تقرير معهد رويترز للصحافة عن الأخبار الرقمية واتجاهات الجمهور على منصات التواصل

خلاصة

أظهر تقرير معهد رويترز لدراسات الصحافة السنوي عن الأخبار الرقمية أن 22% فقط من الجمهور يحصل على الأخبار في البداية من موقع إلكترونيأوضح معهد رويترز لدراسات الصحافة -في التقرير- أن تيك توك هو الأسرع نموا بين وسائل التواصل، إذ يستخدمه 20% ممن ينتمون للفئة العمرية بين 18 إلى 24 عاما...

أظهر تقرير معهد رويترز لدراسات الصحافة السنوي عن الأخبار الرقمية أن 22% فقط من الجمهور يحصل على الأخبار في البداية من موقع إلكتروني على الإنترنت أو تطبيق بتراجع 10 نقاط منذ عام 2018، بينما تفضل الفئات العمرية الأصغر سنا الاطلاع على الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو بالبحث أو تطبيقات تجميع الأخبار.

وأضاف التقرير -الذي صدر أول أمس الثلاثاء- أن الجمهور يولي اهتماما أكبر لمشاهير ومؤثرين وشخصيات معروفة على وسائل التواصل مقارنة بالصحافيين، وقال غالبية مستخدمي تيك توك وسناب تشات وإنستغرام إنهم يعيرون اهتماما أكبر للمؤثرين كمصدر معلومات. في المقابل، يحتفظ الصحافيون بالدور الأبرز على فيسبوك وتويتر، الشبكتين الأقل شعبية بين الشبان.

وأوضح معهد رويترز لدراسات الصحافة -في التقرير- أن تيك توك هو الأسرع نموا بين وسائل التواصل، إذ يستخدمه 20% ممن ينتمون للفئة العمرية بين 18 إلى 24 عاما للأخبار بزيادة قدرها 5 نقاط مئوية عن العام الماضي.

وأبدى أقل من نصف المشاركين في المسح اهتماما بالأخبار من الأساس بانخفاض حاد عن 6 من كل 10 عام 2017.

وفي التقرير، قال راسموس نيلسن مدير المعهد التابع لمؤسسة تومسون رويترز "ليس هناك أساس منطقي لنتوقع أن مواليد الألفية -وقد أصبحوا أكبر عمرا فحسب- سيفضلون فجأة المواقع التقليدية على الإنترنت ناهيك عن وسائل الإعلام عبر البث المرئي والمسموع والمطبوعات".

وارتكز معهد رويترز لدراسات الصحافة في تقريره على مسح عبر الإنترنت شارك فيه حوالي 94 ألف بالغ في 46 بلدا من بينها الولايات المتحدة، وشملت عينة البحث عدة دول حول العالم، ليس بينها البلدان العربية.

وقال أقل من ثلث المشاركين بالمسح إن اختيار قصص إخبارية لهم بناء على ما اطلعوا عليه من قبل هو طريقة جيدة للحصول على الأخبار بانخفاض 6 نقاط عن 2016 عندما طرح المسح هذا السؤال آخر مرة.

ومازال الأفراد يفضلون إلى حد ما أن يتم اختيار الأخبار لهم من خلال الخوارزميات أكثر من أن يختارها لهم رؤساء تحرير أو صحافيون.

وانخفضت الثقة في الأخبار بنقطتين مئويتين العام الماضي، متراجعة عن مكاسب تحققت في الكثير من الدول في ذروة جائحة فيروس كورونا. وفي المتوسط، يقول 40% إنهم يثقون في أغلب الأخبار التي يطلعون عليها أغلب الوقت.

وشهدت الولايات المتحدة زيادة بلغت 6 نقاط مئوية في الثقة بالأخبار، لتصل إلى 32% لكنها تظل بين الدول الأكثر انخفاضا في المسح.

ويقول 56% في كل المناطق التي جاء منها مشاركون بالمسح إنهم قلقون من فكرة قدرتهم على التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة على الإنترنت بزيادة نقطتين مئويتين عن العام الماضي.

وكشف المسح أن 48% يقولون إنهم مهتمون جدا أو بشدة في الوصول إلى الأخبار، بانخفاض من 63% عام 2017.

القراءة والبودكاست

وتناول التقرير تحولات مشاركة الجمهور وتفاعله مع الأخبار، إذ حدث انخفاض كبير بالنسب، وتبين أن 22% فقط من الجمهور يشاركون بشكل نشط مع الأخبار (نشر الأخبار أو التعليق عليها) و31% يتفاعلون عبر قراءة الأخبار ووضع الإعجابات أو إعادة نشرها، بينما لا يتفاعل 47% من الجمهور مع الأخبار مطلقا، بحسب ما نقلت مجلة الصحافة التابعة لمعهد الجزيرة للإعلام.

