جيروزاليم بوست: لماذا الانتقال إلى شبه جزيرة سيناء هو الحل لفلسطينيي غزة
يزعم كاتب إسرائيلي أن شبه جزيرة سيناء تشكل واحدة من أنسب الأماكن على وجه الأرض لمنح سكان غزة الأمل والمستقبل السلمي وينتقد موقف مصر المتمثل في توطين سكان غزة في سيناء ويتهمها بأنها سبب معاناة غزة، وفق ما يخلص في مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست.
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالًا للكاتب الإسرائيلي جويل روسكين يستعرض الأسباب التي تجعل من سيناء وفق زعمه المكان الأنسب والأفضل لتوطين سكان غزة.
يقول الكاتب إن قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترًا نقطة توتر في العلاقات الإسرائيلية المصرية منذ غزو الجيش المصري للقطاع في عام 1948 كجزء من محاولة مصر الفاشلة لإبادة دولة إسرائيل.
منذ عام 1948، وحتى الإفراج الجزئي الحالي عن بعض الأطفال والنساء الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس، شارك المصريون مشاركة كبيرة في السياسة والاقتصاد في قطاع غزة.
ويتهم الكاتب مصر بأنها هي من حبست سكان غزة ولاجئي حرب 1948 في قطاع غزة، ولا تزال، بدعم من الأمم المتحدة، وتحرمهم من حقهم في إعادة بناء حياتهم في جميع البلدان العربية، وكانت هذه السياسة القاسية أحد العوامل المحفزة الرئيسة والطويلة الأجل لتكثيف الركود البشري الذي يشهده الآن نحو 1.8 مليون نسمة داخل القطاع.
وتطرق الكاتب إلى اندلاع الحرب الحالية وما سببته المعارك في القطاع من أضرار كبيرة وتدمير والتي ألقى الكاتب فيه باللوم على حركة حماس باعتباره السبب فيما يحدث.
ويرى الكاتب ضرورة حتمية في إخلاء المدينة بالكامل وإعادة تصميمها وبنائها بعد التدمير الكبير الذي لحق بها ودمر بنيتها التحتية وذلك لتوفير ظروف مواتية للسكن. ويتطلب هذا الجهد خبرة فريدة وتمويلًا هائلًا وسيستغرق وقتًا طويلًا لا يمكن حسابه. لذلك، من المتوقع أن تنتهي الحرب بتحدي إنساني فريد يتمثل في كيفية بناء مستقبل أفضل لشعب غزة.
سيناء توفر حلًا لأزمة غزة
واستعرض الكاتب ما تعانيه غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي منها عام 2005 وأن الوضع فيها يستلزم حلًا إبداعيًا يوفر لسكان غزة أملًا ومستقبلًا جديدًا,
وقال إن شبه جزيرة سيناء المجاورة، في جوهرها، هي عكس قطاع غزة تماما، الذي يضم أحد أنسب الأماكن على وجه الأرض لتزويد سكان غزة بالأمل والمستقبل السلمي. ويبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة في مساحة أكبر 165 مرة من القطاع، وهم بالكاد حوالي ثلث سكان غزة، مما يجعلها واحدة من أكثر الأماكن فراغًا في منطقة البحر المتوسط.
ولفت الكاتب إلى أن مصر استثمرت في شمال غرب سيناء بشكل كبير في قطاع الزراعة، بما في ذلك قنوات المياه العذبة. علاوة على ذلك، قامت مصر بشكل مدهش بتزويد سيناء ببنية تحتية ممتازة، مما أدى إلى تلبية احتياجاتها المدنية والصناعية. وتشمل هذه مجموعة من الطرق المعبدة والطرق السريعة المتصلة بالأنفاق أسفل قناة السويس إلى البر الرئيس لمصر.
ويزعم الكاتب أن شبه جزيرة سيناء هي موقع مثالي لتطوير إعادة توطين واسعة لسكان غزة. ويمكن لمناطقها المفتوحة، جنبًا إلى جنب مع البنية التحتية الحالية، استضافة مشاريع تنموية واسعة النطاق، إذا قادها الصينيون وبدعم من العمالة المحلية، على سبيل المثال، يمكن أن تنضج بسهولة في غضون عام إلى عامين فقط.
وأضاف الكاتب أن التوجيه الأمريكي والدولي الراسخ الذي يعززه الدعم المالي والتشغيلي يمكن أن يمهد الطريق بالتأكيد لهذا الحل الإبداعي ويساعد بشكل مشترك الوضع الديموغرافي والاقتصادي المزري في مصر الذي يتحدى سلطتها السياسية. كما ستتعاون إسرائيل في تقاسم قدراتها الزراعية عالية التقنية مع مصر كما فعلت في أعقاب معاهدة السلام في أوائل الثمانينيات.
ويزعم الكاتب أن مصر وفي حال اختارت بشجاعة تغيير سياستها المتصلبة القديمة المتمثلة في إبقاء الفلسطينيين في غزة في محنة مستمرة والموافقة على هذا المسعى، فإن مكاسبها الجيوسياسية ستكون ثلاثية: سيرحب بها المجتمع الدولي باعتباره المنقذ لمحنة سكان غزة، وستعزز مكانتها كقائدة للعالم العربي، وستنفذ أخيرًا خطتها التي تزيد عن 30 عامًا لتوطين سيناء وتعزيز سيطرتها على هذه المنطقة.