مضامين الفقرة الأولى: القمة الروسية الإفريقية

قالت الإعلامية بسمة وهبة، من روسيا لتغطية فعاليات القمة الروسية الإفريقية، إن التعاون بين روسيا ومصر يؤكد إصرار البلدين في المضي قدمًا نحو تنفيذ المشروعات التنموية، مهما كانت الظروف. وأضافت أن روسيا تثق بأن المستقبل يرتبط بتنويع الشركاء من القارة السمراء الممتلئة بالثروات. وتابعت أن القمة الروسية الإفريقية في دورتها الأولى شهدت تعاونًا استراتيجيًا هامًا بين روسيا والدول الإفريقية خاصة مصر.

وعرض البرنامج تقريرًا يرصد حجم التعاون بين مصر وروسيا في كافة المجالات خاصة في مجال تنفيذ المشروعات التنموية.

وأكد الدكتور عمرو الديب مدير شؤون الشرق الأوسط في الأكاديمية الروسية أن مصر فتحت أبواب منطقة الشرق الأوسط أمام روسيا. وقال إنه اُختير موعد القمة الروسية الإفريقية الأولى في فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي وذلك بسبب قيادة مصر للاتحاد وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي هو رئيس الاتحاد الإفريقي آنذاك. وأضاف أن مصر كانت رئيسًا للاتحاد الإفريقي ولكن نريد أن نبدأ منذ عام 2013 وبدون أي تضخيم، إذ فتحت مصر أبواب الشرق الأوسط أمام الاتحاد الروسي، بينما ما قبل 2013 كانت العلاقات العربية الروسية متوقفة على ارث العلاقات السوفيتية العربية.

وتابع بأنه بعد عام 2013 وبعد زيارة وزير الدفاع حينها الفريق أول عبد الفتاح السيسي في نوفمبر 2013 بعد ثورة يونيو بأربعة أشهر، فتحت هذه الزيارة أبوابًا كثيرة على المستوى الثنائي وعلى مستوى العلاقات الروسية العربية. ولفت إلى أنه بعد ذلك وجدنا تطورًا للعلاقات الإماراتية الروسية، وتطورًا للعلاقات الروسية السعودية وكان هناك زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المنطقة، مشددًا على أنه لا يمكن لروسيا تقوية علاقاتها بالمنطقة العربية وإفريقيا دون وجود مصر لأنها البوابة الرئيسية للاتحاد الروسي للدخول إلى المنطقة.

وأوضح أن مصر في منتصف العالم وتاريخ وقوة بشرية وجيوسياسية كبيرة وتعد قلب منطقة الشرق الأوسط وفي المنتصف بين الشمال والجنوب والغرب والشرق، ولا يمكن أيضًا إغفال عامل العلاقة الشخصية بين الرئيس بوتين وغيره من القيادات، إذ رأى أنه عامل كبير في العلاقات، ولكن بالإضافة لذلك، تعد مصر قوة غير طبيعية في المنطقة ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تدخل للمنطقة بدون البوابة المصرية.

وأشار إلى أن روسيا تنظر إلى القمة كتوقيت وكظرف لا سيما أن إفريقيا هي اتجاه في غاية الأهمية للقيادة الروسية، مبينًا أن روسيا تريد بناء عالم جديد قائم على تعدد الأقطاب وليس القطب الواحد المعتمد على الولايات المتحدة، وهي تريد تغيير العالم بالتعاون مع الصين والهند ومصر وجنوب إفريقيا والاتحادات القارية المختلفة. وذكر أن مصر من أوائل الدول التي أقامت العلاقات مع الاتحاد السوفيتي ومرت العلاقات بفترات ازدهار وانحسار ولكن العلاقات المصرية الروسية دخلت حاليًا في مرحلة تقترب مما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي.

