بين التنازل عن الناتو والضمانات الأمنية الغربية: مستقبل الحرب الأوكرانية في مفاوضات حرجة وأصول روسية مجمدة

ملخص الحلقة:

ناقشت الحلقة التحولات الأخيرة في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، وفي مقدمتها إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن الانضمام إلى حلف الناتو مقابل ضمانات أمنية غربية، في ظل تغير الموقف الأمريكي وتراجع الدعم المباشر، مقابل تصعيد أوروبي اقتصادي عبر تجميد الأصول الروسية والسعي لاستخدامها في تمويل دعم كييف. 

وسلطت الحلقة الضوء على تعقيدات المفاوضات الجارية، حيث تمثل الضمانات الأمنية جوهر الخلاف بين الأطراف، في ظل تمسك روسيا بمواقفها ورفضها إعادة الأراضي التي سيطرت عليها، مقابل إصرار أوكراني على ضمانات ردع طويلة الأمد. كما تناولت المداخلات التردد الأوروبي بشأن تحويل الأصول الروسية المجمدة إلى دعم مباشر بسبب المخاطر القانونية والسياسية، وسط تحذيرات دولية من تصعيد روسي محتمل إذا فشلت مساعي التسوية.

مضامين الفقرة الأولى: كييف تتراجع عن الناتو وأوروبا تمضي في التصعيد ضد موسكو

استهل الإعلامي كمال ماضي الحلقة بالعودة إلى جذور الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى تحوّل جوهري في موقف كييف تمثل في التخلي عن الحلم الاستراتيجي بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهو السبب الذي فجّر الصراع منذ بدايته. وجاء هذا التحول على لسان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع اقتراب الحرب من عامها الرابع، بعد سنوات من الاستنزاف السياسي والاقتصادي والعسكري، وفي ظل تغير واضح في الموقف الدولي عقب تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعهد سابق بدعم انضمام أوكرانيا للناتو، والاكتفاء بطرح ضمانات أمنية أمريكية وأوروبية كبديل عملي.

وأوضح ماضي أن الاتحاد الأوروبي واصل نهجه الضاغط على موسكو دون تغيير جوهري، عبر تجميد الأصول الروسية إلى أجل غير مسمى، بالتوازي مع بحث تمويل جديد لكييف بقرض يصل إلى 165 مليار يورو لتغطية احتياجاتها خلال العامين المقبلين. 

وفي تقرير موسع، تناولت الحلقة التحركات الأوروبية المتسارعة، حيث تصدرت الحرب جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مع بحث استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا. وأبدت ألمانيا دعمًا كاملًا للخطة مع تقديم ضمانات مالية بقيمة 50 مليار يورو، مقابل تحفظات مجرية تتعلق بتداعيات قانونية، بينما أكدت الدنمارك اقتراب التوافق الأوروبي. في المقابل، وصفت روسيا هذه الخطوة بغير القانونية، ولوّحت بإجراءات لحماية مصالحها، بالتزامن مع زيارة زيلينسكي إلى برلين وإعلانه استعداد بلاده للتخلي عن طموح الانضمام للناتو مقابل ضمانات أمنية غربية، في محاولة لفتح مسار سياسي قد يعيد رسم ملامح الصراع في المرحلة المقبلة.

مضامين الفقرة الثانية: مفاوضات السلام الروسية-الأوكرانية: التمويل والضمانات الأمنية على طاولة الحوار

خلال الحلقة ناقش الإعلامي كمال ماضي مع بيتر تيكنسون، محرر الشؤون الأوكرانية بالمجلس الأطلسي، أسباب لجوء الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل قروض بقيمة 165 مليار يورو لأوكرانيا، رغم المساعي التفاوضية الجارية، حيث أوضح تيكنسون أن النقاشات في برلين تركز بالأساس على الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف خشية عدم التزام موسكو بأي اتفاق سلام، خاصة مع تراجع الدعم الأمريكي المباشر ووجود فجوة تمويلية متوقعة خلال عامي 2026 و2027. وأشار إلى أن الخطوة الأوروبية تحمل رسالة ضغط على روسيا، مؤكدًا أن الضمانات المطروحة لا تعني تطبيق المادة الخامسة للناتو، بل ترتكز على اتفاقيات دفاع وتمويل طويلة الأمد، وتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع متقدمة، في ظل توجه غربي أكثر واقعية نحو حل سياسي بعد استنزاف اقتصادي طويل.

وفي مداخلة أخرى، تناول كمال ماضي مع سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دلالات الخطوة الأوروبية، حيث أكد ماركوف أن روسيا لا تسعى لاحتلال أوكرانيا بل لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي، معتبرًا أن الأراضي التي سيطرت عليها موسكو لن تُعاد مهما كانت الضمانات الغربية. وأوضح أن المفاوضات الجارية لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، مشددًا على أن أي حل سياسي يجب أن يراعي المطالب الأمنية الروسية وألا يقتصر على وقف مؤقت للعمليات العسكرية، مع استعداد موسكو لمواصلة التفاوض دون التنازل عن ما تعتبره ضرورات أمنية، في ظل تعقيدات المصالح بين روسيا وأوكرانيا والغرب والدور المحوري للولايات المتحدة وأوروبا في مسار الأزمة.

