أسوشيتد برس: بعد فقدان المئات في غرق سفينة المهاجرين قيالة سواحل اليونان، التعرف على الموتى يسير بوتيرة بطيئة ومؤلمة

خلاصة

بعد ما يقرب من شهرين من غرق سفينة صيد متداعية مكتظة بأشخاص متجهين من شمال إفريقيا إلى إيطاليا في وسط البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل المئات، لا يزال الأقارب يبحثون بشكل محموم عن أحبائهم بين المفقودين والموتى، وفق ما جاء في تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

الهجرة غير الشرعية

بعد ما يقرب من شهرين من غرق سفينة صيد متداعية مكتظة بأشخاص متجهين من شمال إفريقيا إلى إيطاليا في وسط البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل المئات، لا يزال الأقارب يبحثون بشكل محموم عن أحبائهم بين المفقودين والموتى، وفق ما جاء في تقرير لوكالة أسوشيتد برس. 

 

استعرض تقرير لوكالة أسوشيتد برس الآلم الذي يكابده أهالي وأصدقاء ضحايا القارب الغارق قبالة سواحل اليونان قبل شهرين تقريبًا مع الوتيرة البطيئة للتعرف على جثث الضحايا.   

وتشير الوكالة في مستهل تقريرها إلى أنه وبعد ما يقرب من شهرين من غرق سفينة صيد متداعية مكتظة بأشخاص متجهين من ليبيا إلى إيطاليا في وسط البحر المتوسط، والذي أسفر عن مقتل المئات، لا يزال الأقارب يبحثون بحثًا محمومًا عن أحبائهم بين المفقودين والموتى.

لا تزال هناك أسئلة عدة حول استجابة السلطات اليونانية وكيف ولماذا بالضبط انقلب القارب، الذي كان يقل ما يقدر بنحو 500-750 شخصًا معظمهم من باكستان وسوريا ومصر، وغرق في الساعات الأولى من يوم 14 يونيو فيما أصبح أحد أكثر حوادث سفن المهاجرين دموية في البحر المتوسط.

وانتُشل 104 أشخاص فقط من البحر أحياء - جميعهم رجال وفتيان، إلى جانب 82 جثة، واحدة منها فقط لامرأة. وغرق الباقون، بمن فيهم النساء والأطفال، في أحد أعمق أجزاء البحر المتوسط. ومع أعماق تبلغ حوالي 4000 متر في تلك المنطقة، فإن أي استعادة للقارب أو ضحاياه تبدو شبه مستحيلة.

عملية في غاية الإيلام

وقالت الوكالة إن عملية  التعرف على الموتى وتحديد من كان بالضبط على متن القارب هو عملية بطيئة ودقيقة وفي غاية الإيلام.

بحلول 7 أغسطس، جرى التعرف على حوالي 40 من الجثث التي انتُشلت من خلال عملية مضنية تجمع بين تحليل الحمض النووي وبصمات الأصابع والمقابلات مع الناجين والأقارب، حسبما قال الجنرال بانتيليس ثيميليس، قائد فريق تحديد هوية ضحايا الكوارث في اليونان، لوكالة أسوشيتيد برس.

وقال إن المهمة معقدة بسبب نقص المعلومات حول من كان على متن القارب، وحقيقة أن الكثير منهم كانوا من بلدان، بسبب الحرب والاضطرابات المدنية، يكافح أقاربهم فيها لتقديم عينات الحمض النووي.

فيما يخص بعضهم، فإن عدم وجود جثة لدفنها يعني أنهم يحملون الأمل، مهما كان غير محتمل، في أن أحبائهم لا يزالون على قيد الحياة بطريقة ما.

قال محمد دياب، الذي فقد ابنه عبد الرحمن البالغ من العمر 21 عامًا منذ أن غرق القارب: «في قلبي أشعر أن ابني على قيد الحياة، ولا أصدق حتى 1٪ أن ابني قد مات»، وأضاف:«أنا لا أفكر في هذا حتى».

في سعيه الذي دام شهرين تقريبًا من أجل ابنه، استنفد دياب خياراته تقريبًا. قدم عينة من الحمض النووي من خلال اللجنة الدولية للمفقودين، وأرسل أقاربه إلى اليونان، ويقضي ساعات على هاتفه، في إجراء المكالمات ومشاهدة وإعادة مشاهدة مقاطع فيديو للناجين على وسائل التواصل الاجتماعي.

