صفقة الغاز مع إسرائيل، ارتفاع نسب الفقر في مصر، وفضيحة الواسطة في الكليات العسكرية
ملخص الحلقة:
تناول معتز مطر في الحلقة ملفات إقليمية وداخلية مترابطة، بدأت بصفقة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر، مستعرضًا تصريحات بنيامين نتنياهو التي أكد فيها ضخامة الصفقة ورفضه الكشف عن تفاصيلها بدعوى حساسيتها الأمنية، مع الإشارة إلى توظيف الطاقة كأداة نفوذ إقليمي. كما تطرّق إلى صفقات السلاح والغواصات الإسرائيلية ودور الإمارات في صفقات عسكرية متقدمة، إلى جانب قضايا أمنية أُثيرت إعلاميًا، شملت اغتيال عالم نووي وتقارير إسرائيلية حمّلت أطرافًا إقليمية مسؤوليات غير مباشرة عن إخفاقات أمنية.
وانتقل مطر إلى الداخل المصري، متوقفًا عند تصريحات مصطفى مدبولي بشأن نسب الفقر، معتبرًا أنها لا تعكس الواقع في ظل تدهور المعيشة والإنفاق الضخم على القصور والمشروعات السيادية. كما ناقشت الحلقة الجدل حول القبول في الكليات العسكرية وكلية الشرطة، مع عرض وقائع تتعلق بتوسّع الواسطة والمحسوبية، ومنع المقبولين من إعلان نتائجهم. وتطرّقت الحلقة كذلك إلى بيع الأصول والأراضي والشواطئ، وصفقات الاستحواذ الأجنبية على شركات وموانئ استراتيجية، وربط ذلك بتفاقم أزمة الديون وتراجع الدور الإقليمي لمصر، قبل أن تختتم بتطورات غزة والضفة الغربية في سياق يعكس تشابك الأزمات وتأثيرها على مصر والمنطقة.
مضامين الفقرة الأولى: نتنياهو يحتفل بالتصديق على صفقة الغاز مع مصر ويصمت عن تفاصيل حساسة
استهلّ معتز مطر الحلقة بطرح ملف إحكام الحصار على مصر عبر مسارات اقتصادية وأمنية وسياسية متشابكة، معتبرًا أن هناك شبكة صفقات واتفاقات تُدار إقليميًا ودوليًا وتؤثر مباشرة على القرار والسيادة المصرية. وبدأ بإعلان بنيامين نتنياهو التصديق على صفقة تصدير الغاز إلى مصر، التي وصفها بالأضخم في تاريخ إسرائيل بقيمة 35 مليار دولار، تمت بدعم ومشاركة أمريكية، مع رفضه الإفصاح عن تفاصيلها بدعوى حساسيتها الأمنية. وعرض مطر تصريحات لنتنياهو أكد فيها أن الصفقة عززت مكانة إسرائيل كقوة طاقة كبرى، وضمنّت بيع الغاز بأسعار تخدم المواطن الإسرائيلي، وشجعت الاستثمارات العالمية، مشيرًا إلى ربط نتنياهو الصفقة بالمصالح الأمنية الإسرائيلية، واعتبار الغاز أداة ضغط استراتيجية إلى جانب ملف المياه وسد النهضة.
وانتقل مطر إلى ملف صفقات الغواصات الألمانية، مستعرضًا تصريحات سابقة لنتنياهو دافع فيها عن موافقته على بيع غواصات لمصر، رافضًا الكشف عن أسبابها بدعوى ارتباطها بأسرار أمنية خطيرة، ومؤكدًا اطمئنان إسرائيل للقيادة المصرية وقت إبرام الصفقة، مع الإشارة إلى استمرار الجدل والتحقيقات الداخلية في إسرائيل حول القضية. كما تناول دور الإمارات، مستعرضًا تقارير استخباراتية وإعلامية تحدثت عن إبرام أبوظبي أكبر صفقة سلاح في تاريخ الصناعات العسكرية الإسرائيلية بقيمة تجاوزت ملياري دولار، لشراء أنظمة دفاع تعتمد على تقنيات الليزر لتعطيل الصواريخ، مع تصنيع جزء من هذه الأنظمة داخل الإمارات، وذلك في سياق طفرة غير مسبوقة في صادرات السلاح الإسرائيلي إلى دول عدة، من بينها ألمانيا ورومانيا، بموافقات رسمية إسرائيلية.