مضامين الفقرة الثالثة: الصحافة العالمية ترصد تحولات الحرب الأوكرانية بين تسوية سياسية وتحذيرات من التصعيد الروسي

قدّم الإعلامي كمال ماضي جولة سريعة في الصحافة العالمية لرصد مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية ومساعي إنهائها، حيث أبرزت صحيفة «لوموند» الفرنسية عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخلي عن الانضمام إلى حلف «الناتو» مقابل ضمانات أمنية غربية، واعتباره ذلك تنازلًا كبيرًا لمنع تصعيد روسي جديد، مع تأكيد الصحيفة في الوقت نفسه تمسك كييف برفض أي تنازل إقليمي لصالح موسكو. معتبر أن هذا الخط الأحمر ما زال ثابتًا في الموقف الأوكراني.

وأفادت وكالة «رويترز» بأن محادثات السلام الجارية في برلين بين زيلينسكي ومبعوثي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أحرزت تقدمًا ملحوظًا، رغم استمرار الغموض حول القضايا الجوهرية، مشيرة إلى أن هذه المباحثات تتزامن مع أسبوع حاسم للاتحاد الأوروبي مع اقتراب قمة مرتقبة لبحث إقرار قرض ضخم لأوكرانيا من الأصول الروسية المجمدة.

واختتم الجولة بتقرير «الجارديان» البريطانية، الذي نقل تحذيرات رئيسة الاستخبارات البريطانية من التهديد التوسعي الروسي واعتبار تصدير الفوضى نهجًا ثابتًا لموسكو، إلى جانب تحذيرات عسكرية من احتمال استهداف روسيا لإحدى دول «الناتو»، والدعوة إلى اعتماد نهج دفاعي شامل لمواجهة المخاطر المتصاعدة.

مضامين الفقرة الرابعة: ضغوط أمريكية تدفع أوكرانيا للتراجع عن الناتو وأوروبا تتردد في تجميد الأصول الروسية

وفي الجزء الأخير من الحلقة رأى الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، خلال مداخلة هاتفية  أن إعلان أوكرانيا استعدادها للتخلي عن الانضمام إلى حلف الناتو يعكس إقرارًا بالهزيمة وجاء نتيجة ضغوط أمريكية قوية وليس قرارًا سياديًا مستقلًا، موضحًا أن السعي للانضمام إلى الناتو كان السبب الرئيسي لاندلاع الحرب، قبل أن تتغير الرؤية الأمريكية مع تبني دونالد ترامب سياسة تقليل الانخراط في الحروب ونقل العبء الدفاعي إلى أوروبا. وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تمثل اعترافًا بالأمر الواقع، في ظل إدراكه أن أي تراجع أمريكي عن الدعم سيقود إلى انهيار الموقف الأوكراني وفرض مفاوضات غير متكافئة في ظل تفوق روسي ميدانيًا وسياسيًا.

وأوضح السعيد أن الضمانات الأمنية الأمريكية المطروحة لا توفر حماية كافية لأوكرانيا، حتى مع احتمالات انضمامها للاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن تشدد الموقف الأوروبي نابع من مخاوف تتعلق بالأمن الجماعي، رغم عدم قدرة أوروبا على تأمين نفسها دون الوجود الأمريكي. وأكد أن التخلي عن الناتو لن يرضي روسيا وحده، إذ تطالب موسكو بضمانات أوسع تشمل عزل أوكرانيا عن أي تحالفات عسكرية معادية، والتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا، وعلى رأسها الدونباس ولوهانسك، إلى جانب قلقها من التحركات العسكرية الأوروبية، خاصة في البلقان، مشيرًا إلى أن جوهر الأزمة يتمثل في سعي الطرفين للحصول على ضمانات أمريكية لا تلبي بالكامل مصالح أي منهما.

من جانبه، أكد نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق في حلف الناتو، أن زيلينسكي يواجه ضغوطًا شديدة، خاصة من ترامب، وأن التخلي عن الانضمام للناتو بات مطروحًا داخل الحلف نفسه في ظل محادثات أمريكية-أوكرانية مكثفة، موضحًا أن كييف تحاول موازنة هذه الضغوط بالحفاظ على استمرار الدعم الأمريكي. واعتبر أن موقف الاتحاد الأوروبي من تجميد الأصول الروسية مترددًا ويُستخدم كورقة ضغط سياسية أكثر منه قرارًا قانونيًا قابلًا للتنفيذ، مشددًا على أن روسيا لن تتنازل عن الأراضي التي سيطرت عليها أو توافق على وقف إطلاق النار دون تحقيق أهدافها، مرجحًا في الوقت ذاته صعوبة تنفيذ تجميد الأصول الروسية فعليًا بسبب التعقيدات القانونية والسياسية والمخاطر التي تواجه البنوك الحافظة لها.

الموضوع التالي الرعاية الصحية حق للمواطنين.. وتحذير من خطر الإخوان واستعراض لإنجازات حرس الحدود
الموضوع السابقعلى مسئوليتي... بدر عبد العاطي يحذر من انهيار دول عربية والتأكيد على أمن مصر القومي... وتنمية اقتصادية بميناء العين السخنة