أر أف إيه: المصالحة الجديدة.. يمكن أن تكون تركيا ومصر قوة للاستقرار في إفريقيا

خلاصة

تثير استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تركيا ومصر الأمل في أن التعاون يمكن أن يحل محل التنافس بين هاتين القوتين الإقليميتين، حسبما يخلص تقرير نشره موقع إذاعة فرنسا الدولية.

اهتم الكاتب دوريان جونز في تقرير نشره موقع إذاعة فرنسا الدولية بعودة العلاقات بين تركيا ومصر وتداعياتها على الاستقرار الإقليمي.

وأشار الكاتب إلى أن تركيا ومصر انخرطتا في حروب أهلية في إثيوبيا وليبيا، كل منهما يدعم جانبًا مختلفًا.

ويأمل المحللون أن تساعد استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القاهرة وأنقرة في أوائل يوليو في تخفيف التوترات في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط.

وتتوقع المحللة الأمنية آية بورويلا أنه «يمكن أن يؤثر ذلك على مصر، على الأقل المشكلة التي يواجهونها في إثيوبيا، لأن البلدين يدعمان جوانب مختلفة من الصراع».

وأضافت بورويلا المتخصصة في الشؤون الليبية: «لذلك، بشكل عام، أعتقد أن هذا جيد. أعتقد أنه مفيد لليبيا أيضًا لأن الجانبين يدعمان الفصائل المختلفة في ليبيا».

أزمة ليبيا

وأشار الموقع الفرنسي إلى أن التدخل العسكري التركي في عام 2020 لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية ضد قوات الجنرال خليفة حفتا المدعومة من مصر أدى إلى دفع تركيا ومصر إلى حافة المواجهة المباشرة.

ويروي مستشار الرئاسة التركية مسعود كاسين: «عندما تنظر إلى الأوقات العصيبة، كاد الجيشان التركي والمصري يتواجهان في ليبيا».

ويقول كاسين، الخبير الأمني الدولي في جامعة يدي تبه في اسطنبول، إن التعاون الاقتصادي يوفر طريقة للخروج من التوترات الحالية في ليبيا.

وأضاف: « أولاً وقبل كل شيء، قد تجلب تركيا ومصر أمن الطاقة وتجارة الطاقة. وثانيا، إذا اجتمعا في ليبيا، فسيكون ذلك مفيدا لكل من تركيا وليبيا».

لكن الوجود العسكري التركي ونشر المرتزقة السوريين في ليبيا يشكلان عقبات محتملة أمام التقارب التركي المصري، وفقًا للتقرير.

ترغب مصر في انسحاب القوات التركية وانسحاب المرتزقة السوريين من ليبيا.

 وقالت بورويلا: «مصر تتوجس للغاية من القواعد الأجنبية في البلدان المجاورة لها، وبالتأكيد القوات الأجنبية المرتبطة بالتطرف الإسلامي. لذلك تريد مصر أن ترى إجراءات ملموسة من تركيا قبل المضي قدمًا في تطوير العلاقات. واعتقد ان الخطوة الاولى لأي عمل ملموس هي العلاقات الدبلوماسية».

موارد الطاقة

بدوره، يشير جليل الحرشاوي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في لندن إلى أن ثروة الطاقة الهائلة في ليبيا تقدم دفعة قوية للتعاون بين البلدين.

ويوضح الحرشاوي: «يمكن أن يعثر العمال المصريون بسهولة على وظائفهم التاريخية التقليدية في النصف الغربي من ليبيا الأكثر اكتظاظًا بالسكان. وإذا قاموا في المقابل بتسهيل الاختراق الاقتصادي لتركيا في الشرق، فسيكون ذلك أفضل للجميع من منظور اقتصادي». 

ومن المتوقع أن يتصدر مستقبل ليبيا جدول الأعمال عندما يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنقرة لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما من المتوقع أن يحدث في الأسابيع المقبلة.

ويُنظر إلى زيارة الدولة على أنها تمثل رمزًا للعودة إلى العلاقات الطبيعية.

المحور الإقليمي

وأضاف الموقع أن هذا بدوره يجلب الأمل في أن يحل التعاون محل التنافس بين البلدين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإقليمية.

وقال الحرشاوي: «سيتعلق الأمر بالاهتمام بليبيا، وتجنب تفاقم الأوضاع في المسارح الثانوية مثل تونس، أو إذا وقعت تشاد في مشاكل لأن حرب السودان تفككها».

ويلفت التقرير إلى أن المال يمكن أن يكون له أيضًا دور حاسم في الحفاظ على التقارب بين تركيا ومصر على المسار الصحيح.

وشهدت زيارة أردوغان الأخيرة لدول الخليج العربي توقيع عقود بعشرات المليارات من الدولارات مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وكلاهما حليف لمصر. الأموال حيوية لإبقاء الاقتصاد التركي المتعثر صامدًا.

ويقول محللون إن مثل هذه الصفقات ستساعد أيضًا في ضمان مستقبل الانفراجة الجديدة لتركيا ومصر ومعه إزالة قوة مزعزعة للاستقرار في المناطق.

الموضوع التالي الجاررديان: هل يمكن لإطلاق صندوق سيادي أن يجعل الكويت القوة الكروية القادمة في الخليج ؟
الموضوع السابقأي 24 نيوز: بايدن يقول إن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية «قد يكون قيد التنفيذ»