تصعيد أمني إقليمي وتبادل اتهامات: من الاغتيالات الغامضة إلى غزة
كما تناول معتز اغتيال العالم النووي البرتغالي نونو لوريرو داخل منزله في الولايات المتحدة، في ظل غياب دافع جنائي واضح، مستعرضًا ما نشرته وسائل إعلام عبرية عن دعمه لإسرائيل واتهامات غير مؤكدة لإيران، مقابل نفي أمريكي لوجود أدلة. وعرض تقارير غربية عن سجل إسرائيل في استهداف علماء نوويين إيرانيين، ودور الموساد في إدارة شبكات وعمليات معقدة داخل إيران، مع الإشارة إلى سقوط ضحايا مدنيين وفق تقارير إعلامية. وتطرّق كذلك إلى ما بثته القناة 14 الإسرائيلية من مزاعم عن دور مصري سابق لأحداث 7 أكتوبر، في إطار الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو، إضافة إلى تناول حادث هجوم سيدني وظهور أحمد الأحمد والاتصال الذي تلقاه من وزير الخارجية السوري، مقابل اتهامات لإيران دون تقديم أدلة رسمية. واختُتمت الفقرة بعرض مشاهد من غزة وتقارير عن تنسيق أمني داخل القطاع، والتأكيد على تشابك الملفات الاقتصادية والأمنية والعسكرية وتأثيرها المباشر على مصر وتوازنات الصراع في الشرق الأوسط.
مضامين الفقرة الثانية: الفقر في مصر والسلطة تُحصّن أبناءها… وفضيحة الواسطة في القبول بالكليات العسكرية والشرطة
واصل معتز مطر الحديث عن الوضع الداخلي في مصر، مستشهدًا بتصريحات مصطفى مدبولي التي اعتبرها كاشفة لحجم الانهيار الاجتماعي والاقتصادي، خاصة اعترافه بأن نحو 30% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يعني – وفق خط الفقر الدولي البالغ 3 دولارات يوميًا – وجود أكثر من 30 مليون مواطن فقير في دولة يتجاوز عدد سكانها 110 ملايين نسمة. واعتبر مطر أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع الحقيقي، في ظل نسب فقر أعلى بكثير وانهيار شبه كامل للطبقة الوسطى. وفي المقابل، عرض مطر صورًا ومعلومات عن القصر الرئاسي في العاصمة الإدارية الجديدة، موضحًا أن مساحته السكنية تُقدَّر بنحو 500 ألف متر مربع، بينما تصل مساحة المجمع الرئاسي كاملًا إلى نحو 2.5 مليون متر مربع، أي ما يعادل قرابة 480 ضعف مساحة البيت الأبيض، إضافة إلى مدخل فرعوني خارجي بمساحة 180 ألف متر مربع، لافتًا إلى أن تكلفة الطابق الواحد تُقدَّر بنحو 2.25 مليار جنيه، وهو مبلغ يكفي لبناء أكثر من 100 مدرسة أو عدد كبير من المستشفيات، في وقت تعترف فيه الحكومة بعجزها عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
الديون وبيع الأصول: اقتراض بلا نهاية وتآكل الدور المصري إقليميًا
وانتقل مطر إلى ملف الديون، مستشهدًا بتصريحات أخرى لمدبولي أقرّ فيها باللجوء إلى استبدال دين بدين لإطالة آجال السداد دون خفض فعلي للدين الخارجي، معتبرًا أن الدولة تعيش على الاقتراض لسداد الاقتراض رغم استمرار بيع الأصول. وفي هذا السياق، تناول ملف بيع الأراضي والشواطئ، مستعرضًا قرارات إيقاف البناء والإخلاء في مناطق سياحية مثل شاطئ الغرام بمطروح بزعم تنفيذ «مشروعات قومية»، معتبرًا أنها تخفي بيعًا نهائيًا للأراضي لسداد الديون، لا عقود استثمار، وأن هذه السياسة شملت مساحات واسعة من الساحل الشمالي نُقلت أو تُنقل ملكيتها لجهات خليجية، في وقت لم تعد فيه عوائد البيع كافية لمواجهة تصاعد المديونية وفق تحذيرات البنك الدولي. كما أشار إلى تراجع الدور الإقليمي لمصر بخروجها من مجلس إدارة اتحاد إذاعات الدول العربية لعدم سداد الالتزامات المالية، وانتقال رئاسته إلى السعودية، معتبرًا ذلك مؤشرًا إضافيًا على تراجع المكانة المصرية.
وختم بالحديث عن تصاعد الاستحواذات الإماراتية على الأصول الاستراتيجية، وعلى رأسها شركة الإسكندرية لتداول الحاويات، حيث تستعد مجموعة موانئ أبوظبي للاستحواذ على 51% من الشركة عبر عرض شراء بسعر أقل من سعر السهم في البورصة، ما يعني – بحسب وصفه – بيع أحد أهم المرافق الحيوية في مصر «بالخسارة» وانتقال السيطرة التشغيلية إلى الجانب الإماراتي.