لبنان على مفترق طرق: سيادة الدولة ومصير سلاح حزب الله في ظل الضغوط الإقليمية والدولية
ملخص الحلقة:
ناقش الإعلامي حساني بشير الوضع اللبناني في ظل تصاعد التوتر الإقليمي والانقسام الداخلي حول معادلة السلاح والسيادة. وسلط الضوء على التحديات التي يواجهها لبنان في حماية سيادته على أراضيه، خاصة في ظل استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية. استعرضت الحلقة خطاب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الذي يبرر امتلاك الحزب للسلاح كوسيلة لحماية لبنان، في وقت تشهد فيه البلاد نقاشًا داخليًا حادًا حول ضرورة نزع سلاح الحزب. د. طارق العكاري تناول تعقيدات الوضع، مشيرًا إلى الصعوبة التي قد تواجهها الحكومة اللبنانية في اتخاذ قرار حاسم بشأن سلاح حزب الله، نظرًا لوجود قاعدة شعبية مؤيدة له في لبنان، فضلًا عن الضغوط الدولية والإسرائيلية.
في الفقرة الثانية، تم تناول الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تطالب لبنان بتنفيذ القرار 1701، الذي يفرض نزع سلاح حزب الله في جنوب البلاد. وتم تسليط الضوء على تهديدات إسرائيل بتنفيذ ضربات جوية ضد لبنان إذا لم يتم تسليم الأسلحة بحلول نهاية العام، ما يزيد من تعقيد الموقف.
مضامين الفقرة الأولى: لبنان بين التوتر الإقليمي والانقسام الداخلي: اختبار السيادة وقوة الردع
استهل الإعلامي حساني بشير الحلقة بتناول الوضع اللبناني في ظل توتر إقليمي شديد، مشيرًا إلى أن لبنان عاد إلى دائرة التوتر خاصة على حدوده الجنوبية، وسط انقسامات داخلية حول معادلة السلاح والسيادة. وأوضح التقرير أن الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عن حماية أراضيها، بينما يحافظ حزب الله على قدرته الدفاعية، ما يخلق معادلة هشة بين السيادة الوطنية والقدرة على الردع العسكري. وبرز خطاب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الذي أكد أن السلاح يمثل عنصر حماية وليس أداة صراع داخلي، وأن أي مواجهة محتملة لن تكسر ميزان الردع، مشددًا على أن إسرائيل تهديد دائم وسلوكها يخرق التفاهمات القائمة.
وعلى الصعيد الميداني، أفادت وكالة رويترز بأن الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيرًا بإخلاء إحدى القرى جنوب لبنان تمهيدًا لغارة جوية، إلا أن الهجوم تم تجميده بعد تدخل الجيش اللبناني وتفتيش الموقع. وأكدت القوات الإسرائيلية أنها لن تسمح بأي إعادة تموضع أو تسليح لحزب الله، مع استمرار المراقبة والتنسيق مع لجنة الميكانيزم، في إطار الحفاظ على توازن الردع في المنطقة.
مضامين الفقرة الثانية: لبنان على حافة القرار: السيادة والسلاح في ظل تدخلات إسرائيلية وضغوط دولية
خلال الحلقة، تناول الإعلامي حساني بشير التوتر المتصاعد في لبنان، مشيرًا إلى تعقيد الوضع بسبب تداخل قضايا السيادة الوطنية مع معادلة حصرية السلاح، خصوصًا في ظل الانتهاكات المتكررة للقرار رقم 1701 من قبل إسرائيل، ما يثير تساؤلات حول فعالية هذا القرار. ورد د. ميشال الشماعي، الباحث والمحلل السياسي، بأن سياسة الردع التي يتبعها حزب الله فشلت في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي سلاح خارج المؤسسات الشرعية يعتبر غير شرعي، مشددًا على أن الدولة اللبنانية وحدها هي المسؤولة عن حماية أراضيها، وأن لبنان دخل عصرًا جديدًا لا يمكن فيه القبول بأي انتقاص من سيادته. وأوضح الشماعي أن حزب الله لم يتمكن من حماية الأراضي اللبنانية بل ساهم في تدمير جزء منها، مؤكدًا ضرورة أن تتولى الدولة وحدها مسؤولية الدفاع عن الشعب والأراضي.