وقال روشان آبياسوف النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، إن الدين الإسلامي في روسيا "تقليدي تاريخي"، موضحًا أنه في روسيا يوجد أكثر من دين تقليدي مثل الإسلام والمسيحية واليهودية. وأضاف أن الإسلام في روسيا دين تاريخي، فقد جاء إلى الأراضي الروسية مع أول أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي. وتابع أنه يوجد مكان تاريخي في مدينة دربند بشمال القوقاز، تُدعى "باب الأبواب"، أي أنها الباب الذي يفتح الأبواب، كما يوجد مكان تاريخي ثاني في جمهورية تترستان التي تبعد عن موسكو بـ 800 كم، وهو البلغار، قائلًا: «أجدادنا أسلموا رسميًا قبل 1100 سنة». وذكر أنه باقتراح من رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية فقد طُلب الاحتفال بـ 1100 سنة لقبول الإسلام الرسمي على درجة الفيدرالي، ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قرار رسمي على ذلك، وكانت هذه الاحتفالية في العام الماضي وحدثت احتفالية كبيرة، وحضر الرئيس الروسي بعض فعاليات هذا الاحتفال، متابعًا أن ‏هناك تواصل مع الأزهر الشريف وعلاقات قوية مع الإمام الأكبر أحمد الطيب، مؤكدًا أن هناك زيارات متبادلة وهم ينتظرون زيارته في أقرب وقت.

ولفت إلى أن الإرهاب يأتي من الدول الغربية لأنها لا تحب الإسلام والمسلمين، مشددًا على أنها التي افتعلت الفوضى العالمية. وأضاف أننا نحن كمسلمين لم نفكر أن يكون هناك مسلمون إرهابيون، لكن الغرب قام بالفوضى على درجة عالمية، وكل مرة، كنا نقول نحن رجال الدين إننا ضد ما يحدث، لأن الإسلام ليس دين الإرهاب، فهو دين السلام. وتابع أن المجلس دائما ما يدين الإرهاب، ولا يطلق لفظة "شهيد" على الإرهابيين لأنه ليس على طريقة الإسلام، بل إنه ضدها. ولفت إلى أن مدة 15 أو 20 عامًا كانوا يتحدثون يوميًا في الإعلام ويكتبون المقالات لنقول إن الإسلام دين السلام ولا علاقة له بالإرهابيين، قائلًا: «أحمد الله على أننا نجحنا في هذا الأمر، ولا يوجد إرهاب في روسيا».

وتحدث عن سر وجود مصحف على مكتب لرئيس البلاد فلاديمير بوتين، موضحًا أنهم في مجلس شورى المفتين أعطوه المصحف، مبينًا أنه رئيس الدولة ويحترم كل الأديان. وقال: «نحن نحترمه، لأنه رجل عظيم وبسبب وقفاته مع الدين الإسلامي كما أنه ضد حرق المصحف الشريف في السويد، بل لا يكتفي بوجود المصحف على مكتبه ولكنه يقرأه باللغة الروسية». وتابع أنهم لديهم مترجمون لمنح الرئيس بوتين المعلومات الصحيحة، مشيرًا إلى زيارته أقدم مسجد في روسيا، وهو موجود في مدينة دربند وبني في القرن السابع الميلادي، وكان ذلك بعد حرق المصحف، وعندما أعطاه الإمام المصحف، قال إن المسلمين فقط لا يحترمون المصحف الشريف ولكن كلنا. وأكد أن بوتين مسيحي الديانة، لكنه يحترم كل الجمهور ويحترم الآخرين، وأكد على ضرورة احترام المصحف.

وذكر أن المجلس يتعاون تعاونًا مثمرًا وموفقًا مع الدول العربية والإسلامية، وهناك مشروعات خيرية ومشروعات متعلقة ببناء المساجد وافتتاح المدارس الإسلامية. وأضاف أن هناك مدارس إسلامية موجودة في موسكو وفي أنحاء روسيا مثل تتارستان، وهذه المدارس تتبعنا ونحن من نضع المناهج بالتوافق مع الحكومة الروسية. وتابع بأن لهم كإدارة دينية الحرية في وضع المناهج، ويحصل الطالب على شهادة معترف بها حكوميًا، مثل شهادة البكالوريوس في أصول الدين، وعندها يكون الخريج مؤهلًا كي يعمل إمامًا أو مدرسًا أو أستاذًا في الجامعات الإسلامية.