يتشبث دياب من مخيم للاجئين الفلسطينيين الفقير في لبنان على مشارف بيروت بأمل ضعيف: لحظة وجيزة في مقطع فيديو لما بعد غرق القارب مباشرة، عندما يُنقل رجل يشبه ابنه إلى مستشفى في مدينة كالاماتا جنوب اليونان.

على الرغم من أن التحقيقات في المستشفى ومع السلطات اليونانية لم تسفر عن شيء، إلا أن دياب يصر على أن ابنه قد يكون في غيبوبة أو مسجونًا وغير قادر على الاتصال بأسرته.

لكن جميع الناجين المصابين خرجوا من المستشفى منذ فترة طويلة، والناجون التسعة الذين اعتقلتهم السلطات اليونانية بوصفهم مهربين مشتبه بهم جميعهم مصريون. اسم عبد الرحمن دياب ليس من بينهم.

وأشارت الوكالة إلى أن التفكير في فقدان ابنه الأكبر أمر لا يطاق. لذلك يتمسك دياب بشدة بالأمل في أن عبد الرحمن بطريقة ما، في مكان ما، لا يزال يتنفس ولا يزال على قيد الحياة.

قال: «إيماني بالله أكبر».

وتيرة بطيئة

وفي أثينا، يواصل أعضاء فريق تحديد هوية ضحايا الكوارث ببطء عملية تجميع هويات الجثث، وفقًا للوكالة.

قال ثيميليس إن الفريق لا يزال يتلقى نتائج اختبار الحمض النووي من أقارب محتملين في الخارج. وسيظل الخط الهاتفي الساخن بست لغات الذي أطلقته السلطات اليونانية بعد  الكارثة يعمل لمدة شهرين آخرين على الأقل، على الرغم من أن المكالمات أصبحت الآن قليلة ومتباعدة.

قال ثيميليس إن حدثًا دوليًا للإصابات الجماعية «يتطلب إجراءً تحقيقيًا جيدًا يستغرق وقتًا طويلاً، بإصرار وصبر، حتى يتمكن المعنيون من جمع معلومات عن الأشخاص المفقودين. وهذا أمر أساسي. ومَن هم حقا الاشخاص الذين قد يكونون على متن القارب ؟»

يعتمد فريقه، الذي تأسس في عام 2018، على موظفين من مجموعة متنوعة من الخدمات حسب الحاجة، بما في ذلك إدارة الإطفاء والأطبائ الشرعيين والمترجمين والشرطة. وكان هذا الفريق هو الذي استُدعي للتعرف على رفات أكثر من 50 شخصًا قتلوا في كارثة السكك الحديدية في 28 فبراير في وسط اليونان.

قال ثيميليس إن عمل فريقه إنساني في المقام الأول وأنه «منفصل عن أي شيء آخر وليس له وظيفة سوى العمل الإنساني لتحديد ضحايا الكوارث».

قال ثيميليس إن باكستان أرسلت بالفعل مئات نتائج اختبار الحمض النووي للمساعدة في عملية تحديد الهوية. وفي البلدان التي تثير فيها المقابلات مع الأقارب المقربين وجمع الحمض النووي مشاكل، يضطلع الصليب الأحمر والهلال الأحمر بهذا الدور.

وتلفت الوكالة أن دياب لايزال يحدوه الأمل في العثور على ابنه المفقود. وطالما ليس لديه تأكيد على موته، فلا يزال بإمكانه التمسك بالاعتقاد بأن ابنه سيعود يومًا ما إلى المنزل.

وقال دياب «ما زال لدي أمل ولن أفقد الأمل حتى أرى جثته. ما زلت آمل أن أراه وأسمع صوته».

الموضوع التالي بلومبرج: سيتي جروب تخفض نظرتها المتفائلة للسندات المصرية بسبب المخاطر «المرتفعة»
الموضوع السابقالمونيتور: الديمقراطيون في مجلس النواب يحثون على خفض المساعدات العسكرية المصرية بسبب الانتهاكات الحقوقيىة