فرنسا 24: «ممر فيلادلفيا».. هدف لنتنياهو وخط أحمر لمصر

خلاصة

أصبحت المنطقة العازلة الضيقة بين مصر وقطاع غزة، ممر فيلادلفيا، تخضع لتدقيق متزايد في الوقت الذي تخطط فيه إسرائيل لشن هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، ورغبتها في السيطرة على الممر الاستراتيجي، الأمر الذي أثار قلق مصر وسط مخاوف من انهيار اتفاقيات السلام، وفق ما يخلص تقرير لموقع فرنسا 24.

تناول تقرير لوكالة فرناس برس نشره موقع فرنسا 24 التداعيات المحتملة لخطط دولة الاحتلال السيطرة على ممر فيلادلفيا.
وقالت الوكالة الفرنسية إن محادثات الهدنة في القاهرة هذا الأسبوع ركزت الاهتمام على الضغط الذي تواجهه مصر خلال الحرب بين إسرائيل وحماس وشريظ ضيق يسمى ممر فيلادلفيا.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا عن نية بلاده السيطرة على هذه المنطقة العازلة الضيقة على طول الحدود بين مصر وغزة منذ أن شنت القوات الإسرائيلية حربها ضد حماس في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.


بين خطط نتنياهو وقلق القاهرة
ومع تهديد إسرائيل الآن بشن هجوم بري واسع النطاق في رفح على الرغم من التحذيرات الدولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة المكتظة بنحو 1.5 مليون من النازحين قسرًا من غزة، تراقب مصر بحذر حدودها الشمالية الشرقية مع إسرائيل.
قبل يوم واحد من عقد رؤساء وكالة المخابرات المركزية والموساد محادثات في القاهرة هذا الأسبوع مع مفاوضين إقليميين يسعون للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، كان نتنياهو يثير غضب المصريين مرة أخرى.
وفي مقابلة مع قناة ايه بي سي نيوز التلفزيونية الأمريكية، قال نتنياهو إن إسرائيل ستوفر «ممرًا آمنًا للسكان المدنيين لمغادرة رفح»، التي وصفها بأنها «المعقل الأخير» لحماس.


ولم يذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بالضبط المكان الذي يمكن أن يلجأ إليه سكان غزة اليائسون والنازحون بالفعل. لكن نتنياهو ذكر مناطق شمال رفح يمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين.
لكن الأمم المتحدة غير مقتنعة بخطط إسرائيل تجاه المدنيين في غزة. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين يوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة «لن تكون طرفًا في التهجير القسري للناس» لأنه «لا يوجد مكان آمن حاليا» في غزة.


وزاد ذلك من تسليط الضوء على ممر فيلادلفيا، وهو الطريق الذي يمتد على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، من ساحل البحر المتوسط إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تلتقي الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
وخوفًا من التدفق الهائل للاجئين وعواقبه المحتملة، نشرت مصر حوالي 40 دبابة وناقلة جنود مدرعة في شمال شرق سيناء خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز إن هذا الانتشار جزء من سلسلة إجراءات تهدف إلى تعزيز الأمن على الحدود مع غزة.


أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق
ووفقًا للتقرير، وبالإضافة إلى الكارثة الإنسانية المحتملة لشن هجوم على رفح، فإن نتنياهو يخاطر أيضاً بإثارة أزمة دبلوماسية مفتوحة مع مصر إذا أمر إسرائيل بالسيطرة على ممر فيلادلفيا.
وفي منتصف يناير، أبلغت إسرائيل مصر بنيتها تنفيذ عملية عسكرية على طول جانب غزة من الحدود، وفقا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر إسرائيلية ومصرية.


وبعد أيام، أصدر ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية في مصر، تحذيرًا شديد اللهجة من أن أي احتلال للقوات الإسرائيلية لممر فيلادلفيا سيكون انتهاكًا لمعاهدة السلام لعام 1978 بين مصر وإسرائيل.
ويشير محللون إلى أن حديث عديد من السياسيين الإسرائيليين عن الغرض الأساسي من السيطرة على الممر وهو تمكين الفلسطينيين، تحت ضغط القصف، من الهجرة نحو سيناء، وهذا هو جوهر المشكلة مع الإعلان عن هجوم وشيك على رفح. وهذا هو السبب الذي دفع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى إصدار تحذير صارم، ولهذا السبب تعتبر مصر إعادة احتلال هذا المحور خطاً أحمر.

الموضوع التالي فاينانشيال تايمز: أغنى رجل في مصر يفكر في تفكيك إمبراطوريته التجارية
الموضوع السابقأفريكا انتلجانس: أردوغان يجلب الأسلحة التركية ذات الوزن الثقيل إلى القاهرة