المونيتور: هجمات الحوثي على البحر الأحمر تشكل تحديًا للتجارة العالمية
أدت الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على السفن التابعة لإسرائيل في البحر الأحمر إلى زيادة مخاطر وتكلفة شحن البضائع عبر هذا الممر الحيوي وسوف ينتج عن استمرار الهجمات تحويل المزيد من السفن بعيدًا عن البحر الأحمر وسوف تتأثر بالتالي إيرادات قناة السويس وستزداد تكلفة السفن واحتمالية ارتفاع أسعار الطاقة،...
سلط تقرير أعدَّه ديفيد روزنبرغ نشره موقع المونيتور الضوء على التحديات التي تُشكلها هجمات الحوثي في البحر الأحمر على التجارة العالمية.
وقال الموقع الأمريكي إن الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن التابعة لإسرائيل في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة أدت إلى زيادة مخاطر وتكلفة شحن البضائع عبر هذا الممر البحري الرئيس.
وعلى الرغم من أن الحوثيين يقولون إنهم يستهدفون فقط السفن الإسرائيلية لدعم حماس في حربها مع إسرائيل، فإن الهيكل المعقد لملكية السفن وإدارتها يعني أن الشركات والأفراد من الدول الأخرى مهددون أيضًا.
حتى الآن، كان التأثير على الشحن العالمي محدودًا، لكن من المرجح أن تمتد حرب غزة لأسابيع وربما شهور، مما يعني أن هجمات الحوثيين ستستمر على الأرجح.
وستكون النتيجة تحويل المزيد من السفن بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، وستزداد تكاليف التأمين والتكاليف الأخرى، خاصة لإسرائيل. وهناك أيضًا خطر، وإن كان أصغر، من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
وتستعرض الكاتب السيناريوهات المحتملة لهذا الوضع المتصاعد، وقال إن السيناريو الأول يتمثل في انتهاء سريع للحرب بين إسرائيل وحماس استجابة للضغوط الدولية، الأمر الذي ينهي هذا التهديد.
أما السيناريو الثاني فهو أن تطول الحرب ووتتمد إلى تصعيد إقليمي، الأمر الذي يعني تكثيف الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، وبالتالي مزيد من الاضطرابات وتحويل السفن لمسارها بعيدًا عن البحر الأحمر.
ويتزايد خطر استخدام ممر البحر الأحمر للشحن، مما يجبر المزيد والمزيد من الشركات على استخدام الطريق الأطول حول أفريقيا. وبالتالي سيؤدي ذلك قطعًا إلى انخفاض إيرادات قناة السويس في مصر بسبب فقدان حركة المرور.
وفي حين أن جميع البلدان التي يخدمها ممر البحر الأحمر تتأثر باضطرابات سلسلة التوريد الناتجة وارتفاع تكاليف الشحن، فإن إسرائيل والمملكة العربية السعودية ستتضرران بشكل خاص بسبب اعتمادهما الكبير للغاية على التجارة البحرية عبر البحر الأحمر.
ويصل الكاتب إلى السيناريو الأكثر احتمالًا؛ والذي ينتهي فيه الصراع بين إسرائيل وحماس بحلول أوائل عام 2024، ولا تتصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني إلى حرب صريحة.
وفي هذا السيناريو تحتل إسرائيل جزءًا من غزة وتواجه بعض المقاومة، لكن الحرب ستكون قد انتهت فعليًا، كما هو الحال مع دوافع الحوثيين لمواصلة الهجمات.
وفي البحر الأحمر، ستكون الولايات المتحدة والقوى الأخرى حريصة على تجنب المواجهة مع إيران، راعي الحوثيين. وبالتالي، سيختار الحوثيون أن يقتصر ردهم على الهجمات والاستفزازات، كما فعلوا حتى الآن، على الأعمال الدفاعية.
وفي الأسابيع القليلة المقبلة، ستتحول المزيد من السفن بعيدًا عن البحر الأحمر، مما يزيد من تكاليف النقل. وستشهد حركة المرور في قناة السويس انخفاضًا. وسيدفع مشغلو السفن الذين يواصلون استخدام الممر أقساط تأمين أعلى، مما يؤدي إلى تضخم تكاليفهم. ومع ذلك، سوف يزن الحوثيون بعناية مقدار التهديد الذي يشكلونه لتجنب رد فعل أكثر حزمًا من الولايات المتحدة والقوى الأخرى. ونتيجة لذلك، فإن أسعار الطاقة العالمية لن تتأثر.