فرانس برس: اللاجئون السودانيون يواجهون ارتفاعًا في أسعار الإيجارات في القاهرة
وكالة فرنس برس ترصد في تقرير لها ارتفاع أسعار الإيجارات على اللاجئين السودانيين في القاهرة من خلال تسليط الضوء على عدد من الحالات التي رفع مالكوا الشقق التي يسكنوها ثلاث أضعاف في غضون أيام قليلة.
استعرض تقرير لوكالة فرانس برس ارتفاع أسعار الإيجارات التي يعانيها اللاجئون السودانيون في القاهرة، وذلك من خلال عرض لبعض الحالات من هذا القبيل، ومن بينهم اللاجيء السوداني مهند الذي رفعت صاحبة السكن الذي يؤجره ثلاثة أضعاف الإيجار إذا أراد الاحتفاظ بشقته. وكان مهند قد نزح من بلاد بعد اندلاع الحرب وجاء إلى القاهرة مع أسرته.
فرصة سانحة
وتقول مصر إن أكثر من 250 ألف شخص عبروا الحدود من السودان - هربًا من القصف الجوي المتواصل ومعارك الشوارع والنهب المتفشي والعنف الجنسي، وهو ما رأى فيه أصحاب العقارات في القاهرة فرصة، وفق ما أوردته الوكالة.
وكان مهند قد وقع عقد إيجار لمدة ستة أشهر لشقة مفروشة مقابل 6000 جنيه مصري (195 دولارا) في الشهر . لكن مهند قال إن "صاحبة مسكني أخبرتني أن الإيجار ارتفع إلى 18 ألف جنيه".
وعندما رفض الزيادة "قالت إن لديها مستأجرين سودانيين آخرين على استعداد لدفع 25 ألف جنيه"، مضيفًا أنها كانت تضايقهم وتقطع عنهم الماء والكهرباء، وهو ما أجبر مهند وعائلته على ترك المنزل في النهاية..
وتلفت الوكالة الفرنسية أن عديدًا من السودانيين الآخرين أفادوا عن محن مماثلة في مصر ، حيث دفعت أسوأ أزمة اقتصادية لها على الإطلاق أصحاب العقارات إلى جني الأرباح حيثما أمكنهم ذلك - بما في ذلك من لاجئي الحرب.
وسجل التضخم في مصر مستوى قياسيًا بلغ 36.8 في المائة في يونيو، وفقد الجنيه نصف قيمته مقابل الدولار منذ أوائل العام الماضي.
وتراجعت القوة الشرائية في الاقتصاد المعتمد على الاستيراد في وقت تكافح فيه العائلات لتغطية نفقاتها.
ويواجه الوافدون الجدد الصعوبات نفسها، إذ أبلغ أصحاب العقارات عن زيادة حادة في الطلب في مدينة 6 أكتوبر، غرب القاهرة.
وارتفعت الإيجارات إلى معدلات أعلى بكثير من أسعار السوق.
وقال سمسار عقارات لوكالة فرانس برس "متوسط ايجار الشقة المفروشة كان يتراوح بين 7 و 8 الاف جنيه والآن يصل الى عشرة الاف واكثر حسب مكان السكن".
في الشارع
وتنقل الوكالة عن محلل السوق العقاري محمود الليثي ناصف قوله إن تدفق اللاجئين السودانيين ليس السبب الرئيس لارتفاع الإيجارات في أنحاء القاهرة.
وقال "مع انتقال سكان وسط القاهرة من المدينة إلى مدن تابعة جديدة، قاموا بتحويل وحداتهم القديمة إلى مصادر دخل".
وأشار المحلل إلى الزيادات السابقة في الطلب.
وأشار إلى أن العراقيين واليمنيين والسوريين توافدوا جميعًا على مصر هربًا من النزاعات في بلادهم، ومع ذلك فإن السوق المحلية كانت دائمًا مستقرة.
ولكن حتى يحدث ذلك، يُترك بعض اللاجئين بلا مكان يلجؤون إليه.
وقال مهند الذي وجد شقة في حدائق الأهرام "التقيت سيدة سودانية كانت تنام في الشارع مع أطفالها وحقائبها".
وقال لوكالة فرانس برس ان "صاحبة المنزل رفع الايجار ولم تستطع تحمله".
وبحسب مهند، كانت المرأة تنتظر زوجها، وهو واحد من آلاف العالقين على معبر حدودي بين السودان ومصر، في انتظار إصدار تأشيرة دخول.