مضامين الفقرة الأولى: الحرب النفسية على غزة ودور الوسطاء المطلوب

استهل  أسامة حديثه باستعراض التصريحات المتناقضة التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث يصرح نتنياهو بدعمه لحماس في مواجهة العصابات الإجرامية، ثم يهدد بإعادة الحرب بعد دقائق. و يهدد بالعودة للقتال بسبب تأخر تسليم الجثث، بينما وزير دفاعه يعلن جاهزية خطط عسكرية.

وأكد جاويش أن هذه التصريحات المتضاربة تمثل حرباً نفسية ممنهجة لإبقاء أهل غزة في حالة توتر وعدم يقين، وطالب الوسطاء العرب (مصر، تركيا، قطر) بالقيام بدورهم الفعلي والرد على التهديدات الإسرائيلية بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات. وشدد على ضرورة دخول فرق بحث تركية ومصرية وقطرية لغزة للبحث عن الجثث الإسرائيلية والفلسطينية، منتقداً انشغال العالم بـ20 جثة إسرائيلية مقابل عشرون الف من الجثث الفلسطينية المفقودة تحت الأنقاض.

كما تناول قضية المساعدات الإنسانية وإعلان إسرائيل تقليص الشاحنات الداخلة لغزة إلى النصف، وتحدث عن أزمة الجوع حيث 95% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وأشار إلى تحذيرات منظمة الإغاثة الألمانية التي أعلنت أن غزة والسودان أصبحا أكبر بؤرتين لأزمات إنسانية على وجه الأرض.

وتناول تقارير صحيفة بوليتيكو حول الدول المرشحة لإرسال قوات دولية إلى غزة، حيث تتصدر إندونيسيا وأذربيجان وباكستان القائمة ضمن خطة ترامب لإنشاء قوة استقرار دولية. وانتقد جاويش الظهور الاستعراضي لياسر ابو شباب في مناطق لا يزال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها، واصفاً المشهد بأنه 'استعراض قوى تحت حماية الاحتلال'، مما أثار موجة غضب واسعة في الشارع الفلسطيني.

و استضاف جاويش الباحث السياسي محمد القيق الذي أكد القيق أن المرحلة الثانية من الاتفاق هي الأخطر بالنسبة الي إسرائيل لأنها تتضمن دخول قوات دولية (مصرية وتركية) لحفظ الأمن، وهو ما يعني "انتهاء حلم إسرائيل في التوسع".

وأوضح أن نتنياهو في "ورطة كبيرة" لأنه لم يحقق أي مسار من مساراته الثلاثة: التوسع، إزالة الوجود الفلسطيني، وإنهاء محور المقاومة. وأشار إلى أن إسرائيل ترفض بشدة دخول القوات التركية وستلجأ إلى "المماطلة لسنوات" لتجنب المرحلة الثانية.

وحول قوة حماس، كشف القيق أن حماس تمتلك "جهاز استخبارات قوي" ودربت "300 ألف مقاتل كاحتياطي استراتيجي"، وأنها سيطرت في "24 ساعة على المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون"، مما أفشل مشروع الفوضى الخلاقة الإسرائيلي.

واختتم بأن حماس "تريد توافقًا فلسطينيًا وحكومة وحدة لمنع إسرائيل من التمدد"، مؤكدًا أن "سلاحها بقي معها، وستبقى مقاومة لأن القضية الفلسطينية يجب حلها على أساس الحقوق الدولية المشروعة".

مضامين الفقرة الثانية: كامل الوزير والعرجاني... السبوبة المصرية في إعمار غزة

خصص جاويش فقرته الثانية للسخرية  من تصريحات المسؤولين المصريين حول مشاركة مصر في إعادة إعمار غزة، خاصة تصريحات كامل الوزير (وزير النقل السابق) والحاج إبراهيم العرجاني (صاحب شركة أبناء سيناء) الذين يستعدون للمشاركة في عمليات الإعمار بتكلفة تقدرها الأمم المتحدة بـ70 مليار دولار.

وأشار إلى أن كامل الوزير أعلن استعداد المصانع المصرية لتوريد مليون طن حديد تسليح، نافياً أن يؤثر ذلك على السوق المحلية، في تناقض صارخ مع مواقف النظام خلال الحرب حيث كان يبرر عدم المساعدة بضعف الاقتصاد. واعتبر جاويش أن المسؤولين المصريين "يتخيلون أن غزة لقمة سهلة"، محذراً من أن لاري إليسون (أغنى رجل في العالم) وجاريد كوشنر وشركات أمريكية كبرى تخطط لمشاريع بمئات الملايين في غزة، وأنهم "حيتان" مقارنة بكامل الوزير والعرجاني.

