مودرن ديبلوماسي: هل النفوذ الأمريكي يتضاءل في مِرجل سياسات الشرق الأوسط ؟

خلاصة

تناول مقال نشرته مودرن ديبلوماسي تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد أن شهدت الأخيرة عدة تطورات وتقلبات ليس أقلها تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة صينية، وسعي واشنطون لإبرام صفقة كبيرة مع السعودية لتطبيع الرياض لعلاقاتها مع إسرائيل مقابل امتيازات أمنية.

استعرض الدكتور أرشاد خان في مقال نشره موقع مودن ديبلوماسي ما وصفه بتضاؤل النفوذ الأمريكي في مِرجل الشرق الأوسط لحساب دول قوية أخرى مثل الصين وروسيا. 

وبحسب الكاتب، فعندما استأنفت إيران والمملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية في مارس بعد سبع سنوات، لم يكن الوسيط القوي الولايات المتحدة، بل الصين. ويبدو أن تراجع نفوذ الولايات المتحدة قد أيقظ الرئيس الأمريكي الذي كان يمشي أثناء نومه خلال فترة ولايته. المقبل.

وأشار الكاتب إلى أن الاتفاق جاء نتيجة محادثات مكثفة في الصين وصدر البيان بالاشتراك بين إيران والسعودية والصين المضيفة، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي، الذي يشعر بالدوار بعض الشيء وكأنه استيقظ لتوه من سبات عميق، كان الأمريكي يندفع بشدة لتأكيد نفوذ بلاده.

خطة السلام

وأشار الكاتب إلى إطلاق خطة كبرى جديدة للسلام في الشرق الأوسط على الرغم من صعوبة تذكر عدد المبادرات التي أُطلقت في نصف القرن الماضي. في مقابل قبولها لإسرائيل، سيكون لدى المملكة العربية السعودية اتفاقية أمنية متبادلة مع الولايات المتحدة، لكنها ستكون مطالبة بتقليص حجم علاقتها مع الصين. كما ستقدم تلك الخطة حزمة معونة سخية للفلسطينيين في الضفة الغربية.

من جانبها، سيتعين على إسرائيل الالتزام مرة أخرى بحل الدولتين، وبالتالي وقف توسيع المستوطنات اليهودية في المناطق الفلسطينية. وفي المقابل، سيتعين على السلطة الفلسطينية دعم اتفاقية السلام بين إسرائيل والسعودية. وكل هذا أمر صعب لإسرائيل، مع الأخذ في الاعتبار أن الأحزاب الدينية المتشددة مثل شاس والصهيونية الدينية هي جزء من حكومة نتنياهو الائتلافية الهشة. وكثيرا ما يهاجم هؤلاء المستوطنون الفلسطينيين، دون عواقب، إنما يشجعونهم على الرغم من الشرعية المشكوك فيها في القانون الدولي لمستوطناتهم.

كل هذا يقلل من النجاح المحتمل لخطة سلام كبيرة في الشرق الأوسط إلى وضع شبه صفري. ولا شك أن الصين المندهشة تنظر إلى جو بايدن حسن النية، الذي فشل بطريقة ما في المتابعة.

تعقيد إضافي

وأضاف الكاتب أن الصفقة السعودية الإيرانية هي تعقيد إضافي بطبيعة الحال، ومن وجهة النظر الأمريكية تضفي مزيدًا من الإلحاح على الوضع. وقد عانت مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة خاصة مع الفلسطينيين بسبب ميلها الواضح أو المستتر اعتمادًا على سياسة واشنطون والحزب الحاكم. 

وفي حين أن دعمها لإسرائيل نادرًا ما يُفتقد، إلا أن الأمر يتطلب اثنين لأداء رقصة التانغو كما يقول المثل، وفي هذه الحالة ستكون مفاوضات رباعية - إسرائيل والمملكة العربية السعودية والفلسطينيون والولايات المتحدة. وأصبح الزعيم الفلسطيني المخضرم محمود عباس مسنًا ينتظر تسوية، إذ يبلغ الآن 87 عامًا وهو رئيس منذ 2005.

ونوَّه الكاتب إلى أن حماس هي حزب منافس لفتح التي يتزعمها عباس وتعتبر أكثر تشددا. وكان آخر اشتباك بين حماس وإسرائيل في مايو 2021، عندما قتل حوالي 200 شخص. وتحكم غزة منذ عام 2007 بينما تحكم فتح الضفة الغربية وعاصمتها الإدارية رام الله. وتبعد حوالي 10 كيلومترات شمال القدس.

وقطعت العلاقات بين حماس والسعودية عام 2007. هناك علامات على التحسن هذا العام، فقد زارت قيادة حماس، بما في ذلك إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، المملكة العربية السعودية في أبريل.

ويرى الكاتب في ختام تقريره أنه وفي عش دبابير سياسي من هذا القبيل، يخطو الرئيس الأمريكي بخطة كبرى، فهل هناك أي فرصة للنجاح؟ يجب أن يؤمن بايدن بذلك على الرغم من أن معظم المراقبين لا يتفقون معه. لكن أشياء غريبة تحدث.

الموضوع التالي دراسة لمركز "الأهرام للدراسات" تتحدث عن احتمالات توجيه ضربة عسكرية "إسرائيلية" لإيران
الموضوع السابقميدل إيست أي: مصر تقطع إمدادات الكهرباء عن الفقراء وليس الأغنياء، وفق تقرير حقوقي