنيين، هو أفضل طريقة للمضي قدمًا.
وبعد رحلة إلى تل أبيب في أكتوبر، قال أحد مسؤولي إدارة بايدن لوكالة أسوشيتد برس إن الرئيس طرح «أسئلة صعبة» على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول المسار الذي تسلكه الحرب، وأجرى «حديثًا طويلًا» حول «بدائل» لحرب كاملة.
ولم تكن الإدارة خائفة من ذكر فكرة حماية المدنيين.
وقال بايدن في خطاب له في أكتوبر: «ناقشت أنا ونتنياهو مرة أخرى بالأمس الحاجة الماسة لأن تعمل إسرائيل وفقاً لقوانين الحرب»، في حين قال الوزير بلينكن في الشهر نفسه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن «حياة كل مدني لها القدر نفسه من القيمة».
ونوهت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن ومع تزايد أعداد القتلى المدنيين في غزة، بدأت تعرب عن قلقها ودعت إسرائيل في غير مرة إلى الحد من قتل المدنيين. لكن الموقف الأمريكي لم يتطور إلى الدعوة لوقف إطلاق النار أو التهديد بمنع مساعداتها العسكرية للجيش الإسرائيلي.
وكان أحدث تلك المواقف استخدام واشنطن لحق النقض ضد قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، وهو موقف جلب الكثير من الانتقادات لواشنطن.