واستعرض تاريخ احتكار العرجاني لمعبر رفح ومشاريع الإعمار السابقة في غزة بعد معركة سيف القدس 2021، مؤكداً أن المرة الحالية ستكون مختلفة بوجود لاعبين دوليين أكبر.

مضامين الفقرة الثالثة: التاكسي الطائر الإماراتي في مصر... تهديد للأمن القومي

انتقد جاويش بشدة مشروع التاكسي الطائر الذي أعلنت شركة طيران أبو ظبي الإماراتية تنفيذه في مصر بالتعاون مع القوات الجوية المصرية باستثمارات 5 مليار جنيه. وأكد أن المشروع يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري، حيث ستقوم طائرات أجنبية تابعة لدولة مطبعة مع إسرائيل بالتحليق فوق المناطق الحيوية والعسكرية والمواقع الاستراتيجية المصرية.

وتساءل عن سبب عدم تنفيذ المشروع بشركات وطنية مصرية كما تفعل دول أخرى مثل أمريكا والصين وفرنسا وبريطانيا والسعودية، منتقداً تسليم السماء المصرية لجهة أجنبية قد تنقل البيانات والمعلومات الحساسة إلى إسرائيل. وأشار إلى التناقض بين منع الدرونز المحلية بحجة الأمن القومي والسماح لطائرات إماراتية بالتحليق بحرية.

مضامين الفقرة الرابعة: ترامب وفنزويلا... تصعيد خطير وتفويض استخباراتي علني

وانتقل جاويش إلى تناول إعلان ترامب تفويض الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بإجراء عمليات سرية داخل فنزويلا، وهو ما اعتبره محللون سابقة خطيرة في التاريخ الأمريكي. وأشار إلى أن ترامب نفذ خمس غارات جوية على قوارب وصفها بأنها تهرب المخدرات، وأرسل طائرات B-52 بالقرب من الأجواء الفنزويلية.

واستضاف الكاتب الصحفي عبد الرحمن يوسف الذي أكد أن الأمر يتجاوز مسألة المخدرات والمهاجرين، مشيراً إلى أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم (أكثر من 300 مليار برميل) وأن علاقاتها الوثيقة مع إيران وروسيا والصين وكوبا هي السبب الحقيقي للتصعيد الأمريكي. وحذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من أن أي ضربة برية أمريكية ستقابل برد مباشر، وأمر بإطلاق تدريبات عسكرية ورفع الجاهزية القتالية.

مضامين الفقرة الخامسة: إسرائيل بعد الحرب... انقسام وجودي

في الفقرة الاخيرة استعرض جاويش تقريراً أمريكياً من موقع "ذا ميديا لاين" يكشف عن انقسام حاد داخل المجتمع الإسرائيلي حول مستقبل الدولة بعد الحرب، حيث تتصارع ثلاث رؤى: الرؤية الأمنية (تسيفي سكوت) التي ترى الأمن والردع أولوية مطلقة، والرؤية الاقتصادية (أميت هاليفي) التي تركز على إنقاذ الاقتصاد المنهار، والرؤية الاجتماعية (إفرات رايتن) التي تدعو لإعادة بناء الإنسان الإسرائيلي نفسياً واجتماعياً.

واستضاف الدكتور علي الأعور (أستاذ بجامعة بن غوريون) الذي أكد أن المجتمع الإسرائيلي يواجه "انقساماً كاملاً" بين يمين ويسار، متدينين وعلمانيين، حريديم ويهود وعرب. وأشار إلى أن الشارع الإسرائيلي يدعم الرؤية الثالثة (إعادة بناء الإنسان) بعد الصدمة النفسية الهائلة التي تعرض لها، وأن عشرات الآلاف من الجنود يعانون من اضطرابات نفسية وحالات انتحار. وتوقع الأعور أن إسرائيل قد تشهد "حرباً أهلية" إذا لم يذهب نتنياهو لانتخابات مبكرة في مارس 2026، مؤكداً أن نتنياهو "خارج المشهد السياسي القادم".