واشنطن بوست: المصريون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع في انتخابات محسومة للسيسي

خلاصة

بدأ المصريون التصويت يوم الأحد في انتخابات تستمر ثلاثة أيام، والتي من شبه المؤكد أن يفوز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثالثة مستفيدًا من الحرب في غزة، حتى في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات، وفق ما تخلص عدة تقارير صحفية أجنبية.

اهتمت الصحف الأجنبية ببدء الانتخابات الرئاسية في مصر والتي تستمر ثلاثة أيام ويسعى فيها السيسي للفوز بولاية ثالثة إلى جانب ثلاثة مرشحين آخرين.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الناخبين المصريين يتوجهون، الأحد، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات من المتوقع أن تمنح الرئيس عبد الفتاح السيسي فترة ولاية ثالثة.

وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أنها أول انتخابات رئاسية منذ الاستفتاء الدستوري الذي أُقر في عام 2019 والذي مهد الطريق أمام السيسي للبقاء في منصبه حتى عام 2030. وتأتي هذه الانتخابات في الوقت الذي تواجه فيه أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان أزمة اقتصادية حادة وتواجه تأثير الحرب المجاورة في غزة. .

وتشير الصحيفة إلى أن السيسي، الزعيم الاستبدادي الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 2013، يرى أن التصويت - المقرر إجراؤه من الأحد إلى الثلاثاء في مصر - سيخدم بالأساس في توفير قشرة من الشرعية الشعبية بينما يمدد حكمه المستمر منذ عقد من الزمن.

وأضافت الصحيفة أنه ومع ارتفاع أسعار السلع الأساسية في حين تنفق الدولة بشكل كبير على المشاريع الضخمة المبهرجة، فإن السخط الشعبي يتزايد ويعلو صوته.

ونوَّهت الصحيفة إلى أن الانتخابات، وفي ضوء السياق السياسي والانتخابي العام، لن تكون حرة أو نزيهة، لافتة إلى التضييق الذي تعرض له أحمد الطنطاوي وحملته واعتقال الكثير من أنصاره، الامر الذي أجبره على الانسحاب من السباق الانتخابي.

الاستفادة من حرب غزة

وتطرقت الصحيفة إلى تأثير الحرب في غزة على الانتخابات، ونقلت عن محللين قولهم إن حرب غزة كانت بمثابة إلهاء مفيد للسيسي.

لقد مست معاناة المدنيين في غزة وترًا حساسًا في مصر، واستحوذت على اهتمام المعلقين السياسيين والرأي العام. وبينما يدعو بعض السياسيين الإسرائيليين اليمينيين إلى دفع سكان غزة إلى شمال سيناء، يخشى المصريون أن يصبحوا متواطئين في تهجير الفلسطينيين.

كما ساهمت الحرب في تلميع صورة السيسي على المستوى الدولي. ولعبت مصر دورًا رئيسًا باعتبارها محاورًا مع حماس في المفاوضات بين إسرائيل والجماعة الفلسطينية المسلحة بشأن تبادل الأسرى وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ونقلت الصحيفة عن خالد داود، الصحفي المصري ومنتقد السيسي الذي دعم حملة المرشح فريد زهران، قوله إن السيسي استفاد كثيرًا من هذا الوضع. ومثل عديد من البلدان الأخرى، عندما يواجهون تهديدًا خارجيًا أو موقفًا ينطوي على خطر خارجي، يميل الناس إلى الالتفاف حول القائد، أيًا كان. 

الأزمة الاقتصادية

وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن المصريين بدأوا التصويت يوم الأحد في انتخابات تستمر ثلاثة أيام، ومن شبه المؤكد أن يفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثالثة، حتى في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، وظهر السيسي على شاشة التلفزيون المصري وهو يدلي بصوته في ذلك الوقت. وشجع المسؤولون الحكوميون نسبة إقبال عالية، وأظهر التلفزيون الرسمي حشودًا خارج مراكز الاقتراع وهم يلوحون بالأعلام واللافتات، ويرقص بعضهم أمام الكاميرات ويغنون أغاني وطنية.

وتقول الوكالة إن القضية الأكثر إلحاحًا للناخبين في مصر هي ارتفاع تكاليف المعيشة، إذ وصل التضخم إلى ما يقرب من 35% بعد ثلاث تخفيضات لقيمة العملة منذ أوائل العام الماضي، مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه إلى النصف مقابل الدولار.

ومن المتوقع أن تعلن اللجنة الانتخابية العدد النهائي للأصوات في 13 ديسمبر، على أن تعلن النتيجة الرسمية بعد خمسة أيام. لكن النتيجة ليست محل شك.

وقال ناصر، 45 عامًا، الذي يعمل في أحد مطاعم المقطم شرق القاهرة، والذي طلب ذكر اسمه الأول فقط حتى يتمكن من التحدث بحرية: «يبدو أن هناك مرشحًا واحدًا فقط».

وبعد الانتخابات، من المتوقع على نطاق واسع إجراء تخفيض آخر لقيمة العملة مع استمرار النقص الحاد في النقد الأجنبي. ويمكن أن يكون الأكبر حتى الآن، بناءً على السوق السوداء المحلية، إذ يُتداول الجنيه بسعر أضعف بكثير من سعره الرسمي. وقد يضيف ذلك المزيد من الألم للمستهلكين في مصر.

ومع ذلك، فإن تخفيض قيمة العملة من شأنه أن يساعد السلطات الحكومية المصرية على المضي قدمًا في برنامج إنقاذ صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، ويمهد الطريق لزيادة محتملة في القرض إلى أكثر من 5 مليارات دولار.

غياب المنافسين الجديين

بدورها قالت وكالة أسوشيتد برس في تقرير نشرته عدة صحف إن المصريين بدأوا الإدلاء بأصواتهم الأحد في انتخابات رئاسية لا يواجه فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي منافسًا جديًا، ومن المؤكد أنه سيفوز بفترة ولاية أخرى، الأمر الذي يبقيه في السلطة حتى عام 2030.

وقد خيمت الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة على الانتخابات. وكان كل اهتمام المصريين تقريبًا منصبًا على الحرب على الحدود الشرقية لبلادهم ومعاناة المدنيين الفلسطينيين في القطاع الساحلي.

وتجري الانتخابات وسط أزمة اقتصادية مروعة تنبع من سوء إدارة الاقتصاد وأيضًا من تداعيات جائحة فيروس كورونا والحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا والتي هزت الاقتصاد العالمي. 

ليست انتخابات نزيهة

ويخلص تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية إلى أنه لا توجد فرصة لإجراء انتخابات نزيهة يوم الأحد، لكن ضعف الرئيس المصري بشأن غزة يظهر في بلد يعاني من الفقر والفساد والتضخم

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من المصريين يرون أن نتائج تلك الانتخابات محسومة لصالح السيسي وأن ما يهم الآن السيسي هو تأمين نسبة إقبال مرتفعة.

الموضوع التالي بي بي سي: السخط يتزايد مع سعي السيسي لولاية ثالثة
الموضوع السابقنيويورك تايمز: حرب غزة عززت الرئيس المصري قبل التصويت الرئاسي