التايم: ماذا يعني تهديد مصر بإلغاء معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل منذ عقود؟
إذا ألغت مصر معاهدة السلام، فسيكون لتلك الخطوة تداعيات خطيرة على الجانبين، وكذلك سيكون لها عواقب كارثية سوف تمتد إلى المنطقة بأسرها، وفق ما يخلص تقرير نشرته مجلة التايم.
استعرضت الكاتبة جوليا فرانكل في تقرير نشرته مجلة التايم الأمريكية ما يعنيه تهديد مصر بتعليق مصر لمعاهدة السلام.
تستحضر الكاتبة في مستهل تقريرها ما تصفه بالاتفاق التاريخي الذي رسخ لأكثر من أربعين عامًا من السلام بين إسرائيل ومصر، والذي كان بمثابة مصدر مهم للاستقرار في منطقة مضطربة.
وقد صمد هذا السلام خلال انتفاضتين فلسطينيتين وسلسلة من الحروب بين إسرائيل وحماس. ولكن الآن، مع تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإرسال قوات إسرائيلية إلى رفح، وهي مدينة في غزة على الحدود مع مصر، تهدد الحكومة المصرية بإلغاء الاتفاق.
وتطرقت الكاتبة إلى الحديث عن نشأة اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام في العام التالي وكيف أنهت سنوات من العداء والحروب بين مصر وإسرائيل.
وبموجب معاهدة السلام، وافقت إسرائيل على الانسحاب من سيناء، التي ستتركها مصر منزوعة السلاح وتسمح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر قناة السويس. وأقامت الدولتان علاقات دبلوماسية كاملة في أول اتفاقية سلام تبرمها إسرائيل مع دولة عربية.
موقف مصر الحالي
وقال مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي لوكالة أسوشيتد برس يوم الأحد إن مصر قد تعلق معاهدة السلام إذا غزت القوات الإسرائيلية رفح.
ويقول نتنياهو إن رفح هي المعقل الأخير المتبقي لحماس بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب وإن إرسال قوات برية ضروري لهزيمة الحركة.
لكن مصر، وحسب ما تضيف الكاتبة، تعارض أي خطوة من شأنها أن تدفع الفلسطينيين اليائسين إلى النزوح عبر الحدود إلى أراضيها. وتعد معبر رفح أيضًا نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة المحاصرة، وقد يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى خنق توصيل الإمدادات الحيوية.
وتضخم عدد سكان رفح من 280 ألف نسمة إلى ما يقدر بنحو 1.4 مليون نسمة مع نزوح الفلسطينيين من القتال في أماكن أخرى في غزة. ويعيش مئات الآلاف من هؤلاء الذين جرى إجلاؤهم في مخيمات مترامية الأطراف.
وأمر نتنياهو الجيش بإعداد خطة لإجلاء جميع المدنيين الفلسطينيين قبل بدء الهجوم. لكن من غير الواضح إلى أين سيذهبون.
وقال نتنياهو يوم الأحد إنهم سيكونون قادرين على العودة إلى الأماكن المفتوحة في أقصى الشمال. لكن تلك المناطق تعرضت لأضرار بالغة بسبب الهجوم الإسرائيلي.
ماذا يحدث إذا ألغت مصر المعاهدة؟
وتوضح الكاتبة أن المعاهدة تحد كثيرًا من عدد القوات على جانبي الحدود، على الرغم من أن البلدين اتفقا في الماضي على تعديل هذه الترتيبات ردًا على تهديدات أمنية محددة. وقد سمح هذا لإسرائيل بتركيز جيشها على تهديدات أخرى.
وإلى جانب الحرب في غزة، تخوض إسرائيل مناوشات شبه يومية مع حزب الله في لبنان بينما تنتشر قواتها الأمنية بكثافة في الضفة الغربية المحتلة.
وإذا ألغت مصر الاتفاق، فقد يعني ذلك أن إسرائيل لم تعد قادرة على اعتبار حدودها الجنوبية واحة للهدوء. ولا شك أن تعزيز القوات على طول حدودها مع مصر سيُشكل تحديًا للجيش الإسرائيلي المنتشر بالفعل، وفقًا للكاتبة.
لكن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على مصر أيضًا؛ فقد تلقت مصر مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية من الولايات المتحدة منذ اتفاق السلام.
وإذا ألغت مصر الاتفاق، فقد يعرض ذلك التمويل الأمريكي لمصر للخطر. ومن شأن التعزيز العسكري الضخم أن يجهد الاقتصاد المصري المتعثر بالفعل.
وقال بيج ألكسندر، الرئيس التنفيذي لمركز كارتر إن أي خطوة يمكن أن تجر مصر إلى الأعمال العدائية «ستكون كارثية على المنطقة بأكملها».