إقليمي ودولي

بينما كشفت مصادر إعلامية عن أن نحو 33% من الإسرائيليين يفكرون فى الهجرة، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 100 من كبار المسئولين السابقين فى منظومة الدفاع الإسرائيلية عقدوا مؤتمرا طارئا لمناقشة التعامل مع سيناريوهات انهيار النظام بالدولة، موضحة أنهم ركزوا بشكل خاص على أساليب العمل لحماية المحكمة العليا والجيش والشرطة من تداعيات الإصلاح القضائي.

يأتى ذلك وسط استمرار الاحتجاجات على التعديلات القضائية التى تقلص صلاحيات المحكمة العليا فى الرقابة على قرارات الحكومة التى انطلقت منذ  أكثرمن 30 أسبوعا .

كانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد أنهت الخميس الماضى 5 ساعات من المداولات، دون اتخاذ قرار فى الالتماسات المقدمة لها لإلغاء قانون التعذر الذى يقيد عزل رئيس الوزراء، وهو أحد التعديلات القضائية المثيرة للجدل. 

وترى المعارضة أن قانون التعديلات القضائية الذى صدق عليه الكنيست يوفر الحماية لبنيامين نيتانياهو الذى تنظر المحكمة المركزية فى اتهامات بحقه تشمل الرشوة وإساءة الأمانة والاحتيال، بينما ينفى هو صحتها.

فى وقت سابق، شارك وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، فى جلسة استثنائية للجنة الخارجية والأمن بالكنيست عقدت بمقر الوزارة لمناقشة تداعيات إعلان آلاف الجنود والضباط وقف تطوعهم بصفوف الجيش، احتجاجا على تمرير التغييرات القضائية، حيث أعلن أكثر من 60 ضابطا بالمخابرات عزمهم تعليق خدمة الاحتياط احتجاجا على التعديلات القضائية.

فى سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية أن نحو 33% من الإسرائيليين يفكرون فى الهجرة، بينما ارتفعت نسبة الطامحين إلى الهجرة بين الشباب إلى 56%.

ونقلت وكالة «إرنا» عن مصادر إسرائيلية أن ارتفاع نسبة راغبى الهجرة فى إسرائيل جاءت بسبب التعديلات المخطط لها فى قانون القضاء، بينما حذر معهد البحوث الاقتصادية بتل أبيب من أن ثقة الشباب فى الحكومة الإسرائيلية ومؤسسات الدولة قد تضاءلت بشدة فى الأشهر الأخيرة .

وأظهر المعهد فى دراسة أصدرها، أمس، أن 56% من الشباب الإسرائيلى يدرسون عمليا خيار الهجرة، وذلك فى الوقت الذى كشف فيه النقاب الأربعاء الماضى عن أن نحو 500 طبيب هاجروا من إسرائيل بشكل دائم، بسبب خطة نيتانياهو لتعديل القوانين القضائية.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن 47 % من الإسرائيليين المغادرين بلادهم، أو الذين سافروا للعمل فى الخارج، قرروا عدم العودة إليها أبدا .

وأوضحت دراسة أجرتها دائرة التنظيم والعلاقات مع الإسرائيليين فى الشتات أن هناك نحو مليون إسرائيلى يعيشون خارج بلادهم، ونصفهم لا يريد العودة إليها أبدا، خاصة أنهم يشعرون بأن وضعهم الاقتصادى قد تحسن فى الدولة الأجنبية التى يعيشون فيها فى الوقت الحالي، ونسبة قليلة منهم تقدر بـ 10% فقط أشاروا إلى أن وضعهم الاقتصادى تدهور عندما انتقلوا إلى الخارج .

وفى الشأن الفلسطيني، شيع الفلسطينيون أمس جثمان الشهيد قصى جمال معطان (19 عاما) إلى مثواه الأخير، فى قرية برقة شرق رام الله، مرددين الهتافات المنددة والغاضبة ضد جرائم الاحتلال. يذكر أن معطان استشهدن أمس الأول، متأثرا بإصابته برصاص مستوطنين هاجموا قرية برقة .

فى تلك الأثناء، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية أن سلطات الاحتلال صدقت على بناء 310 وحدات استيطانية جديدة فى الضفة الغربية الشهر الماضى .

وذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بالمنظمة، فى بيان أمس، أن هذه السلطات طرحت الشهر الماضى ما مجموعه 33 مخططا هيكليا، وجرت خلالها المصادقة على بناء 310 وحدات استيطانية، فى حين جرى إيداع ما مجموعه 622 وحدة استهدفت ما مجموعه نحو 100 ألف دونم من الأراضى الفلسطينية .

فى تطور آخر، حذر جهاز الاستخبارات الإسرائيلى من إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة بالضفة الغربية، وفق تقرير لموقع «واى نت» أمس الذى أوضح أن العملية الأخيرة فى جنين ومخيمها كانت بمنزلة صورة مصغرة لنزاع عسكرى واسع النطاق قد تشهده الضفة الغربية، بمشاركة عشرات الآلاف من المسلحين، وسط طوفان من الذخيرة التى تصل تهريبا من إسرائيل، أو عبر الحدود مع الأردن، وملايين الشيكلات التى باتت تنقل عبر التطبيقات.

ولفت الموقع إلى أنه خلال الأسبوع الأخير تلقت المخابرات والمنظومة الأمنية الإسرائيلية تذكيرا آخر بانفجار الوضع فى الضفة الغربية، بعد 3 هجمات أمنية وقعت مؤخرا.