كما يظهر أن غالبية مستخدمي المنصات الرقمية ما يزالون يفضلون قراءة الأخبار بدلا من مشاهدتها أو الاستماع إليها باعتبار أن القصة الصحافية المكتوبة تجعلهم قادرين على الوصول للمعلومات التي تهمهم بشكل أسرع، وظهر أن البودكاست الإخباري مستمر في الانتشار بين فئات المتعلمين والشباب، لكنهم لا يزالون أقلية. فمن بين نسبة 34% من الجمهور الذي يستمع لبودكاست واحد على الأقل شهريا، فإن 12% فقط منهم يستمعون لبودكاست إخباري. وتعتبر برامج البودكاست الإخبارية المعمّقة الأكثر استهلاكا مع ظهور نمو في استهلاك بودكاست الفيديو.

زمن المؤثرين والمشاهير

واعتبر التقرير أن "الأجيال الأكثر شبابا التي تربت على الشبكات الاجتماعية، غالبا ما تولي المؤثرين أو المشاهير اهتماما أكبر مما توليه للصحافيين، حتى في ما يتعلق بالأخبار".

وذكر واضع التقرير الرئيسي نيك نيومان عدة أمثلة لوكالة الصحافة الفرنسية، مثل الشاب الإنجليزي مات ويلاند الذي يعرض مواضيع الساعة ومسائل الحياة اليومية على 2.8 مليون مشترك في حسابه على تطبيق تيك توك.

وقال نيومان إن الأمر قد يتعلق بـ "شخصية مشهورة تتحدث عن مسألة تمت إلى أخبار الساعة" مشيرا إلى الحملة الرقمية التي قام بها لاعب كرة القدم البريطاني ماركوس راشفورد عام 2020 من أجل توزيع وجبات طعام مجانية على أطفال العائلات الفقيرة.

فكلمة "أخبار" بالنسبة لجيل تيك توك لها معنى أوسع بكثير من مفهومها التقليدي المرتبط بالسياسة والعلاقات الدولية.

تحولات الأخبار

وأوضح معهد رويترز -في دراسة صدرت العام الماضي- أن الأخبار في نظر الشبان "تعني أي جديد في أي قطاع كان، كالرياضة والترفيه وأخبار المشاهير وأحداث الساعة والثقافة والفنون والتكنولوجيا وسواها".

ويعد طغيان المؤثرين أبرز نتيجة لانقلاب ترتيب الأهمية بين شبكات التواصل، حيث باتت المواقع التقليدية مثل فيسبوك تبدو متقادمة وفي تراجع أمام التطبيقات والشبكات القائمة على الفيديو مثل تيك توك، ويوتيوب المملوكة لمجموعة ألفابيت، الشركة الأم للعملاق الأميركي غوغل، وإنستغرام وسناب شات. ويتجه الشبان إلى هذه الفئة الثانية من التطبيقات، حتى لمتابعة الأخبار.

وأفاد 28% فقط من المستطلعين عام 2023 بأنهم يحصلون على معلوماتهم من فيسبوك، مقابل 42% عام 2016.

ويعود ذلك إلى عاملين، أولهما "ابتعاد" فيسبوك عن قطاع الأخبار الذي لم يعد أولوية إستراتيجية لها على ما يبدو، وثانيهما أن الشبكات القائمة على الفيديو "تستأثر بصورة متزايدة باهتمام الأصغر سنا".

وبين هذه الشبكات، فإن تطبيق تيك توك "يشهد أقوى نمو" إذ يستخدمه 20% من الشباب ما بين 18 و24 عاما كمصدر للوصول إلى المعلومات، بزيادة 5% عن العام 2022.

وأظهر التقرير السابق أيضا قلق الناشرين من ظاهرة عدم اهتمام الجمهور بما تنشره وسائل الإعلام بما في ذلك التغطيات الصحافية للأحداث الهامة غير السارة مثل الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأبدى عدد من الناشرين اهتماما بالاشتراكات المدفوعة مقابل المحتوى، والحصول على عائدات من شركات التكنولوجيا مقابل الترخيص بنشر المحتوى.

وبصورة عامة، ذكر التقرير أن "اعتمادنا على هذه الوسائط" للوصول إلى الأخبار "يزداد باطراد" بسبب عادات الأجيال الشابة التي ولدت في ظل الشبكات الاجتماعية.

ومن النادر بصورة متزايدة أن يصل المستخدمون مباشرة إلى موقع إخباري، بل يمرون في غالب الأحيان عبر شبكة اجتماعية رغم ما يتضمنه ذلك من مخاطر تضليل إعلامي.

غير أن الصحافية الفلبينية ماريا ريسا -الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2021- انتقدت هذا التقرير الذي يمثل أداة مرجعية لتحليل التحولات بقطاع وسائل الإعلام.

ونقضت ريسا -في تصريحات أوردتها صحيفة ذي غارديان البريطانية- المنهجية المتبعة في التقرير الذي يضع مؤشرا للثقة بوسائل الإعلام لكل بلد على حدة.

ورأت أن هذه المنهجية لا تأخذ بالاعتبار "التضليل الإعلامي" الذي تمارسه الأنظمة السلطوية ضد وسائل الإعلام المستقلة، والذي قد يضر بصورتها برأي المستطلعين.

الموضوع التالي الشاهد – محمد الباز – حلقة الجمعة 16-06-2023
الموضوع السابقمن يصنع القرار الاقتصادي في مصر؟