ثم انتقل البشير للحديث مع مارك في واشنطن حول تأثير التوترات على قواعد الاشتباك في المنطقة، حيث أكد مارك أن الأزمة لبنانية داخلية ترتبط بوحدة البلاد، مع تأثير التحركات الإسرائيلية وضغوطها على نزع سلاح حزب الله. وأشار إلى التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701، وأن اللقاء المرتقب بين نتنياهو والمبعوث الأمريكي توني بارك سيركز على تحديد موعد نهائي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة. كما أشاد برفض وزير الخارجية اللبناني عرض إيران بزيارة لبنان، معتبرًا ذلك خطوة لتعزيز استقلال لبنان وتأكيد هويته الوطنية بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
مضامين الفقرة الثالثة: لبنان بين الضغوط الإسرائيلية والداخلية: مصير سلاح حزب الله في الميزان
نشرت الصحافة الإسرائيلية تقارير حول تصاعد التوترات بشأن نزع سلاح حزب الله في لبنان، مع تحذيرات من ضربات إسرائيلية في حال عدم تسليم الحزب أسلحته. وأفادت صحيفة The Times of Israel بأن الولايات المتحدة وجهت تحذيرًا للبنان بأن إسرائيل ستنفذ ضربات حاسمة ضد الضواحي الجنوبية وسهل البقعة إذا لم يسلم حزب الله طائرات مسيّرة وصواريخ بحلول الأول من يناير، فيما أشار السفير الأمريكي إلى إمكانية بدء عملية عسكرية في حال فشل لبنان في التوصل لاتفاق. ونقلت صحيفة يدعوت أحرنوت تصريحات وزير الخارجية اللبناني الذي اتهم حزب الله بعدم التعاون مع الحكومة، مؤكّدًا دور طهران في زعزعة الاستقرار، ومشيرًا إلى أن لبنان تحاول تحييد نفسها عن أي صراع مع إسرائيل، رغم تفكيك 80% من أسلحة الحزب جنوب نهر الليطاني. وفي السياق ذاته، تناولت صحيفة The Jerusalem Post حادثة إلغاء الجيش الإسرائيلي هجومًا على حزب الله بعد تدخل الجيش اللبناني في قرية يانوح، ما يعكس التوترات المستمرة على الحدود والدور الحاسم للتحركات العسكرية السريعة.
مضامين الفقرة الرابعة: نزع سلاح حزب الله في لبنان: بين الوعود الدولية والواقع الداخلي
تحدث الإعلامي حساني البشير عن مدى اقتراب لبنان من نزع سلاح حزب الله، في ظل المهلة المحدودة التي فرضتها الضغوط الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وأوضح د. طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، أن الوضع معقد، إذ يقف لبنان بين مواجهة حزب الله مباشرة أو الدخول في حرب شاملة، مع وجود مؤيدين للحزب داخل الجيش والمجتمع، ما يجعل أي تدخل عسكري صعبًا ويحتاج لتنسيق مع القضاء والموافقة الشعبية. وأكد العكاري أن حزب الله يسعى للهيمنة على القرار اللبناني دون خضوعه لسلطة الدولة، مشددًا على ضرورة أن يكون الجيش الوطني هو المسؤول عن حماية الأراضي اللبنانية.
وأشار العكاري إلى أن التهديدات الإسرائيلية قد تكون جزءًا من حسابات سياسية داخلية، وأن لبنان قد يتمكن من تمديد المهلة المحددة لنزع السلاح إذا أظهرت الحكومة إجراءات حقيقية على الأرض. وأوضح أن الحل الأمثل يكمن في دمج حزب الله سياسيًا ضمن الدولة اللبنانية، وليس بالحلول العسكرية فقط، مع إمكانية تحقيق توافق داخلي إذا تم تنسيق الجهود بين مختلف الأطراف اللبنانية والإقليمية، مؤكدًا أن السيطرة على سلاح الحزب يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة لضمان سيادة الدولة واستقرارها.
من جانبه، أكد الكاتب والباحث السياسي دان ريني أن الضغوط الدولية لم تضمن تهدئة مستمرة بسبب خروقات الاحتلال الإسرائيلي، وأن التهديدات الإسرائيلية مرتبطة بالحفاظ على أمنها واستقرارها عبر إضعاف حزب الله. وأوضح ريني أن نزع السلاح بالكامل بحلول نهاية العام غير محتمل، إذ يحتاج لوقت وجهد داخلي كبير، مؤكدًا أن أي تصعيد إسرائيلي سيؤثر على استقرار لبنان الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف أن التدخل الدولي، عبر الولايات المتحدة والأمم المتحدة، قد يكون السبيل الوحيد لتفادي تصعيد إضافي، مشددًا على أن قدرة لبنان على نزع سلاح الحزب وتحقيق سيادة كاملة على أراضيه هي المفتاح لتحقيق استقرار اقتصادي ورفاهية للشعب اللبناني.