وأكد أن البعض ما زال يعتقد بعدم وجود حرية في روسيا، وهذا خطأ، فبعد سقوط الحزب الشيوعي أصبحت روسيا ديموقراطية، والمؤمنون يحصلون على حقوقهم، موضحًا أن 95% من المسلمين الروس سنيون، وفي روسيا يعيش أكثر من 25 ملايين مسلم كما يوجد 7 أو 8 ملايين مليون مهاجر من دول الاتحاد السوفيتي السابقة، بإجمالي 33 ملايين مسلم يعيش في روسيا.

وقال أيمن العيسوي، رئيس الجالية المصرية بروسيا، إنه يقيم في روسيا منذ 27 سنة، ومتزوج ولديه ابن وابنة، لافتًا إلى أنه تزوج من قرينته الروسية في القاهرة وأنجبا ابنتهما في القاهرة، وبقيا هناك لمدة عامين ونصف العام، ثم سافر موسكو. وأضاف أن هناك جاليات في موسكو سبقت الجالية المصرية مثل الجالية السورية والجالية الأردنية، وفي عام 2013 صدرت لائحة عمل الجالية المصرية في روسيا. وتابع أنه ينجح بالتزكية في رئاسة الجالية كل 3 سنوات، مؤكدًا تعاونه مع الطلاب، لافتًا إلى أن هناك نحو 50 ألف مصري في كل المدن الروسية.

وذكر أن الجالية المصرية كانت تواجه مشكلات متعددة، لكن 80% منها لم تعد موجودة، مثل كسر الفيزا، وكانت هذه المشكلة هي الأصعب. وأضاف أن العمل في روسيا مختلف تمامًا عن أوروبا، مبينًا أن هناك مصريين يعملون في المطاعم ويستوردون الرمان والبرتقال، كما أن هناك من يعملون في مجال المعمار، والبعض الآخر يعمل في المحارة، وهذه مجالات مميزة للغاية، بالإضافة إلى مجالات أخرى.

وتابع بأنه زار مصر منذ أسبوع ويتابع الأوضاع هناك عن كثب، قائلًا: «في الماضي كنا نسافر جميعًا خارج مصر، وعندما نرى شيئا جميلا كنا نسأل ونقول متى تكون بلدنا هكذا؟ لا نعتقد، لكن هذا الوضع تغير كليًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبح لدينا العاصمة الإدارية الجديدة وزرتها في عام 2018، ومدينة العلمين خرافية، وشبكة الطرق حققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وهو ما يمثل دعمًا كبيرًا للاستثمار».

وقال الدكتور أحمد سعد، استشاري أمراض الباطنة بموسكو، إنه يحرص على زيارة ‏مصر بشكل سنوي، ويرى كثير من التغيرات والتطورات في كل زيارة مقارنة ‏بالزيارة التي قبلها، مبينًا أنه على سبيل المثال مشروعات الطرق والنقل، إذ أصبحت على ‏غرار نظيرتها في روسيا وأوروبا، فضلا عن الكباري التي تقلل من الازدحام ‏والتكدس المروري وتقصر المسافات بين منطقة لآخر..

وأضاف أنه منذ حوالي 10 سنوات كان يحمل هم الطريق من التجمع للجيزة، لكن ‏الوضع الآن أصبح أفضل كثيرًا، مؤكدًا توافر الكثير من الخدمات المقدمة ‏للمواطنين في مصر والتي لم تكن موجودة من قبل.

وأشاد، بالمبادرات الصحية في مصر، مشيرًا إلى أن ‏مبادرة القضاء على فيروس سي كانت هامة للغاية نظرًا لأن الفيروس كان يكلف ‏الدولة أعباء ضخمة وكان الوضع في مصر مأساويًا وكارثيًا، إذ إنه حوالي 30% ‏من الشعب المصري كان مصابًا بهذا الفيروس.‏ وتابع أنه عندما يرسل له أحد أصدقائه أو أقاربه تشخيص مرض أو فيروس ما ‏ليعرضه على زملائه الأطباء في روسيا مثلا، يجد جميع الأطباء هنا يشيدون ‏ببروتوكولات العلاج في مصر إذ إنها تتبع البروتوكولات العالمية، مبينًا أن هذا الأمر يدعو ‏للفخر.‏